أسواق

معاناة مربي الأبقار مع أسعار العلف

بوكريزية: نطالب بعودة الدعم الحكومي لقطاع تربية العجول

أثرت موجة الجفاف التي ضربت المغرب السنة الماضية وبداية الموسم الحالي إضافة إلى تقلبات السوق العالمي تزامنا مع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، في زعزعة ميزان وسوق مختلف الحبوب، وأدت إلى ارتفاع سعر الحبوب الأساسية التي تدخل في صنع الأعلاف المركبة التي تعتبر مادة أساسية لا محيد عنها في عملية تسمين العجول الموجهة لإنتاج اللحوم الحمراء.
وعانى المغرب خلال خمس سنوات الماضية تبعات انحسار الأمطار، مما أثر على الغطاء النباتي وساهم في تراجع إنتاج الحبوب كالذرة والشعير والخرطال والقطاني مثل الفول والصوجا. وأثر ذلك على المراعي التي تقلصت وخلقت مشاكل كثيرة لمربي الماشية على الخصوص، ما ساهم في التخلي عن عدد من رؤوس الأبقار ببيعها. وهناك أسباب أخرى غير مباشرة، أثرت على تراجع القطيع، وبالتالي على قطاع اللحوم الحمراء.
وصرح أحمد بوكريزية، رئيس تنسيقية منتجي الحليب والمنتجات الفلاحية، أن تراجع رؤوس الأبقار يعود إما للنفوق، بسبب الأمراض أو بالبيع، نتيجة ارتفاع أسعار تكلفة إنتاج الحليب واللحوم الحمراء، موضحا أن معامل تسويق الحليب لجأت في وقت من الأوقات إلى فرض “كوطا” على المنتجين، وأمام انسداد أبواب تصريف منتوجهم، تخلوا عن القطيع، وبالتالي، تراجعت الولادات.
ومن بين الأسباب التي ساهمت في تراجع وتقليص الولادات، عدم صلاحية بعض الأعلاف المقدمة من قبل الدولة للفلاحين المنتجين، لأنها لا تتوفر على الشروط الغذائية المؤشر على تداولها من قبل المكتب الوطني للسلامة الصحية، وبالتالي أثرت سلبا على القطيع الموجه لإنتاج الحليب، حيث أصيبت الأبقار بأمراض ومنها التي تطرح جنينها والتي لم تعد صالحة للإنجاب، الأمر الذي يدفع الفلاح المنتج إلى التخلص منها.
واستغرب بوكريزية سكوت الوزارة عن هذه المشاكل المرتبطة أساسا ببعض شركات إنتاج الأعلاف، التي لا تحترم المعايير، سهوا أو قصدا، كما استنكر عدم مراقبتها ومحاسبتها حفاظا على مصالح الفلاحين.
وتلجأ الحكومة عندما يعز المطر وتنتشر بوادر الجفاف إلى اتخاذ سبل لتخفيف العبء على الفلاحين والمنتجين، بتقديم مساعدات عينية ومادية، منها تقديم كمية من الأعلاف موجهة للإنتاج الحيواني للحفاظ على القطيع، لكن ذلك غير كاف، لضعف الحصيص الموجه لكل فلاح.
وقال بوكريزية في حديث مع “الصباح”، إن الفلاحين لم يستسيغوا طريقة توزيع الأعلاف المدعمة، إذ تم منح كيس واحد من الشعير لكل فلاح، في حين ثبت أن الكمية المقدمة من الأعلاف المركبة غير كافية، ولا تتوفر على العناصر الكفيلة بضمان نمو وإنتاج متوازن، وتم تحليل عينة من هذا العلف وتبين لهم أنه لا يتوفر سوى على 15 في المائة من البروتين، عوض 17 في المئة المتفق عليها.
وقدم بوكريزية عدة مقترحات لضمان استمرار الإنتاج الحيواني، سواء تعلق الأمر بمادة الحليب أو اللحوم الحمراء، إذ اتفق رفقة عدد من المنتجين، على أنه إذا لم ترفع شركات تسويق الحليب، ثمن اللتر الواحد إلى 5 دراهم، فإنهم سيبيعون أبقارهم.
واقترح عودة الحكومة إلى تقديم الدعم لتربية العجول للإبقاء عليها، لتوجيهها إلى المجازر للذبح من جهة، والاحتفاظ بالعجلات، لتوسيع وتجديد القطيع الموجه لإنتاج الحليب من جهة ثانية، وهذه هي الطريقة المثلى لتحقيق الاكتفاء الذاتي من اللحوم الحمراء والحليب. وطالب بتوحيد الفدراليات والإبقاء على فدرالية واحدة تحرص على حماية الإنتاج الحيواني، وتقسيم الفلاحين إلى منتج للحليب ومنتج للحوم الحمراء.
أحمد ذو الرشاد (الجديدة)


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات

نود أن نشكركم على زيارتكم لموقعنا. لكننا نود أيضًا تقديم تجربة مميزة ومثيرة لكم. لكن يبدو أن مانع الإعلانات الذي تستخدمونه يعيقنا في تقديم أفضل ما لدينا.