جرائم العشاق… ومن الحب ماقتل

جناة اختاروا إنهاء حياة محبوباتهم بسبب الغيرة أو الفراق "ومن الحب ما قتل"، هو عنوان لجرائم ارتكبها أشخاص بدافع العشق والحب المرضي لضحاياهم، ولسان حالهم إما الاستمرار في تلك العلاقة أو الموت. الجرائم التي اختار فيها العشاق إنهاء حياة معشوقيهم كثيرة، وتثير العديد من التساؤلات، هل الأمر يعد حالات منفردة أم أضحى ظاهرة تتطلب تدخل الدولة للوقوف على الأسباب الكامنة وراء اقتراف تلك الجرائم لبشاعتها، وما هي الأسباب التي تدفع العاشق إلى لانتقام بتلك الصورة البشعة؟ هل الأمر يتعلق بأزمة أخلاق، أم ماذا، فقد لا تكاد تخلو مدينة من جرائم اختار فيها الجناة انهاء حياة محبوبيهم، بعد أن تأكد لهم نهاية العلاقة، أو بدافع الغيرة القاتلة. اختارت "الصباح" في ملفها أن تعيد طرح القضية، مع التركيز على بعض الحالات التي وثقت لتلك البشاعة وأخذ رأي رجل القانون، من خلال النقيب محمد أقديم، الذي اعتبر أن القضاء يستعمل سلطته التقديرية ليصل إلى خلاصات تجعله أكثر اقتناعا، بمعنى هل وقع الفعل الجرمي على بينة واختيار من قبل الفاعل، وبذلك تبقى السلطة التقديرية للقاضي المقرر قريبة من الحقيقة، وتراعي مبادئ الإنصاف لجميع الأطراف ضحايا ومتهمين. كريمة مصلي حالات استعمل فيها الرصاص فتحت واقعة انتحار ضابط الشرطة بسلاحه الوظيفي، موضوع النهايات غير السعيدة، لعلاقات ارتباط بين الجنسين، فالضابط قبل تنفيذ وعيده، كان يعيش حالة من الاحتقان الداخلي، بعد أن تخلت عنه من قرر الارتباط بها، ليجد الحل الأخير إثر حالة التيه التي عاشها في الآونة الأخيرة في استعمال العنف في أقصى التجليات، وإزهاق روحه. الجرائم التي خطط لها لم يشأ لها القدر أن تكتمل وفق السيناريو الدموي الذي رسمه وخطط له وتضمنته تسجيلات وجهها لخطيبته، كما ناقشها قبل ذلك رفقة من كان يجالسهم، وهي تسجيلات تحمل مضامين تشكل تصميما وعزما على جدية ما كان يوجهه من تهديدات. وليست المشاهد التي اهتزت لها مدينتا الجديدة وأزمور، الحادث الأول الذي يرتكبه حملة السلاح لتصفية عشيقاتهم أو زوجاتهم، بل هناك حالات أخرى ارتكبت بالطريقة نفسها مع اختلاف في الدوافع، من قبيل تلك التي اهتز لها الحي الحسني قبل سنوات عندما انتحر شرطي يعمل ضمن فرقة الصقور داخل شقة بإقامات رياض الألفة بالحي الحسني بالبيضاء، والتي انتهت فيها الأبحاث إلى أن المشاكل العاطفية كانت وراء الانتحار بالسلاح الوظيفي. وفي سابقة أخرى، شهدت مكناس في 2016 جريمة قتل فتاة من قبل دركي متزوج وله طفلان. وانتهت الأبحاث بعد إيقاف القاتل إلى أن الغيرة والشك وراء إزهاق روح الخليلة. وقبلها ببضعة أشهر أطلق دركي آخر يعمل بمركز الدرك ببلفاع في إقليم اشتوكة آيت باها، النار على خليلته ليرديها قتيلة، ثم وضع حدا لحياته بإطلاق رصاصة ثانية من مسدسه في صدره. وعثر على الجثتين ملقاتين على الظهر فوق سرير صغير بالغرفة التي يقطن بها الدركي، وبجثة الهالكة آثار الطلقة النارية، فيما بدت آثار الرصاصة بصدر الدركي. كما عثر قرب باب الغرفة على رسالة خطية للدركي المنتحر يبرز فيها أسباب قتل الفتاة ووضع حد لحياته. وفي خريبكة أزهق عميد شرطة متقاعد، في يونيو الماضي، روح زوجته الحامل بطلقات من بندقية صيد. والضحية التي تتحدر من ابن سليمان، لقيت حتفها وجنينها داخل منزل زوجها بحي ياسمينة بخريبكة، ما استنفر المصالح الأمنية، التي حضرت إلى المكان وأجريت المعاينة والإيقاف، كما حجزت بندقية الصيد التي اتضح أنها مرخصة. وتعد الضحية، الزوجة الثانية للمتهم ولها منه طفل لا يتعدى عمره ثلاث سنوات، أما زوجته الأولى ففارقت الحياة في حادث غريب، بعد أن عثر عليها ميتة بغرفة فندق. وعزت مصادر متطابقة الحادث إلى احتقان بين الزوجين، بسبب العنف وارتفاع التشكيك في شرفها. المصطفى صفر

جرائم العشاق… ومن الحب ماقتل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

طالب متيم يقتل معشوقته طعنا بسكين

دور السنديك في مسطرة التصفية

مقالات ذات صلة