لخصم وخصومه… دورة “الكاو”

إيموزار كندر على صفيح ساخن وجهود تذويب الخلاف فشلت ودورات المجلس تحولت إلى حلبة للعنف اللفظي لم ينته نزال مصطفى لخصم، البطل العالمي السابق في الكيغ بوكسينغ ورئيس جماعة إيموزار كندر مع خصومه السياسيين. لكن هزيمته باتت وشيكة وربما بالضربة القاضية، بعدما انقلب عليه من تحالف معهم لتحقيق نصر تنموي بمدينة تئن تحت وطأة تبعات سنين طويلة من التهميش. إعداد: حميد الأبيض (فاس) لم يبق في صف لخصم إلا قليل الأعضاء بعدما تفرق داعموه لتتحول دورات الجماعة لساحة يتلاكم فيها الطرفان بكلمات بدل لكمات، طمعا في نصر سياسي مؤجل أمام إصرار الرئيس على الصمود أمام كل الضربات بما فيها فرملة مشروع ميزانية مراهن عليها لإخراج إيموزار كندر مما هي فيه. زلات فادحة قبل شد الحبل ارتكب الرئيس مصطفى لخصم زلات تكشف قلة خبرته في الممارسة السياسية، ما أغضب فعاليات وأعضاء سيما بعدما لم يرخص لجمعية "صوت الشباب" باستغلال فضاءين عموميين لتنظيم أنشطة ضمن مهرجان ثامازيرث المنظم بشراكة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية. القرار برره بأن "تاريخ استغلال القاعتين لا يسمح بذلك"، دون أن يقنع البعض ممن اعتبروا رفضه إقصاء لتظاهرة هامة، أعلن فيها عن نتائج الجائزة الوطنية للثقافة الأمازيغية، ويمكن أن تساهم في إبراز التراث المادي واللامادي للمدينة والتعريف بمعالمها السياحية والثقافية والتاريخية. وما زاد من حنق الغاضبين على لخصم، حضوره مهرجانا للسينما منظما بالجارة إفران واستقبال ضيوفه من الممثلين وإكرامهم، ودخوله في "نزاع" مع نشطاء الجمعية وصل لمخفر الشرطة بعد اتهامه بالاعتداء على مدافعين عن مهرجان ثامازيرث الذي غاب عنه ولم يحضر مختلف فقراته المتنوعة. ولم تمر إلا أيام قليلة على ذلك حتى تلقى ضربة موجعة، بعد انسحاب الأكاديمية الإفريقية للفلاحة من تنظيم المهرجان الوطني للتفاح، بعدما "تعرفت على أسرار وخبايا خيمة البلدية" بتعبير رئيسها ابن المنطقة، الحسين بوتكريشت، في تلميح يحمل ألغازا واتهامات باطنة خفية لم يكشف عنها. اتهامات بالعنف اتهام لخصم عن الحركة الشعبية، بالتعامل بعنف، لم يقتصر على نشطاء جمعية "صوت الشباب"، بل امتد إلى أعضاء بالجماعة سيما لما اتهمته عضو بتعنيفها لفظيا وسبها وشتمها بمقر عملها بدار الأمومة، أمام أعين الناس وبحضور شخصين كلفهما بإقناعها بالعدول عن اصطفافها مع المعارضة. 19 عضوا وقعوا بيانا استنكاريا لما تعرضت إليه زميلتهم، مؤكدين أنها ليست المرة الأولى التي يهين فيها الرئيس الأعضاء ويعاملهم باحتقار وانتقاص، بل تفوه بكلمات نابية" بلغة الغاضبين من أعضاء الجماعة الذين دعوا لدورة استثنائية لإقالة مسؤولين باللجن والمكتب. ولم يستسيغوا اتهامه بالسرقة والرشوة، ردا على حديث لخصم عن اتهام الأعضاء "المنشقين" من ائتلافه، بابتزازه ومحاولة الحصول على منافع، لتتعمق في ما بعد الهوة بين الطرفين لحد القطيعة و"اندلاع حرب" يحبك كل طرف وسائل التقليل من قيمة الآخر وإظهار أخطائه الصحيحة والمفتعلة. العنف اللفظي سيصبح في ما بعد علامة مميزة في دورات لاحقة للمجلس، اختلط فيها الحابل بالنابل وجند فيها كل طرف أنصاره بطريقة غريبة، بل امتد الأمر لوسائل التواصل الاجتماعي، إذ تراشقت صفحات "فيسبوكية" بالاتهامات، إما دفاعا عن الرئيس أو المصطفين في غير صفه السياسي. ملامح التصدع بدأت ملامح التصدع بين مختلف مكونات المجلس برفض أعضاء طريقة تدبيره للأمور و"قراراته الانفرادية