فقهاء التشدد أغلقوا باب الاجتهاد

لكحل قال إن الوقت حان لملاءمة التشريعات المغربية مع المواثيق الدولية أكد الباحث سعيد الكحل، أن الوقت حان لمواءمة كل التشريعات المغربية مع المواثيق الدولية، التي صادق عليها المغرب إنسجاما مع الدستور الذي ينص على سمو تلك المواثيق على التشريعات الوطنية. وأوضح الباحث في قضايا الحركات الإسلامية والفكر الديني، أن مسلمي العهد الأول للإسلام، أي فترة البعثة النبوية والخلافة الراشدة، تميزوا بانفتاحهم على حركية المجتمع، عبر فتح باب الاجتهاد، ليشمل كل نصوص القرآن بما فيها الآيات المحكمات، ولم يقيدوا عقولهم بالأغلال التي سيضعها خلفهم على النصوص والعقول معا. وأكد الباحث لكحل في حديث مع "الصباح" أن تلك القيود لم يعهدها الجيل الأول من المسلمين، الذين جعلوا النص القرآني متحركا في معانيه، بعد أن ربطوها بمقاصد الشريعة، وليس بمبنى الآيات القرآنية، فكانوا يدركون استحالة إخضاع الواقع المتحرك لنص ثابت، لهذا أخضعوا فهم النص القرآني لحركية المجتمع. وتأسف الباحث لكحل من أن فترة الانفتاح وحرية الاجتهاد لم ترافق حركية المجتمع وتعقد ظواهره، إذ تم إغلاق بابه وانشغل الفقهاء اللاحقون، في معظمهم، باجترار الفتاوى والأحكام المتشددة، الأمر الذي جعل الدول الإسلامية المعاصرة تتخلى، طوعا أو كرها، عن تطبيق الأحكام الشرعية، التي باتت عائقا في وجه تقدم الشعوب وازدهارها (إلغاء العبودية، إلغاء تطبيق الحدود). ولا زالت بقايا تلك الفتاوى المتشددة، والتي لم تعد تتناسب مع قيم العصر ومنظومة حقوق الإنسان، تجد صداها في القانون الجنائي المغربي ومدونة الأسرة، رغم المظالم والمآسي الاجتماعية والنفسية التي تتسبب فيها. وأفاد لكحل أن قولة علي بن أبي طالب "القرآن يفسره زمانه"، جاءت معبرة عن روح الانفتاح الذي ميز تلك الحقبة، إذ اتخذ المسلمون الأوائل الرسول (ص) قدوتهم في الاجتهاد وتحرير الأفهام، حتى يكون الإسلام دينا عابرا للعصور وحاضنا للشعوب على اختلاف ثقافاتها، مضيفا أنه في ظل أجواء الانفتاح تلك انتعشت حرية الاجتهاد، وعطل خليفة المسلمين عمر بن الخطاب العمل بنص قرآني يجعل المؤلفة قلوبهم من ضمن من يستحقون الصدقات. ومن بين حالات الاجتهاد، يضيف لكحل، قيام عمر بن الخطاب بحد السرقة عام الرمادة، وفي حادثة سرقة رقيق حاطب بن أبي بلتعة ناقة من إبل رجل آخر، وعندما وصل الخبر للخليفة عمر بن الخطاب، لم يقطع أيدي السراق، وإنما غرم حاطب ثمنها، لأن السراق من رقيقه، وهو المسؤول عن إعالتهم، وقد أقروا بأنهم سرقوا بدافع الجوع. كما منع عمر بن الخطاب الزواج من الكتابيات الذي شرعه الله وأباحه (اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب، حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهن محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان ومن يكفر بالإيمان، فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين). ومن أبرز اجتهاداته مساواته في الأنصبة بين الأخوة للأب والإخوة للأم، أي طبق على الأخوة للأب، الذين كانوا يرثون للذكر مثل حظ الأنثيين، الآية المتعلقة بالإخوة للأم، والتي تساوي بين الأنثى والذكر، وتعطي لكل منهما السدس، (وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ، فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ). برحو بوزياني

فقهاء التشدد أغلقوا باب الاجتهاد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الملك: لن أحرم ما أحل الله

تزويج القاصرات استغلال جنسي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات