المقاربة الحقوقية والأمن

تقارير تؤكد ارتفاع حالات الجريمة المختلفة خاصة في المدن الكبرى استفحلت مظاهر العنف في الشارع، وتنامت جرائم السرقة والنشل باستعمال الأسلحة البيضاء، وبات أمن المواطن وسلامته مهددين في واضحة النهار، من قبل شباب جانح، وجد نفسه عرضة للبطالة والضياع في الشارع، دون تكوين أو عمل، سلاحه الوحيد الارتماء في أحضان المخدرات. ورغم كل الجهود المتواصلة من قبل مصالح الأمن المختلفة، وتكثيف الحملات، وتعزيز فرق القرب لمكافحة الجريمة، إلا أن التقارير الأمنية اليومية تؤكد ارتفاع حالات الجريمة والعنف المختلفة، والتي تستهدف النساء والرجال على حد سواء، خاصة في المدن الكبرى، التي تعرف ارتفاعا في معدل البطالة. وتبقى الجهود الأمنية لوحدها قاصرة عن الحد من تنامي العنف في الشارع، إذا لم يتم القضاء على الأسباب العميقة وراء استفحال الظاهرة، ومعالجتها بما يساهم في إيجاد حلول لظواهر الانحراف والتي تتغذى منها جميع أشكال السرقة والعنف والنشل، التي باتت تهدد المواطن في سلامته وأمنه. ويرى البعض أنه لا يمكن لقوات الأمن مهما كان عدد أفرادها، وفرقها، ووسائل عملها اللوجيسيتة، في مدينة مليونية مثل البيضاء، أن توقف زحف جرائم الاعتداء والسرقة في الشارع العام، بالنظر إلى شساعة المدينة وتوسعها. كما أن مشكل استتباب الأمن ليس مسألة أمنية فحسب، بل تتطلب مقاربة شمولية مندمجة، تتقاطع فيها السياسات العمومية المرتبطة بالتعليم والتنشئة الاجتماعية والشغل، ومستويات التأطير المختلفة، وتوفير فضاءات رياضية وثقافية في الأحياء، ومد الجمعيات العاملة في أوساط الشباب بالوسائل والإمكانيات، للحد من حالات الضياع والفراغ الذي يعانيه الآلاف من الشباب. ويربط البعض بين ارتفاع معدل الجريمة وحالات العنف في الشارع، وتقصير مصالح الأمن المختلفة، والتي تتفادى التدخل في مواجهة بعض الجانحين، رغم الخطر الذي يشكلونه خوفا من ردود الفعل والتورط في قضايا عنف تعتبرها الهيآت الحقوقية خرقا وانتهاكا لحقوق الإنسان. ويرى آخرون أن فئة من الشباب المتورطين في عمليات العنف والشرقة بالشارع، هم من ذوي السوابق، الذين تورطوا في جرائم سابقة، بل منهم من قضى مدة حبسية، ليعود إلى الشارع من جديد، في غياب أي احتضان أو إدماج داخل المجتمع، وهو ما يطرح مسؤولية دور مؤسسات إعادة الإدماج، في مساعدة الشباب على تصحيح الانحراف، والإقلاع عن إدمان المخدرات، والابتعاد عن أعمال النشل والسرقة بالعنف في الشارع. برحو بوزياني

المقاربة الحقوقية والأمن

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

عنف الشارع ... "فين لاراف؟"

الإصلاح المعطوب

مقالات ذات صلة