مسيرات الغضب تزداد يوميا وجمعيات حقوقية تتدخل وشباب أطلق «هاشتاغ» يتوسع توسعت رقعة الغضب من سوء خدمات شركة "سيتي باص" المفوض لها قطاع النقل الحضري بفاس، بشكل غير مسبوق. وارتفع منسوب الاحتجاجات اليومية سيما من قبل الطلبة بموقعي سايس وظهر المهراز، تزامنا مع حملة افتراضية على شكل هاشتاغ "بغينا طوبيسات فاس" الذي توسع انتشاره. امتعاض وغضب آخر صيحات الامتعاض والغضب أطلقتها طالبات الحي الجامعي سايس إناث خرجن ليلة الاثنين الماضي في مسيرة احتجاجية حاشدة، رفعن فيها شعارات حماسية طالبت برحيل الشركة أو تجويد خدماتها وأسطولها المهترئ والمتلاشي، بعدما تحولت حافلات إلى قبور متحركة لمن فيها. مسيرة طالبات سايس كسرت هدوء ليل فاس، ليس لأول مرة، بل خرجن سابقا في مسيرات وأشكال احتجاجية متنوعة، كباقي زملائهن بموقع ظهر المهراز شكل ملف النقل الحضري نقطة أساسية ضمن مطالب المحتجين لتحقيقها بمختلف الكليات، بعدما نظموا بدورهم وقفة ليلية أمام مقر الشركة. "واهيا، واهيا سيتي باص مافيا" شعار رددنه في مسيرتهن الليلية، مستغربات صمت المسؤولين وعدم تدخلهم لضمان احترامها لشروط دفتر التحملات، بعدما تحول ملف النقل الحضري بفاس إلى كرة من نار تتقاذفها الأحزاب في ما بينها، بين متحمس لتحكيم وزارة الداخلية وصامت عن الحق. الطلبة أكثر ضحايا اهتراء وتلاشي وتقلص أسطول الشركة الذي يهدد سلامة مستعمليه في مختلف الخطوط، للحالة الميكانيكية السيئة لنسبة كبيرة من الحافلات ووقوع أعطاب تتسبب في تأخيرات بمدد متفاوتة، في غياب تغطية الأحياء والحرم الجامعي بالعدد الكافي منها وبالجودة اللازمة. ولم يعد النقل الحضري بفاس آمنا ومريحا، ليس فقط بالنسبة إلى الطلبة الرافضين لغلاء أثمنة الانخراط في خدماته السيئة، بل لكل مستعمليه في ظل تقاعس المسؤولين والمجالس المنتخبة عن التدخل الحازم لتأمين احترام الشركة لدفاتر التحملات وتجديد أسطولها ودعمه وتوسيع شبكة التغطية. "الحافلات تشكل خطرا على الركاب والبيئة بسبب حالتها الميكانيكية والتقنية المزرية"، حقيقة لم يرصدها المواطن فقط، بل حتى هيآت حقوقية بينها هيأة حماية المال العام التابعة للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان ومحاربة الفساد دخلت بدورها على خط معاناة الفاسيين مع سوء خدمات الشركة. هذه الهيأة الحقوقية تطالب بالتدخل العاجل واستثمار الوسائل الممكنة والمتاحة لرفع الضرر عن المواطن المغلوب على أمره في غياب المنافسة وبسبب الوضع الكارثي للحافلات وخدمات الشركة التي تزداد سوءا يوميا وتزيدها سلوكات بعض المراقبين إساءة لكرامة مستعملي حافلاتها. حملة و"هاشتاغ" "بغينا طوبيسات فاس" عنوان "هاشتاغ" وحملة أطلقها شباب العاصمة العلمية عبر شبكات التواصل الاجتماعي وتعرف انتشارا يتوسع تدريجيا، تعبيرا عن رفضهم للخدمات المتردية للشركة تزامنا مع الغضب الشعبي المتزايد الذي يتوسع بتنظيم وقفات احتجاجية بالأحياء آخرها بحي بنسودة. إطلاق الحملة الافتراضية أشعل النقاش حول واقع النقل الحضري بالمدينة، وزاد من دعوات التدخل الرسمي لحماية أرواح الناس التي باتت مهددة، أمام تعدد حوادث احتراق حافلات وتسبب أخرى في حوادث، كي لا تبقى مجرد قبور تتصيد أرواح زبناء لم يفكر الجميع في سلامتهم وأمنهم. الخطر متواصل وقادم من بعض حافلات الشركة، يمكن أن يتسبب في كوارث إنسانية في أي لحظة بسبب الأعطاب، في انتظار تحرك من مفروض حمايتهم مصالح المدينة، سيما أن الشركة تستفيد من دعم وزارة الداخلية مقابل خدمات سيئة تحتاج تدخلا لا يحتمل التأجيل. حميد الأبيض (فاس)