الحبس لسفير “الأرز الملغاشي”

نطق زكرياء الخياري، رئيس غرفة الجنايات الابتدائية المكلفة بجرائم الأموال لدى محكمة الاستئناف بالرباط، في الرابعة من صباح أمس (الثلاثاء)، بحكم مدته سنتان حبسا موقوف التنفيذ، في حق السفير المغربي السابق بمدغشقر، وبإرجاعه مبلغا يزيد عن نصف مليار (530 مليونا) لفائدة وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، كما قضت في حقه بغرامة مالية لفائدة خزينة الدولة، بعدما تابعته قاضية التحقيق بجرائم اختلاس وتبديد أموال عمومية، والتماس الإحسان العمومي، وتلقي فائدة من مؤسسة يشرف عليها. واستمرت جلسات المناقشة أزيد من ساعتين، نفى فيها السفير اختلاسه أموالا عمومية، وحمل المسؤولية لجهات أخرى متدخلة في القضية، ضمنها المدير العام السابق للوكالة المغربية للتعاون الدولي ونائبه، وبأن دوره اقتصر على اقتراح شركة بجزر البليار لنيل صفقة توزيع الهبة الإنسانية للشعب الملغاشي. والمثير في النازلة أن الإنابة القضائية الدولية التي طلبها الوكيل العام للملك بالرباط، من السلطات القضائية الملغاشية، والتي جاءت لصالح السفير المتابع، لم تشفع له في عدم اتهامه وإدانته بالحبس الموقوف وبالتعويض الباهظ، إذ تطابقت العديد من المعطيات التي قدمها السفير للفرقة الوطنية بالبيضاء وقاضية التحقيق بالرباط، مع مضمون الإنابة القضائية التي أكدت تطابقا في الوثائق من حيث تسليم 550 طنا من الأرز عالي الجودة بقيمة 600 ألف دولار أمريكي المؤشر عليها من لدن السلطات الملغاشية هبة إنسانية من المملكة المغربية، وجرى توزيعها على 43 جماعة ترابية. كما تضمنت الإنابة القضائية وثيقة إبراء صادرة عن المكتب الوطني لتدبير المخاطر والكوارث بمدغشقر الموقعة من لدن السفير، والمؤشر عليها من قبل السكرتير التنفيذي لمكتب الكوارث هناك. كما تضمنت الإنابة تطابقا بين تقرير مهمة الإشراف على توزيع الأرز موضوع الهبة الإنسانية، المسلمة من قبل المملكة المغربية، مع التقرير المدلى به من قبل المتابع، إضافة إلى إرسالية أدلى بها المكتب المذكور تفيد توزيع الكمية سالفة الذكر من الأرز. كما أحال المكتب نفسه وثائق أخرى عبارة عن ملخص توزيع الأرز بجنوب مدغشقر صادر عن خلية التوقع وتدبير المستعجلات، موجه للوزير الأول الملغاشي يسرد فيها عملية توزيع الهبة على كل جهات الجزيرة. ووقف المحققون على تحويلات مالية مشبوهة عرفها الحساب المفتوح للسفير بفرنسا، تتعلق براتبه وتعويضاته، دون تسجيل أي عملية سحب منه، علاوة على وجود تحويلات مالية من طباخته الشخصية، وتحويلات من شركة بمدغشقر لمبالغ مالية مهمة، ما أوقعه في موقف محرج. لكن الفضيحة الأكبر، يؤكد تقرير المفتشية العامة لوزارة الخارجية، أن السفير عمل على جمع تبرعات بمدغشقر بدون ترخيص، وذلك بشكل منتظم من لدن واهبين محليين لأهداف شخصية. ورغم دفاع السفير عن نفسه وإلصاقه الاتهامات بوزارة الخارجية والوكالة المغربية للتعاون الدولي، اعتبرت الهيأة القضائية المكلفة بجرائم الأموال الابتدائية أنه متورط في النازلة، وهو ما أكده قرار قاضية التحقيق المحال على غرفة الجنايات، الذي أثبت قيام عناصر تكوينية للجرائم سالفة الذكر. عبد الحليم لعريبي

الحبس لسفير “الأرز الملغاشي”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تحت الدف

بوريطة: إيران راعية الإرهاب والانفصال

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات