سدد لها ضربة قاتلة ودفنها بفناء المنزل وافتضحت الجريمة بعد التقادم كان كل أهل الدوار بجماعة بضواحي الجديدة يعرفون قصة الحب، التي كانت تربط ذلك الشاب، الذي أطلق صرخته الأولى بالدوار ذاته، وترعرع بين حقوله، وبين فتاة من دوار مجاور تحدثت مصادر عن وجود رابطة دم بينهما، وكانوا يدركون تمام الإدراك أنها علاقة حتما ستنتهي بالحلال تحت سقف بيت زوجية نموذجي، يقتدي به كل شباب الدوار الهارب إلى الطاعة، وهكذا سارت الأمور عندما تم الجهر بالخطبة وعقد القران، لكن انعطفت الأمور فجأة نحو الأسوأ، عندما شاع في الدوار خبر اختفاء العروس في ظروف غامضة، قبل أن تكشف بعد 15 سنة هيكلا عظميا مدفونا في فناء منزل العريس، نتيجة جريمة قتل ظلت مخفية طيلة هذه المدة الطويلة. ما كاد الدوار يفرغ من أفراح تكوين عش زوجية جديد يعزز مؤسسة الزواج بالقبيلة، ويساهم في التكاثر الطبيعي للفخذة وفروعها، حتى كانت تطورات أخرى غير محمودة يخفيها القدر للعروسين، فقد دبت خلافات بينهما في فترة كان فيها العريس يحاول فيها فرض سلطته على البيت، تلاسن معها أمام أخيه الأكبر ما اعتبره إهانة له ولكبريائه، وفي لحظة غضب متأججة سدد لها ضربة على الرأس أردتها قتيلة على الفور. ولأن العريس كان يدرك كل الإدراك فظاعة جرمه، وما ينتظره من عقاب جسيم لأن الأمر يتعلق بجريمة قتل، وإن كانت في خانة ضرب وجرح مفضيين إلى موت دون نية إحداثه، أمسك برأسه محاولا تدبر الورطة التي وضع نفسه فيها، أمام عيني أخيه الذي توسل إليه، بأن "يستر ما ستر الله"، قبل أن يتمسك بفكرة دفنها بفناء المنزل، والتبليغ لعائلتها أنها خرجت دون سبب ولم تعد. وبالفعل حفر حفرة كانت كافية لتحضن جثمان العروس إلى الأبد، وبعد أن أنهى مراسيم الدفن بسرية تامة وبدقة متناهية لا تثير الشبهات، أشعل سيجارة دخنها على قبر المرحومة في لحظة أسف شديد عليها، وشرع في خطوة لاحقة لإخطار عائلتها بأنها خرجت ليلا من بيت الزوجية إلى وجهة مجهولة دون أن تعود. وتقدمت العائلة ببلاغ لدى درك المنطقة، يهم طلب إجراء بحث لمعرفة ظروف وملابسات اختفاء الزوجة /العروس، وبالفعل تم تذييع برقية عنها على الصعيد الوطني مصحوبة بصورة لها. اعتقد الجاني أنه بدفن جثة الضحية وحبك قصة اختفائها، سيدفن سر جريمة قتلها إلى الأبد، بعدما شاعت في الدوار برمته قصة هروبها. توالت الأيام وفي كل مرة كانت عائلة المختفية وزوجها يراجعان مركز الدرك، أملا في خبر سار، قبل أن يحدث نزاع بين الجاني وشقيقه، تطور إلى التبليغ عنه لدى درك المنطقة، ليكشف بأن الزوجة ليست مختفية كما أشيع بل مدفونة بفناء المنزل. وبعد الحفر تم استخراج بقايا هيكلها العظمي، وتم ربط الاتصال بالنيابة العامة واستمع للزوج الذي أفاد بكل تفاصيل الجريمة، ليتم تقديمه أمام الوكيل العام للملك لدى استئنافية الجديدة، الذي أحاله بدوره على قاضي التحقيق في حالة اعتقال. ودخلت جريمة القتل في التقادم بمقتضى الفصل الخامس من القانون الجنائي المغربي، أخذا بعين الاعتبار أن العقوبة شرعت للتهذيب والإصلاح، وأنها لن تكون كذلك متى مرت على الجريمة فترة تقادم تتجاوز 15 سنة، وعلى خلفية ذلك أخلي سبيل الزوج القاتل. عبد الله غيتومي (الجديدة)