مخدرات في أبواب مؤسسات تعليمية

دراسة أكدت انتشار إدمان التلاميذ أنواعا مختلفة من المؤثرات العقلية استشرت ظواهر مشينة في المؤسسات التعليمية ومحيطها بعد تحولها وجهة لغرباء يتحينون كل فرصة سانحة للتحرش بتلميذات والتغرير بهن ومراودتهن عن أنفسهن وترويج مختلف الممنوعات والمؤثرات العقلية، مستعملين في ذلك سيارات ودراجات نارية لترويجها والتنقل والتربص بعد تضييق الخناق الأمني عليهم. انتشار وسائل الإغراء وتجارة الجسد والمخدرات واستهلاكها حقيقة مرة تعاني منها نسبة كبيرة من المؤسسات، لم تنفع كل الحملات في استئصالها رغم جديتها، ما يثير تخوف الآباء والفعاليات، سيما أمام تسجيل حالات متكررة لاعتداءات جسدية وجنسية ووفاة تلميذ بثانوية بحي شعبي بفاس، بعد استهلاكه مادة مخدرة. تربص أصحاب عربات بتلميذات وزملائهن من المدمنين حقيقة يمكن الوقوف عليها بزيارة أي مؤسسة بالمدينة تتحول عند نهاية الحصتين الصباحية والمسائية وبينهما، إلى ملاذ آمن للباحثين عن اللذة والنشوة، بل قد يصادف زائر مشاهد مقززة لتلميذات في أحضان عشاقهن وفي أوضاع مخلة بالأخلاق وأمام أعين المارة. الانحلال الخلقي ومظاهر التحرش الجنسي جزء من عدة ظواهر تتفاقم سنة بعد أخرى، كما استهلاك وتجارة المخدرات التي طور مروجوها طرقهم في ذلك واستعاضوا عن البيع الثابت في عربة مجرورة أو غيرها، بالتنقل وفق الطلب وبعد اتصال هاتفي وفي أوقات محددة يتحاشون خلالها عيون مراقبيهم من عناصر الأمن. هذا الوضع يطعمه ارتفاع إدمان التلاميذ من الجنسين على استهلاك المخدرات بمختلف أنواعها بشهادة دراسة ميدانية أنجزتها الجمعية الوطنية للتقليص من مخاطر المخدرات وهمت 10 مؤسسات إعدادية وثانوية بفاس، وأثبتت أن اثنين من 5 تلاميذ يتعاطون نوعا معينا من المخدرات المروجة أمام مؤسساتهم التعليمية. أرقام صادمة كشفتها الدراسة سيما ما يتعلق بانتشار إدمان التلاميذ أنواعا من المؤثرات العقلية خاصة حبوب الهلوسة المستوردة بنسبة 12.4 في المائة من المستجوبين الذين أكد نحو 40 بالمائة منهم أنهم يتناولون أحد أنواع المخدرات ومنها مخدر الكوكايين بنسبة 5. 4 في المائة و»المعجون» بنسبة 6. 4 في المائة. وإن كان لا أحد ممن شملتهم الدراسة أكد استهلاكه للهيروين، فإن استهلاكهم للكحول ثابت بنسبة 12.8 في المائة، فيما يبدو استهلاك السجائر مستشريا بنسبة 21.6 في المائة مقابل نسبة متقاربة بأقل من 0.2 في المائة بالنسبة لمستهلكي الشيشة بمقاه قريبة من مؤسسات تعليمية تستقطب تلاميذها وتلميذاتها. هذه الدراسة الكاشفة ما يقع بجانب المؤسسات التعليمية، همت 80 تلميذا وتلميذة في 10 بؤر واستجوبت 20 إطارا تربويا وإداريا، ما مكنها من الإحاطة بظاهرة، لاستشرائها عوامل وأسباب، ومنها الهشاشة الأسرية وتفشي العنف الأسري وامتداده للوسط المدرسي وغياب التواصل والتحسيس. هذا الأمر يثير قلق الجميع بمن في ذلك جمعيات حقوقية ومنها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بغفساي التي امتدت الآفة لمؤسساتها، مسجلة تخوفها من استفحال التعاطي العلني للتلاميذ والتلميذات لكل أنواع المخدرات أمام أبواب المؤسسات التعليمية وسهولة الحصول عليها من قبلهم، مطالبة بالحزم في الحد منها. هذا الواقع المر جعل تلاميذ نجباء يكونون فريق بحث علمي ويخترعون تطبيقا رقميا لمحاربة التدخين والمخدرات والحد من انتشارهما، يعتبر الأول من نوعه وطنيا. ويتعلق الأمر بتلاميذ إعدادية المغرب العربي بفاس مبدعي تطبيق «الموت البطيء» يوجه لمنصات الهواتف الذكية واللوحات اللمسية للتحسيس والتوعية بمخاطرهما. مبادرة التلاميذ بمؤسسة وحيدة، غير كافية في انتظار التعميم وتكثيف الدوريات الأمنية في محيط المؤسسات التعليمية للحد من استهلاك تلاميذها للمخدرات وكل أشكالها المدمرة للصحة الجسدية والنفسية، موازاة مع المراقبة المفروضة من الآباء وإطلاق حملات تحسيسية، تلافيا للمزيد من تغلغل الظاهرة وسط التلاميذ. حميد الأبيض (فاس)

مخدرات في أبواب مؤسسات تعليمية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

خطر بمحيط المدارس

هـذه أعـراض الأنفلونـزا

مقالات ذات صلة