“يونيسف” تحتفل باليوم العالمي للطفل

«الصباح» تفتح صفحاتها للأطفال للتعبير عن وجهات نظرهم بمناسبة اليوم العالمي للطفل، الذي يصادف 20 نونبر، تحتفل "يونيسف" بالحدث من خلال إعطاء الكلمة لمجموعة من الأطفال للتعبير عن رأيهم في مواضيع مختلفة. ومساهمة منها في هذه المبادرة تفتح "الصباح" صفحاتها لهذه المواهب الصغيرة لإيصال صوتها إلى من يهمهم الأمر. الـتعــلـيـم حـق ولـيـس سـلـعـة لا يخفى على أحد ما يمثله التعليم بالنسبة للأطفال والمجتمعات على حد سواء، فالتعليم الجيد يمثل رافعة لكل تنمية اجتماعية، ودافعة لكل إقلاعٍ حضاري وأساسا كل مشروع نهضوي (تجربة اليابان، وفلندا، والنرويج، وكوريا)... وقبل هذا وذاك فالتعليم حق أصيل لكل طفل. ولذلك، تستثمر البلدان المتقدمة كل مقدراتها المالية والبشرية لتأهيل الرأسمال البشري، وتجويد الخدمات التربوية وتوسيع البنية التحتية وتجديد المناهج وتأهيل الأطر التربوية بشكل دوري لمواكبة المستجدات في حقل علوم التربية... وكطفلة مغربية سليلة المدرسة العمومية، أود أن أنوّه بمجهودات الدولة المغربية وكذا الأطر التعليمية على تضحياتها المبذولة خلال جائحة كورونا لضمان استمرارية الخدمات التربوية وايصال المعرفة إلى البيوت ( التعليم عن بعد، التعليم بالتناوب) وذلك رغم كل الصعوبات والمخاطر التي كانت تهدد صحة الأطر وسلامتها... لقد أدت جائحة كورونا إلى أسوأ أزمة تعليمية عالمية عرفتها البشرية خلال قرون، إذ أغلقت المدارس وتوقف نحو 1,6 مليار طفل عن الالتحاق بقاعات الدرس، ما أدى إلى ضياع نحو تريليوني ساعة من التعليم الحضوري، لتنضاف بذلك أزمة كرونا إلى الأزمات البنيوية الملازمة لقطاع التعليم ( الاكتظاظ، الهدر المدرسي، الفروق المجالية و الاقتصادية، العنف المدرسي، ضعف التحصيل، طول المقررات...) فكورونا لم تكن رحيمة أبدا بنا نحن الأطفال، إذ انضافت معها المشاكل النفسية والصحية والسلوكية على مشاكل التعليم، مما زاد الطين بلة، والهوة اتساعا، بحيث استعصى الفتق على الرتق!. قد أعتبر نفسي محظوظة جدا لأنني تلقيت خلال فترة الحجر الصحي رعاية أسرية كاملة بحكم كون أبوي مدرسين، مكنتني تلك الرعاية من مواكبة الدروس الافتراضية التي كنت أتلقاها من أساتذتي ومن إنجاز التمارين بشكل منتظم، كما أنني استثمرت أوقاتي في قراءة الكتب. غير أنني كمناصرة يافعة لحقوق الطفل لست متيقنة بأن ظروف جميع أقراني أتاحت لهم الفرص نفسها للولوج إلى تعليم جيد يلبي حقوقهم ومتطلباتهم، تعليم فعال يستجيب لانتظارات الأسر والمجتمعات، فالتمدرس لا يعني بالضرورة التعلم واكتساب المهارات والقدرات. أتحدث هنا عن ظروف الأطفال ضحايا الهدر المدرسي والأقسام المشتركة، عن أطفال الهامش والفئات الهشة، عن الذين يعانون كل أشكال التمييز، وعن الأطفال الذين يعيشون في مناطق الحروب والكوارث الطبيعية، هذا دون أن أنسى الأطفال في وضعية إعاقة وكذا الأطفال غير المرئيين... فالإحصائيات الرسمية تؤكد أن ثلثي تلاميذ أغلب الأنظمة التربوية لا يتحكمون في المهارات الأساسية كالقراءة والرياضيات! فمن يعدم الوسيلة لا يبلغ الغاية. فهذا ما يعيق قدرتهم على مواصلة التعلم طيلة حياتهم واكتساب معارف جديدة اعتمادا على التعلم الذاتي. فضمان مقعد دراسي لا يضمن تعليما جيدا يمكن الأطفال من التحكم في المهارات والقدرات وبالتالي مجابهة معترك الحياة، وضمان الاستقرار الوظيفي والمساهمة في تطور الوطن... إن الوضع التعليمي كارثي حسب ما تؤكده التقارير الدولية والمحلية، فأرقام التسرب المدرسي مخيفة، ونسب تحكم الأطفال في القدرات الأساسية مرعبة، وهذا يستدعي ولاشك تدخلا عاجلا وفعالا -كلٌ من موقعه ومسؤولياته - لحل مختلف المشاكل المؤثرة في تجويد النظام التعليمي، فطموحاتنا نحن الأطفال وآمالنا في غد أفضل معلقة في أعناق المسؤولين المتعاقبين على تدبير قطاع التعليم، ولهؤلاء أقول: "التعليم سادتي حق وليس سلعة، والطفولة بريئة وتعليمها وديعة، فاحفظوا الحق، و صونوا الوديعة". مريم أمجون مناصرة يافعة لقضايا حقوق الطفل لدى يونيسف المغرب بحصولها على جائزة تحدي القراءة العربي في نسخة 2018 وهي في سن التاسعة من عمرها، أصبحت مريم أمجون أصغر حائزة لهذه الجائزة. شغوفة بالقراءة منذ صغرها ومتحدثة متفردة، لاتتردد مريم عن مشاركة شغفها هذا بشكل مستمر مع الأطفال والجمهور الواسع. في تصريح أدلت به مريم أمجون إلى اليونيسيف قالت عند تعيينها سنة 2020 مناصرة يافعة لحقوق الطفل لدى يونيسف المغرب « أنا فخورة جدا بالانخراط إلى جانب يونيسف المغرب من أجل إسماع صوت الأطفال. أرجو أن يمكن انخراطي هذا من إحداث تغيير في حياة الأطفال الأكثر هشاشة. وسأعمل على المضي قدما من أجل إشعاع ثقافة حقوق الطفل". لنتحد ضد الهدر المدرسي الهدر المدرسي آفة اجتماعية تؤثر سلبا على تنمية المجتمعات وتعرقل تطور العملية التعلمية بجميع مراحلها، خاصة بالعالم القروي. فماهي أسباب الهدر المدرسي؟ وما الأسباب التي تعرقل تمدرس الفتاة القروية؟ وما هي الإجراءات الواجب اتباعها لمحاربته؟ من الأسباب التي تعرقل تمدرس الفتاة القروية، العادات والتقاليد، فهما سببان أساسيان في إرغام الفتاة القروية على مغادرة المدرسة مكرهة، خاصة بعد الحصول على شهادة الدروس الابتدائية، حيت يتم منعها من الذهاب إلى المدن البعيدة عن مقر سكناها لمتابعة الدراسة بالمستوى الثانوي الإعدادي و التأهيلي والجامعة. فقصتي مثلا مع الهدر المدرسي قصة من آلاف القصص لمجموعة من الفتيات، اللاتي انقطعن عن الدراسة وتعرضن للهدر المدرسي وبقين في البيوت. فأنا فتاة طموحة شغوفة محبة للدراسة، وكانت آمالي إتمام الدراسة، لكنه عندما حصلت على الشهادة الابتدائية منعتني الظروف من تحقيق مبتغاي، ومن بينها عدم التوفر على منحة للولوج إلى الداخلية، وبعد المؤسسة عن مقر السكن وصعوبة المسالك الطرقية وانقطاعها أحيانا بسبب سوء الأحوال الجوية وقساوة الظروف المعيشية، خاصة وأنا في منطقة جبلية بعيدة جدا عن الثانوية الإعدادية بالإضافة إلى الظروف الاجتماعية والثقافية، ففي العالم القروي يتم تكليف الفتاة بالأعمال المنزلية إلى حين زواجها في وقت مبكر دون الاهتمام بتعليمها و تمدرسها. ولكن بفضل زميلتي وقريبتي سميرة أوحماد استطعت أن أقنع نفسي وعائلتي بالرجوع إلى الدراسة بعد سنة من الانقطاع، وعند ولوجي إلى المؤسسة وجدت الطاقم الإداري والتربوي في أتم الاستعداد لاستقبال أي تلميذة وتلميذ لديه الرغبة في إتمام الدراسة بعد الانقطاع، وتوفير مقعد في الداخلية وهذا ما جعلني أشجع زميلاتي للالتحاق بالمؤسسة، كالتلميذة ضحى أوحماد و سعاد أومحري، و إلهام العواد اللواتي يعشن ظروفي نفسها التي جعلتهن ينقطعن لمدة سنة كاملة ... إن ظاهرة الهدر المدرسي بحجم خطورتها والإشكالات التي تطرحها دفعت وزارة التربية الوطنية إلى بذل جهود كبيرة من أجل الحد منها، من