رفضت أن تقيم معه علاقة عاطفية فتربص بهاوقتلها حتى لا ترتبط بغيره كيف لشخص مولع بالحب، أن يزهق روح من يحب بطريقة بشعة، دون شفقة ولا رحمة؟ وكيف يتحول الحب إلى حقد دفين، يشعل نار الحقد تطغى على نار الحب، فيرتكب الحماقات؟.. أسئلة وأخرى تحملها قصص جرائم العشاق. قصة اليوم، هي واحدة من قصص عشق انتهت نهاية مأساوية.. شاب في مقتبل العمر كان يتابع دراسته الثانوية بآسفي، وكانت عشيقته التي تتحدر من المنطقة التي يقطن بها، تتابع دراستها الثانوية. ظلت عواطف التلميذ، ذي 17 ربيعا، تتأجج داخل قلبه الصغير حبا وولها بآمال التي لم تكن على علم بتلك الأحاسيس الجياشة، وتعاملت معه على أساس أنه ابن الدوار. ولم يجرؤ التلميذ (ه) طيلة الموسم الدراسي على مصارحة محبوبته بحبه وتعلقه بها وظل حبه، رهين قلبه. ظلت أحاسيس آمال وتصرفاتها تجاه هشام هي نفسها، الأمر الذي لم يستوعبه هشام، الذي كان يعتقد أن آمال ستحبه مع مرور الوقت، في وقت كانت هذه الأخيرة تعتبر في قرارة نفسها أن علاقتها بهشام لا تتعدى مجال الصداقة. التقى هشام بالقسم الداخلي لثانوية الخوارزمي بآمال، وطلب منها أن تجالسه لبضع دقائق ليحدثها في أمر هام جدا. تسلح هشام بالشجاعة والجرأة، وهو يحدث آمال عن أحلامه وطموحاته، قبل أن يؤكد لها أن كل تلك الآمال والطموحات متوقفة على أن تبادله شعورا بالحب، لأنه مغرم بها، ويسعى إلى أن يقيم معها علاقة عاطفية قوامها الحب والإخلاص. احمرت وجنتا آمال، وانحبست الكلمات بين شفتيها، وخيم سكون رهيب على المكان. بعد لحظات سيتلقى هشام ضربة قاضية من المحبوبة، التي صارحته أنها مخطوبة لشخص آخر تحبه، كما عرضت على هشام أن تستمر العلاقة، على أساس علاقة زمالة فقط. آنذاك شعر هشام باليأس والإحباط، وتكسر قلبه، كصخرة سقطت للتو من السماء، وانكمش في مكانه، وهو لا يكاد يصدق ما يسمعه. وظل هشام متربصا بكل تحركات آمال، واتجه بعد ذلك إلى سوق اعزيب الدرعي بآسفي، واقتنى من أحد الباعة سكينا، ثم أخفاه بين ملابسه، وعاد إلى القسم الداخلي للثانوية، حيث تناول وجبة العشاء رفقة زملائه التلاميذ، قبل أن يتوجه نحو مسكن الفتيات، بعدما نجح في تسلق الجدران، إذ دخل إلى غرفة آمال التي كانت تنام كحمل وديع. تأمل جسد الضحية التي طالما ملكت قلبه وكيانه، قبل أن يوجه إليها عدة طعنات، تاركا إياها تقاوم الموت. بعد أن غادر الجاني مرتعبا مسرح الجريمة، ولجت صديقات الضحية، اللواتي وجدتها غارقة في بركة من الدماء، وهي لا تستطيع النبس بكلمة، ليرتفع الصراخ والعويل والبكاء، قبل أن يتم إشعار المصالح الأمنية التي باشرت تحرياتها في الموضوع بالاستماع إلى صديقات الضحية، في وقت تم نقلها على وجه السرعة نحو المستشفى الإقليمي للمدينة، قصد إسعافها، إلا أنها أسلمت الروح إلى بارئها، بعد نزيف دموي حاد. بعد معاينة الجثة من طرف عناصر الشرطة الإقليمية القضائية، التي باشرت التحقيق في الموضوع، تبين أن الضحية تلقت 15 طعنة في أنحاء مختلفة من جسدها، منها تسع طعنات في الظهر، وثلاث بالكتف الأيسر، وطعنة أصابتها في الجهة اليمنى من العنق، وطعنة في القلب، بالإضافة إلى جرح غائر في اليد اليسرى. محمد العوال (آسفي)