يروج أمام الغرفة الجنحية التلبسية بالمحكمة الابتدائية بالحسيمة، منذ 11 أكتوبر الماضي، ملف طبيب كان يزاول بقسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بالمدينة، متهم بطلب رشوة وصنع شهادة طبية تتضمن بيانات كاذبة أثناء مزاولة مهامه. ونقل الطبيب في وقت سابق إلى قسم الأمراض العقلية والنفسية بالمستشفى ذاته، بعدما أصيب بأزمة نفسية داخل السجن المحلي للحسيمة، علما أنه نفى أن يكون تسلم مبلغا ماليا من المشتكية. وأوقفت عناصر الشرطة القضائية المعني بالأمر للاشتباه في أنه محرر شهادة طبية استعملت في قضية زجرية ضد أحد أفراد عائلة امرأة تقطن نواحي الحسيمة، طالبت الطبيب بإنجاز شهادة طبية، مشترطة أن تكون مدة العجز المتضمنة بها تفوق 21 يوما. واتصلت المشتكية بالرقم المباشر للتبليغ عن جرائم الرشوة لدى رئاسة النيابة العامة بالرباط، ليتم إرشادها إلى مكتب وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بالحسيمة. وحسب بعض المصادر، فقد اتصلت المشتكية بالطبيب الذي ضرب لها موعدا في المكان المعروف بحي «كالابونيطا»، حيث توجهت عناصر من الشرطة القضائية بالزي المدني وأجرت مراقبة عن بعد، في انتظار التحقق من واقعة التلبس. وحاولت المشتكية الحصول على الشهادة الطبية بعدما حل الطبيب بسيارته مستقبلا إياها، غير أنه لم يمكنها من ذلك رغم عرضها عليه مبلغ 2000 درهم، لينطلق المعني بالأمر بسيارته التي كانت مركونة بالمنطقة سالفة الذكر، بعد أن ألقى بالشهادة بالمكان، قبل أن يتم إيقافه من قبل عناصر الشرطة القضائية. وأفادت مصادر مطلعة، أن المعنية بالأمر حاولت باستمرار وبإلحاح، مستعطفة الطبيب الحصول على الشهادة الطبية مقابل المبلغ المالي سالف الذكر، غير أن الطبيب رفض طلبها في جانبه المتعلق بالمبلغ المالي، وطمأنها بمنح شهادة طبية بشرط معاينة أثر العنف، الذي لاحظه المعني بالأمر في ما بعد، وأخبرها بحقها في الحصول على هذه الشهادة. وأفاد الطبيب بدوره لدى الاستماع إليه من قبل الضابطة القضائية وقاضي التحقيق لدى ابتدائية الحسيمة، أنه كان على حسن نية، وقبل بمنح شهادة طبية للمعنية بالأمر بناء على طلبها مبديا تعاطفه معها ودون مقابل، مضيفا أنه حين عرضت عليه المبلغ المالي سالف الذكر، رفض تمكينها من الشهادة المطلوبة وتراجع عن ذلك، ما يعني أن ليست هناك حالة تلبس. جمال الفكيكي (الحسيمة) .