والعشوائية" و"نقص كفاءته" و"رؤيته الضيقة والمحدودة للتسيير". وتدريجيا فقد لخصم أغلبيته وهجره حلفاؤه إلى المعارضة التي ارتفع رقم أعضائها إلى 19 من أصل 28 عضوا. الدورة الاستثنائية ستفضح المستور وتقسم ظهر المجلس لقسمين حولا قاعة الاجتماع لساحة استعرض فيها كل طرف براعته وخبرته في تأثيث مظاهر الفوضى المتفاعل معها جمهور بالتصفيق أو الصياح، كما لو تعلق الأمر بنزال في رياضة من فنون الحرب، يصفق فيها لمن يوجه اللكمات للآخر. الصراع والشد والجذب احتد أثناء مناقشة التدبير المفوض للنظافة، ليشهر كل طرف ورقة "مصلحة المدينة" المتشدق كل طرف بها دون استيعاب أن مصلحتها مشروطة بتذويب الخلافات ووضع اليد في اليد لخدمتها وتنميتها وتأهيلها وجلب الاستثمارات إليها بغض النظر عن اللون السياسي. هذه التشنجات ومشاهد الفوضى ستتواصل خلال أشغال دورة أكتوبر المؤجل شوطها الثاني ، رغم دخول عامل صفرو على خط "البلوكاج"، سيما بعد فشل مساعي الحركي محمد أوزين في رأب الصدع وتقريب وجهات النظر وتذويب الخلاف المرجح أن يتفاقم مع مرور الدورات. هدوء حذر تأجيل الجلسة الثانية من دورة أكتوبر المخصصة للتصويت على مشروع الميزانية، بأسبوع إلى غد (الثلاثاء)، يكشف أن الأمور لم تهدأ رغم ما سجله متتبعون من مرور أشغال الجلسة الأولى، التي رفضت فيها المعارضة تمرير 6 نقاط بجدول الأعمال في هدوء غير معهود. مصطفى لخصم ومعارضوه بدوا أقل عصبية على غير ما تتبعه الرأي العام من أجواء مشحونة مرت فيها، سيما أن الدورة الاستثنائية تحولت فيها القاعة لحلبة صراعات كلامية، ما تسبب لاحقا في إصابة الرئيس، الذي يواجه أزمة غير مسبوقة، بوعكة صحية استلزمت نقله إلى فاس للاستشفاء. وبغض النظر عن المحق والمتمادي، فإن كلا الطرفين مخطئان في تقدير الأمور، سيما أمام سعيهما لتأليب مناصريهما على بعضهم وتحريضهم لحد التراشق الافتراضي بالتهديدات ومحاولة فرملة كل مبادرة أيا كانت طبيعتها، بما في ذلك التهديد بالاحتجاج على تكريم شاعر أمازيغي محلي. ويبدو أن جماعة إيموزار كندر تسير بمثل هذا "البلوكاج" والتدافع السياسي غير المحمود، نحو المجهول ليبقى مستقبل المدينة غامضا ومفتوحا على صفحة سوداء غير مسبوقة، ما لم يتم تذويب الخلافات والصراعات وتغليب المصلحة العامة فوق كل المصالح لأجل مدينة تحتاج تنمية حقيقية. الرئيس خارج التغطية يتهم الرئيس الحركي، معارضيه بابتزازه لتحقيق أغراض ومصالح شخصية لا علاقة لها بمصلحة إيموزار كندر التي عاهد سكانها في الانتخابات التي حملته لرئاستها بتحويلها إلى جنة، كما كشف ذلك في تصريحاته وخرجاته الافتراضية، أشهر فيها تحديه واستعداده للتضحية لأجلها. فقدانه لأغلبيته واصطفاف أعضاء ضده، برره ب"إغلاق الروبيني" و"قطع الطريق على كل باحث عن مصالحه الخاصة"، متحدثا في خرجات إعلامية عن عدم تحقيق سابقيه لأي مكتسبات طيلة 12 سنة تحملوا فيها المسؤولية، والضغط عليه لمغادرة التسيير لكن "ما غاديش نمشي فحالي". اتصلت "الصباح" بمصطفى لخصم على هاتفه الخاص الذي ظل يلغي المكالمة من أول رنة. وجربت التواصل معه عبر تقنية التراسل الفوري، وبعثت رسالة صوتية وأخرى مكتوبة تشرح فيها دافع الاتصال وسببه فلم يتواصل وبقي خارج التغطية رغم إتاحة الفرصة له للإدلاء بدلوه في ما يجري.

لخصم وخصومه… دورة “الكاو”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الملك يستنفر وزارة التجهيز والماء

تخريب ممتلكات عمومية بأكادير

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات