مستشفى الجديدة… السكتة القلبية

الاستقالات والإحالة على التقاعد وقلة التعيينات تضعف العرض العلاجي هلل الحسين الوردي، وزير الصحة الأسبق، في 2013 ، كثيرا للبناية الجديدة للمستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة، الذي وصفه بأنه مفخرة للمنظومة الصحية ببلادنا ، وهو من الجيل الجديد للمستشفيات العمومية الذي كلف إنجازه 40 مليار سنتيم على أرض تبرعت بها بلدية الجديدة، لكن بمرور قرابة عشر سنوات على افتتاحه، لم يحقق ما كان معقودا عليه من آمال لتجويد الخدمات العلاجية، والاستجابة لحاجيات المرتفقين الذين ترتفع أصواتهم منددة في أكثر من مناسبة، بأن هذه المنشأة الصحية أضحت مهددة بالسكتة القلبية، بسبب النقص الفادح في الأطر الطبية والتمريضية، وهو ما جعل المواعد التي تعطى لمرضى القلب وأمراض أخرى خطيرة تصل السنة، ما جعلها في خانة " مواعد الموت"، وذلك لأن طبيب قلب مثلا لا يمكن له بأي حال من الأحوال تلبية رغبات سكان إقليم الجديدة الذين يصلون إلى 800 ألف نسمة يزداد عددها بفعل تردد عدد كبير من سكان الإقليم المجاور سيدي بنور . فخلال الصيف الأخير غادر أقساما متعددة بالمستشفى، تسعة أطباء متخصصين، بفعل بلوغهم التقاعد وضمنهم منقطعون عن العمل، في محاولة لي يد الوزارة كي توافق على استقالاتهم، وهذه الوضعية التي تحيل على هجرة جماعية نحو القطاع الخاص ، أصابت بالشلل مصالح حيوية لها أثر على صون صحة مرتفقين . وارتباطا بذلك وافقت الوزارة على استقالة طبيبة فحص بالصدى في ظروف غامضة، وحكمت على القسم أن يظل بطبيبة واحدة أثناء النهار ودون مداومة بالليل، وفي ذلك تعريض للمصابين في حوادث سير وغيرها لأخطار قاتلة في غياب الكشف بالسكانير، الذي يشتغل مرة ويتعطل لمرات عديدة، كما أن تقاعد طبيبة، جعل قسم الأمراض العقلية والعصبية مشلولا، في إقليم تزداد فيه سنويا نسبة المصابين بالأمراض النفسية ، ومصنف من الأقاليم ذات نسبة مرتفعة في معدل الانتحار ، الذي يصل سقف 50 منتحرا في السنة . ولم يسلم قسم أمراض الجهاز الهضمي من الشلل، بفعل إحالة طبيب على التقاعد وانقطاع آخر، وهو الوضع الذي يسود بقسم جراحة العظام والمفاصل الذي يشتغل به طبيب واحد دائم الانقطاع، ما جعل الكثير من المصابين في حوادث مختلفة، ينتقلون نحو مصحات القطاع الخاص بالجديدة والبيضاء ، وفي ذلك إثقالا لهم بمصاريف علاجية لا طاقة لهم بها . الوضع نفسه نسجله بقسم الأمراض الجلدية وجراحة الدماغ وقسم التوليد الذي يعرف سنويا 10 آلاف ولادة جديدة، وتزداد الخدمات العلاجية بمستشفى محمد الخامس ترديا، بفعل النقص الفادح في الطاقم التمريضي، الذي لم يدعم بتعيينات كافية منذ ما يقارب العشر سنوات، وتتم الاستعانة حاليا بيد عاملة في إطار برنامج أوراش لتأمين بعض الخدمات، خاصة بقسم المستعجلات، وهو حل ترقيعي لا يعفي بالضرورة وزارة أيت الطالب، التي همشت هذا المستشفى بشكل لافت للانتباه، في وقت لا زالت فعاليات تنادي باستمرار بضرورة تحويله مستشفى جامعيا تابعا لابن رشد، حتى يستفيد مرضاه من الخدمات والعمليات الجراحية التي يشرف عليها عادة أساتذة من كلية الطب ، لكن هذا المطلب يبدو محط تنازع بين وزارتي الصحة والتعليم العالي . وحتى إشعار آخر فإن بناية المستشفى الذي كلف 40 مليار سنتيم، تعرف يوميا إتلافا في التجهيزات والمرافق، في غياب برنامج صيانة مواكب، الأمر الذي يفرض تدخلا استعجاليا من وزارة الصحة لإعادة " الصحة " إلى المستشفى الذي تغنى به الوردي كثيرا. عبدالله غيتومي (الجديدة)

مستشفى الجديدة… السكتة القلبية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تزوير ونصب على شركات دولية في الملايير

الأزمة تشتد على الرجاء

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات