الشباب والسياسة… أزمة الثقة

دراسة "سينيرجيا" أكدت أن أغلبية الشباب لا تثق في الأحزاب بسبب غياب الجاذبية كشفت دراسة حديثة أعدتها "سينيريجيا" و"ليكونوميست" أن الأغلبية الساحقة من الشباب ما بين 15 و30 سنة لا تثق في الأحزاب والسياسة، بسبب ضعف العرض السياسي وغياب الجاذبية. وأوضحت الدراسة أن هذه الأزمة وصلت إلى حد أن الشباب لا يعرفون أغلب الأحزاب المكونة للمشهد السياسي، ولا حتى الوزراء الذين يشكلون حكومة عزيز أخنوش. ضعف التأطير يسائل الأحزاب أغلبية الشباب لا تعرف سوى ثلاثة وزراء في حكومة أخنوش تسائل الخلاصات التي كشفت عنها الدراسة كل الفاعلين من حكومة وأحزاب سياسية ومنظمات شبابية، بسبب ضعف الـتأطير، وعدم تجديد الخطاب السياسي، وتقادم آليات العمل الحزبي، وموسمية العمل وهامشيته لدى منظمات الشباب. ورغم الجهود المبذولة، ومحاولة ضخ دماء شابة في المشهد السياسي، من خلال فرض نسبة الشباب في الأجهزة الحزبية، وخوض تجربة اللائحة الوطنية للشباب، إلا أن الحصيلة كانت مخيبة للآمال، ما اضطرت معه المنظمات الشبابية، على هامش قرار إلغاء اللائحة الوطنية، إلى إطلاق حملة للدفاع عما تعتبره حقا مشروعا في ضمان تمثيلية وازنة في المؤسسات المنتخبة. وإذا كانت بعض الأصوات تعتبر اللائحة الوطنية ريعا سياسيا، وجب القطع معه، ودعوة الشباب إلى اقتحام المجال السياسي من بابه الواسع، فإن أغلبية الهيآت الشبابية ترى أن اللائحة الوطنية مكسب وجب الدفاع عنه، وتقويم اختلالاته، على اعتبار أنه سمح لنخب جديدة من الشباب ولوج البرلمان، وإعطاء دينامية للعمل التشريعي، والإسهام في الترافع حول قضايا الشباب، في السياسات العمومية. ورغم إشراك كفاءات شبابية في الحكومات الثلاث المتعاقبة، في إطار ضخ دماء جديدة في العمل الحكومي، إلا أن التجربة ظلت محدودة الأثر، ولم تساهم في استقطاب الشباب للعمل السياسي أو الانخراط بكثافة في الحياة الحزبية، لتظل أرقام المشاركة ضعيفة، ودون مستوى انتظار ملايين الشباب، الذين لا يبالون بما يجري في الحياة السياسية، ولا يعرفون حتى الوزراء الذين يشكلون الحكومة. وأوضحت الدراسة التي تم الكشف عن نتائجها الأسبوع الماضي، أن الحماس الذي أعقب حراك 20 فبراير وانخراط الشباب القوي في السياسة، والمستوى المشرف في المشاركة السياسية في أول انتخابات ما بعد دستور 2011، لم يستمرا، إذ سجل تراجع في المشاركة في انتخابات 2021. وحسب الدراسة، فإن عدم اهتمام الشباب بالسياسة تعكسه الأرقام والمعطيات التي كشفت عنها، إذ أكدت عدم اهتمام الشباب بما يجري في المشهد السياسي، بل إن الأغلبية منهم ( 64 في المائة) قالت إنها لا تفضل أي حزب، و23 في المائة منهم، لا يمتلكون جوابا عن سؤال أي حزب تفضلون"، فيما توزع 13 في المائة من المستجوبين، ما بين باقي الأحزاب، 2 في المائة للعدالة والتنمية و2 لحزب الاستقلال وللأحرار، و3 للبام، و 2 للاتحاد الاشتراكي. ومن بين مظاهر عدم اهتمام الشباب بالعمل السياسي، أن 87 في المائة من الشباب الذين شملتهم الدراسة لم يتمكنوا سوى من ذكر أسماء ثلاثة وزراء فقط، في الحكومة الحالية، خارج رئيس الحكومة، واحتل ناصـر بوريطة، وزير الخارجية والتعاون الإفريقي الصدارة بـ 6 في المائة، متبوعا بشكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية بـ5 في المائة، وعبد اللطيف وهبي بـ 3 في المائة. وبخصوص سؤال مدى اقتناع الشباب بالعمل السياسي كما هو ممارس بالمغرب، أكد 70 في المائة إنهم غير مقتنعين بالعرض، و17 في المائة فقط راضون جدا، وفي التفاصيل، قال أغلب الشباب أنهم غير راضين عن الممارسة السياسية. وحسب الدراسة، فإن هذه الوضعية هي نتاج فشل الأحزاب السياسية في معركة التجديد، والتجاوب مع انتظارات الشباب، وعجزها عن إدماجهم في الاهتمام بالشأن العام، وعدم تقديم عرض سياسي جذاب. فقدان البوصلة أكد 85 في المائة من المستجوبين أنهم لم يصوتوا خلال الانتخابات الأخيرة، و15 في المائة فقط من توجهوا الى صناديق الاقتراع. ويفسر عدم اهتمام الشباب بالانتخابات وبالسياسة عموما، بفقدانهم البوصلة التي تقودهم، وعدم اقتناعهم بجدوى المشاركة، بالإضافة إلى عدم اقتناعهم بالبروفايلات التي تقدمها الأحزاب السياسية، إذ أنها لا تنجح في عملية استقطاب الكفاءات الشابة، وتجديد آليات العمل التنظيمي، بل إن بعض الكفاءات الشابة، التي انخرطت في العمل السياسي، سرعان ما انسحبت منه، بسبب الثقافة الأبوية السائدة داخل الأحزاب. والحال أن هذه الوضعية تعود أيضا إلى التراجع الكبير في دور المنظمات الشبابية التي كانت تشكل مشتلا للكفاءات الحزبية، مثل الشبيبة الاتحادية والشببية الاستقلالية، وتراجع دور الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، في نشر الوعي السياسي في أوساط الطلاب، وتكوين الأطر للعمل السياسي والمدني والنقابي، خاصة في أوساط أحزاب اليسار. برحو بوزياني

الشباب والسياسة… أزمة الثقة

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أزمة الخطاب تزيد في النفور

شبكة لاغتصاب قاصرات وتصويرهن

مقالات ذات صلة