شهادات

انهيار الطبقة المتوسطة لا يختلف اثنان على أن مظاهر الأزمة بادية للعيان، ولا يمكن نكرانها أو إخفاؤها، ولعل أهم مؤشراتها التي تدق ناقوس الخطر، تتمثل في انهيار الطبقة المتوسطة التي طالما لعبت دورا مهما في التوازن الاقتصادي. الطبقة المتوسطة اليوم أصبحت مقهقرة بعدما تم ضرب قدرتها الشرائية بسبب عوامل اجتمعت ضدها، من بينها تداعيات فيروس كورونا الذي أنهكها، قبل أن تجد نفسها تحتضر بسبب موجة غلاء الأسعار. في ما يخص الطبقة المتوسطة التي كانت لها القدرة على الترويح عن النفس وعيش بعض مستويات الرفاهية، اليوم بسبب الأزمة التحقت بالطبقة الكادحة، وأصبحت تعاني كثيرا على عدة مستويات، حيث غلاء الأسعار والمدارس ووجدت صعوبة في قضاء العطلة الصيفية بسبب ارتفاع تكاليف التنقل وليالي المبيت بالفنادق والمأكولات. مظاهر الأزمة متعددة ولعل انتشار البطالة بعد تسريح عدد مهول من العاملين والمستخدمين والموظفين بسبب جائحة كورونا، ساهم في تأزيم الوضع الاقتصادي والاجتماعي، وفي الوقت الذي كان فيه مفروضا على الحكومة تقديم الدعم اللازم للمواطنين خاصة الطبقة المتوسطة، أجهزت عليها بارتفاع الأسعار والضرائب وغيرها من التكاليف المرهقة. للأسف لم تكن هناك مواكبة للنظر من حال المواطنين المغلوبين على أمرهم وتقديم حلول ناجعة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، خاصة أمام ظاهرة الاحتكار وارتفاع أسعار المحروقات، كما أن التذرع بتأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية لتبرير غلاء المعيشة أمر مستفز تسبب في احتقان وسط المواطنين، سيما أن هناك مواد مغربية من صنع مغربي مائة في المائة وشهدت ارتفاعا مهولا في الأسعار مقابل ضعف الأجور وانتشار البطالة وارتفاع الضرائب، إضافة إلى إهدار ميزانيات مهمة في أمور ثانوية. بشرى شاكر ( مسؤولة علاقات صحافية ورئيسة جمعية مستقبلنا) العالم القروي يئن من مظاهر الأزمة الاجتماعية التي يعرفها المغرب تراجع القدرة الشرائية للمغاربة، خصوصا في العالم القروي، نتيجة سياسات الدولة التي اعتمدت على الفلاحة ركيزة أساسية، وهو توجه يعتمد على التساقطات المطرية بدرجة أكبر. ومع سنوات الجفاف المتتالية التي عرفها المغرب، تبين أن النهج كان مصيره الفشل حيث صار المواطن يعيش بين سندان غلاء الأعلاف ومطرقة الجفاف وندرة الماء، مما دفع الفلاح في هده المناطق إلي إعلان إفلاسه وأصبح يندب حظه. من خلال كل هذه الأسباب أصبح الفلاح والمواطن بالعالم القروي بصفة عامة، يعيش أزمة مالية خانقة أثرت سلبا على مستواه المعيشي، خصوصا توفير متطلبات الحياة اليومية مع هذا الارتفاع المهول للأسعار. سياسة الدولة وبرامجها غاب عنها الجانب الاجتماعي في المقاربات سوسيواجتماعية، فالمغرب وعبر تاريخه يعرف موجات جفاف دورية وطويلة الأمد فكان لزاما على الدولة أن تأخذ هذا المعطى بعين الاعتبار والاهتمام بالجانب الاجتماعي في برامجها الحكومة إضافة إلى أن اليد العاملة التي كانت تشكل النواة الصلبة للقطاع الفلاحي تضررت وأصبحت بدورها تعيش وضعا مزريا وأزمة خانقة. إن الفئات الاجتماعية بالعالم القروي تعيش أزمة حقيقية. يجب على الدولة التدخل وتحمل مسؤولياتها بدعم الأسر وتخفيض الأسعار، فالتجار يشتكون من عدم الإقبال، والأسواق الشعبية تعرف ركودا غير مسبوق واللحوم والدواجن أصبحت أسعارها بعيدة كل البعد عن متناول الأسر الفقيرة، أما الطبقة المتوسطة المفروض أنها تخلق رواجا اقتصاديا أصبحت تعرف مشاكل كبيرة ومثقلة بالديون. وأمام هذا الوضع المعقد نحتاج إلى التحلي بالإرادة والاحتكام إلى نهج حكيم يمكن من خلاله تدبير هذه الأزمة الاجتماعية والاقتصادية غير المسبوقة. فالدعم المباشر للأسرة الفقيرة ودعم الأسعار وخلق مشاريع كبرى لامتصاص العدد الكبير من العاطلين، من الحلول المفروض أن تنتجها الدولة لخلق انتعاشة اقتصادية، بعيدا عن الارتجال والتخطيط العشوائي. للأسف فالأزمة الاجتماعية التي يعرفها المغرب هي تحصيل حاصل لسياسات سابقة لم تنطلق من أرضية علمية تجعل من الجانب الاجتماعي حاضرا في صلب اهتمامه، أنتج لنا هذا الواقع وهذه الظروف الاجتماعية الصعبة والمعقدة التي قد تتطور إلى الأسوأ إذا لم تكن هناك حلول عاجلة تحفظ كرامة المواطن وتضمن له عيشا كريما. صلاح الوراد (فاعل حقوقي) التقشف سيد الموقف «الدرويش مابقاش قادر اعيش فزمان الغلا»، للأسف بعدما كانت الأمور عادية وكان المواطن المنتمي إلى الطبقة الفقيرة أو المتوسطة يتدبر قوت يومه وبشكل يجعله يوفر حاجياته من الكراء، أو دفع أقساط قرض السكن وواجبات المأكل والمشرب واقتناء الملابس (المهم ماعندوش وماخصوش)، فإنه اليوم في ظل تداعيات جائحة كورونا وموجة غلاء الأسعار التي طالت جميع المواد الاستهلاكية والتجارية، صار المرء مغلوبا على أمره. يكفي القيام بجولة في أسواق الخضر والفواكه لمعاينة كيف أصبح التقشف سيد الموقف، باقتناء عدد من الناس ما يخص وجبتهم اليومية عوض اقتناء «تقدية السيمانة والشهر»، وهو المنطق السائد لدى محلات البقالة التي لجأ إليها الناس للتخلي عن الحجم الكبير لقنينة زيت المائدة والاستعانة مكرهين ب»اللتر الواحد»، بعدما صارت هذه المادة غالية بشكل غير مسبوق. بوشعيب لحمر (عامل) تراجع القدرة الشرائية مظاهر الأزمة على المواطن المغربي، كثيرة، ولعل أبرزها انهيار القدرة الشرائية التي تتجلى صورها في تقليل المواطنين من حجم المشتريات المتعلقة بالمواد الغذائية في الأسواق والمحلات التجارية، التي تلزم بالدفع «كاش» ولجوئهم إلى الاقتراض لدى أصحاب محلات البقالة بسبب انهيار القدرة الشرائية، نتيجة ارتفاع الأشعار أمام ضعف الراتب الشهري. ومن الأمور الأخرى التي تكشف بجلاء أن المواطن أصبح يعيش أزمة خانقة، تراجع الإقبال على أماكن الترفيه من مطاعم ومقاه ومختلف الفضاءات، التي تستلزم توفر المال، لأن رب الأسرة أو الموظفين أصبحوا يجدون صعوبة في كيفية تدبر قوتهم اليومي والحاجيات الضرورية، فمابالك بـ»خسران الفلوس» على الكماليات. إبراهيم (مسير مقهى) استقاها : محمد بها

شهادات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الدفاع صداع في رأس الركراكي

14 محترفا ممنوعون من منتخب الشباب

مقالات ذات صلة