الجفـاف يهـدد غـذاء المغاربـة
تقرير: الإنتاجية الزراعية ستنخفض بسبب تغير أنماط تساقط الأمطار
يحل عام جديد على المغاربة وهم ينتظرون تساقط الأمطار، بعد أشهر طويلة من الجفاف القاتل، الذي أدخل المملكة في حسابات معقدة، واقتنعت أخيرا أن المياه لم تعد متوفرة بالقدر الكافي.
ووفقا لتقرير لمنظمة “غرين بيس”، المعنية برصد التغيرات المناخية حول العالم، فإن الجفاف الذي يضرب المغرب في السنوات الاخيرة، ليس سحابة صيف، بل سيستمر الوضع في السنوات المقبلة، ويمكن أن تكون العقود المقبلة أسوأ.
وحذر التقرير الذي صدر بعنوان، ” على شفير الهاوية: تداعيات تغير المناخ على ستة بلدان في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”، المغرب وخمس دول أخرى، من تأثيرات مدمرة للتغير المناخي، سوف تأتي على النظم الطبيعية، وكذلك على حياة الإنسان في هذه الدول.
واعتبر التقرير ذاته، أن الحياة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تمثل تحديا منذ البداية، إذ تعاني العديد من البلدان ظروفا دافئة وجافة جدا، مقارنة بأجزاء أخرى من العالم، غير أنه يستدرك ويقول أن “ما يحدث الآن ليس شيئا طبيعيا”.
وأوضحت “غرين بيس”، أن المغرب على سبيل المثال، يشهد شحا في التساقطات المطرية خلال السنوات الأخيرة، متوقعة أن يواجه على غرار المنطقة الشمالية الغربية من القارة الإفريقية، ظروفا من الجفاف الزائد، وزيادة متوسط درجات الحرارة السنوية في العقود المقبلة من القرن الجاري، ما سيؤثر على إنتاج الغذاء.
وتوقع التقرير، أن معدل الإنتاجية الزراعية في المملكة سيشهد انخفاضا بحلول 2080، بسبب تغير أنماط تساقط الأمطار، إذ يمكن أن تتأثر الأراضي السقوية سلبا بفعل التملح، عندما يتبخر الماء تاركا كمية عالية مركزة من الأملاح على سطح التربة.
وأفاد التقرير في سياق حديثه عن الحالة المغربية، أن السكان المغاربة الأكثر فقرا هم الذين سيكونون أكثر تضررا من التملح، باعتبارهم يعتمدون على الزراعة للحصول على الدخل، كما أكد على استمرار انخفاض التساقطات المطرية في المغرب، خلال العقود القادمة حتى 2100، في حين يتوقع أن تشهد مجمعات المياه في جنوب غرب المملكة، التي تعاني ظروفا قاحلة، أكبر انخفاض في التساقطات المطرية.
عصام الناصيري