متهمون قتلوا زوجاتهم … ضحايـا الشـك والهشاشـة والإدمـان
متهمون قتلوا زوجاتهم للشك في خيانتهن ونساء غاضبات انتقمن لشرفهن
ارتفعت حالات القتل بين الأزواج بشكل مخيف لأسباب مختلفة مرتبطة بالإدمان والفقر والهشاشة والتفكك الأسري والشك في الخيانة، وفي ظروف وحيثيات متباينة حسب كل حالة. ولا يكاد شهر يمر دون تسجيل حالة أو أكثر، فيما يعتبر الأزواج أكثر فتكا بأجساد زوجاتهم وأمهات أبنائهم أكبر ضحايا مثل هذه الجرائم.
حالات متعددة لزوجات بجهة فاس سقطن ضحايا في “معارك” أسرية غير متكافئة، أغلبهن بسبب الشك في سلوكهن وخيانتهن، بمن فيهن ثلاثينية قتلها زوجها حديث الخروج من السجن بمنزلهما بحي مولاي عبد الله بفاس، بعدما هوى بعصا على رأسها بضربة كانت كافية لإزهاق روحها، ولعودته سريعا لزنازين سجن بوركايز.
وفي أبشع جريمة للسبب نفسه، أجهز أربعيني بساطور على زوجته ورضيعها دون الشهر السادس، في منزل الأسرة بتاونات، بعدما شك في أنه ليس من صلبه، فيما قتل آخر له سوابق، أم ابنتيه بعدما ترصد لها بموقع قرب منزل عائلتها بجماعة كيسان، في طريق عودتها من عين دوار تزران تزودت منها بالماء الصالح للشرب.
وأجهز عامل بورشة لإصلاح الدراجات بإيموزار كندر بإقليم صفرو، على زوجته وأم ابنته الصغيرة، التي تصغره بسنة، وهشم رأسها بآلة حادة في طريق عودتهما لمنزلهما بحي المشاشة، قبل أن يتركها ويفر دون أن يقدم لها أي مساعدة أو يتصل بالمصالح المختصة، إلى أن عثر عليها مواطنون صدفة في لحظة احتضار.
أما عامل مهاجر بفرنسا استقر بفاس بعد تقاعده، فقتل أم أبنائه الستينية بمنزلهما بحي مونفلوري، بعدما هشم رأسها بمطرقة لحد تطاير المخ فوق طاولة بالمطبخ، بسبب شكه في خيانتها، ليدان ابتدائيا من قبل جنايات فاس ب25 سنة سجنا نافذا خفضت استئنافيا ب5 سنوات، بعد مؤاخذته لأجل جناية القتل العمد.
ولم يكن المسن الوحيد قاتل زوجته، إذ عرف مركز غفساي بتاونات، جريمة مماثلة راحت ضحيتها زوجة ضربها زوجها الثمانيني المتقاعد وهو من قدماء المحاربين، بعصا يتكئ عليها لتيسير مشيه، مصيبا إياها في رأسها إصابة مميتة، بعدما تنازعا بسبب تافه فقد إثره رزانته المعهودة في لحظة غضب ضيع فيها حريته وأنيسة عمره.
مسن آخر من ودكة بتاونات، شك في خيانة زوجته وهاتفها للقاء بغفساي، ليستفرد بها ويقتلها في غابة قبل أن يدفنها ويبلغ مصالح الدرك باختفائها الغامض، حيلة لم تنطل على عناصرها التي عمقت البحث معه ليعترف تلقائيا بالمنسوب إليه، اعتقادا منه أنه دفن العار والفضيحة رغم أنه لم يتيقن من سلوكها أو خيانتها المزعومة.
التخلص من جثة الزوجة وإخفاء معالم الجريمة، حدث أيضا بباب مرزوقة بتازة، لما قتل فلاح زوجته وأم ابنه ورمى جثتها ببئر، فيما شق ستيني رأس زوجته بحي شعبي بفاس، قبل أن ينتحر، في حالة مشابهة لقتل موظف بمصلحة الصحة بمقاطعة بالمدينة، لزوجته في منزلهما بحي مونفلوري/ الزهور قبل أن ينتحر ذبحا.
ولم تكن الزوجات وحدهن ضحايا جرائم قتل من قبل أزواجهن، بل حتى أزواج سقطوا ضحايا زوجاتهم قتلنهم في ظروف وحيثيات ولأسباب مختلفة ومتباينة، كما حالة إمام مسجد بمقاطعة زواغة بفاس قتلته زوجته بمساعدة ابنتهما، وادعيتا قتله من قبل مجهولين، بعدما علمت برغبته في الزواج بفتاة عشرينية.
أما زوجة بأزرو فأشركت عشيقها حديث الخروج من السجن بعد قضائه عقوبة سالبة للحرية، في تصفية زوجها والتخلص من جثته فوق سطح حمام تقليدي، قبل انكشاف أمرهما، على غرار زوجة بتازة تواطأت مع أقاربها لتصفية زوجها والتخلص من جثته وسط حقل فلاحي، بعد حبك سيناريو الإيقاع به إثر نزاع تافه بينهما.
وقتلت أستاذة زوجها المتقاعد للاستيلاء على ثروته، وأبدعت سيناريو انتحاره في حيلة لم تنطل على المحققين الذين اكتشفوا الحقيقة المرة، فيما أجهزت زوجة على زوجها في سطح عمارة بحي صهريج كناوة، متذرعة بكراهيتها له بسبب الوحم، مبرر لم يقنع هيأة الغرفة الجنائية التي أدانتها ب15 سنة سجنا نافذا.
حميد الأبيض (فاس)