خلال توسيع نطاق برامج التدخل، ووضع مقاربة وقائية، وبرامج للمواكبة التربوية والدعم التربوي وبرنامج الدعم الاجتماعي، كما وفرت الوزارة برنامج تيسير الذي يهدف إلى توفير منح دراسية لفائدة التلميذات والتلاميذ المنتمين للأسر الفقيرة إلى جانب مشروع مليون محفظة وغيرها من المبادرات. كل هذه الإجراءات وغيرها تهدف إلى الحد من الهدر المدرسي، وتمكين التلميذات والتلاميذ من إتمام دراستهم باعتبارها حقا أسمى من حقوقهم . خديجة أوحماد طموحة شغوفة محبة للدراسة 13 سنة متحدرة من دوار تونغست جماعة إيمي ندونيت اقليم شيشاوة. تلميذة بثانوية أداسيل الإعدادية - المديرية الإقليمية شيشاوة مستفيدة من إعادة التمدرس تدرس بمستوى الثانية ثانوي اعدادي. تحب الدراسة رغم قساوة الظروف الطبيعية وحصلت على معدل 14.20 تحب مادة التربية الاسلامية والاجتماعيات واللغة الفرنسية والعربية، وتطمح أن تكون محامية أنا متشبث بحلمي طفل مهاجر في المغرب اسمح لي أن أخبرك قصتي وآخذك في رحلة عبر الزمان والمكان، أنا راؤول جوردان إدوارد. أنا من الكامرون، هذا البلد الجميل في غرب إفريقيا. لأسباب خارجة عني، اضطرت عائلتي إلى مغادرة بلدنا الأصلي. لقد جاءت لتستقر في المغرب. لدي عائلة مكونة من شقيقتين. أنا الولد الوحيد والأكبر في الوقت نفسه. لدي والدتي معي. لا يزال والدي في الكامرون. لقد اخترنا المغرب وجهة لنا لأننا حلمنا بأن نعيش حياتنا الجديدة هناك، وأن نواجه فرصا جديدة، وأن نتمتع بحقوقنا هناك…. لقد سمعنا أنا وعائلتي الكثير عن بلدك. حلم لنا. وصلنا إلى هناك في شتاء عام 2015. كان الشتاء باردا. لقد وصلت إلى المغرب بأحلام. هل تعلم، أنا أجيد الموسيقى. أنا فخور. عائلتي أيا. أحب الغيتارة. ألعبها في أوقات فراغي. ألحاني متنوعة. لكني أحب عزف مقطوعات من أغنية "أحببتك، أحبك، أحبك" لفرانسيس جابريل. ولماذا لا، يمكن أن أصبح يومًا ما نجما عالميا. حلمي هو أن أصبح عازف غيتار عظيما. أحلم باللعب مع فنانين عالميين مشهورين، مثل جون ماير جيرالد دي بالماس. لكن الغيتار هو شغف. وظيفتي في الغد مختلفة تماما. الوظيفة التي أود القيام بها هي في السماء. أحلم بأن أصبح طيارا. لكني أدرك أنني لا أستطيع أن أمارس هذه المهنة إذا لم يكن بإمكاني الوصول إلى المدرسة لمواصلة تعليمي هناك. هذا موضوع آخر، معقد بعض الشيء. لكن هذا لا يمنعني من إخبارك أكثر من ذلك بقليل. اليوم أنا في السنة أولى إعدادي. بعد أن أمضيت أربع سنوات في المدرسة الابتدائية. نعم أعلم ، لسوء الحظ لم يتكيف مستوى مدرستي مع عمري. لكن هذا ليس خطئي. أنا أحب التعلم والذهاب إلى المدرسة. إنها حقوقي طفلا. أنا أتشبث به على الرغم من الصعوبة التي واجهتها في النظام المدرسي. أجد أن المدرسة المغربية لم تتكيف بعد بشكل جيد مع وضع الأطفال المهاجرين لتتمكن من دمجهم بنجاح. أعرف هذه التحديات وأواجهها. أنا أبذل جهودا، وعائلتي أيضا. وبدعم من مؤسسة "غرب شرق" من خلال برنامج هجرة وحماية +، أتلقى بطاقات حافلة لأتمكن من الذهاب إلى المدرسة. أستفيد أيضًا من دورات الدعم لمتابعة دراستي. كما ترى، أنا أتشبث بحلمي.

“يونيسف” تحتفل باليوم العالمي للطفل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

هفتي: الحالة الصحية للاعبين "جيدة على العموم"

وسيط المملكة يتباحث مع نظيره من إفريقيا الوسطى

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات