بنموسى يجرب وصفة جديدة

خارطة طريق من روح النموذج التنموي والتعليم كلف 7740 مليارا في 2022 تميز الموسم الدراسي الجديد 2022 و2023، بمتغيرات قليلة، وطموح كبير في إحداث تحول يمس بجوهر التعلم واكتساب المعارف بالنسبة ل7.9 ملايين تلميذ الذين سيدرسون في 11 ألف مؤسسة تعليمية، وتخصيص حصص يومية للاستدراك الدراسي بعد تداعيات كورونا التي فرضت التعليم عن بعد ولم تكلل كلها بالنجاح. ورغم مجهودات وزارة التربية في ضمان دخول مدرسي عاد، برز خلل في تزويد المكتبات بالمقررات واللوازم المدرسية التي شهدت ارتفاعا في أسعارها، واستمرار الفوضى في تدبير المدارس الخاصة، واحتدام الصراع بينها وبين الأسر، لتأخر إصدار قانون جديد، يحدد بشكل واضح وشفاف دفاتر تحملات تهم قيمة التأمين والنقل المدرسي والحقوق والواجبات بعيدا عن منطق لي الذراع. كما برز خلل في طبع المقررات الجديدة، بحرمان أفراد الأسرة الواحدة من الاستفادة من مقرر واحد، وذلك بتعمد تغيير عناوين بعض الصفحات، وإعادة ترتيب أخرى، أو وضع صور جديدة مكان أخرى قديمة، في تواطؤ واضح بين مفتشين ودور طباعة لربح المال، وهو ما سبق أن فضحه الوزير الراحل محمد الوفا، الذي منع تغيير مقررات بالتلاعب في صفحاتها وذلك دعما للأسر الفقيرة. وسجل ضعف بين في تملك التلاميذ اللغات الأجنبية، بسبب خلل وظيفي في مناهج التعليم، إذ فضح المجلس الأعلى للتربية والتكوين، الوضع المزري لمنظومة التعليم، واكتشف أن نصف التلاميذ يغادرون المدارس لعدم تمكنهم من التعلم. ورغم رفع المخصصات المالية لوزارة التعليم بنحو 77.4 مليار درهم في الموسم الماضي، ورغبة الوزير بنموسى في الحصول على المزيد في قانون مالية 2023، فإن الإشكالية الأساسية تكمن في ضعف المناهج وتكوين الأساتذة، وتراجع وظيفة الأسر في المراقبة، ما نتج عنه ضعف بين في مستوى التلاميذ بجميع أسلاك التعليم، مقارنة بدول إفريقية نجحت في شق مسارها بسبب إرادتها السياسية، واعتمادها لغات أجنبية في بداية التدريس وهي الانجليزية. وأكد تقرير المجلس الأعلى للتربية والتكوين، أن الضعف على المستوى البيداغوجي والديداكتيكي والرتابة في القسم والمزاج السيئ للأساتذة، تسبب في ضعف جودة التعليم، وأنه في المستوى الابتدائي تجد مدرسين لهم تكوين أدبي يدرسون الرياضيات والنشاط العلمي، ومدرسين لهم تكوين علمي يدرسون اللغات. وأوضح التقرير أن وضعية هيأة التدريس انعكست سلبيا على وضعية التلاميذ، إذ أن 41 في المائة منهم في السنة السادسة ابتدائي لم يكتسبوا المهارات اللغوية الضرورية لمتابعة الدروس في مادة اللغة الفرنسية، ولم تتجاوز نسبة اللذين استوعبوا المقرر بأكمله 12 في المائة فقط. وأبرز التقرير أن 76 في المائة من تلامذة السنة الثالثة إعدادي استوعبوا أقل من 21 في المائة من المقرر الرسمي للغة الفرنسية، مقابل 11 في المائة من التلاميذ الذين استوعبوا أكثر من 91 في المائة من المقرر. وبالنسبة لمادة الرياضيات، كشف التقرير أن 48 في المائة من التلامذة استوعبوا أقل من 23 في المائة من مقرر الرياضيات الخاص بالسنة السادسة ابتدائي، وأن 12 في المائة فقط من التلاميذ في المستوى الثالثة إعدادي استوعبوا أكثر من 85 في المائة من المقرر. وبشكل إجمالي لا تتجاوز نسبة التلاميذ الذين يتحكمون في مجموع البرنامج الدراسي لمادة الرياضيات 12 في المائة، أي أن 88 في المائة لا يضبطون المقرر أو يضبطون أجزاء منه فقط. و من المخجل أن يتم تصنيف المغرب في مؤشر دافوس للتعليم في الرتبة 138 عالميا، وهو رقم مخيف، ومقلق يساءل منظومة التعليم العمومي لوجود هدر مدرسي في مختلف أسلاك التعليم، وعدم تعلم ثلث التلاميذ القراءة والكتابة في التعليم العمومي رغم مرور سنوات على ولوجهم المدارس، وأن 30 بالمائة من التلاميذ الذين لا تتجاوز أعمارهم 15 سنة، لا يعرفون القراءة ولا يجيدون الحساب والكتابة وهم يدرسون في المدارس العمومية. أحمد الأرقام مسلسل إصلاحات جربت الحكومات المتعاقبة، برامج إصلاحية، حسب ما أنتجته مكاتب دراسات، وضيعت أزيد من 100 مليار درهم، لأنها لم تستثمر في العنصر البشري، أي المدرس، والإطار التربوي، والتلميذ، والمناهج التربوية، إذ ركز كل وزير على تشخيص الأوضاع، وضمان النجاح من قسم إلى آخر دون أن يتمكن التلميذ التمييز بين الحروف فيما بينها وأيضا الأرقام، وانضاف إلى ذلك سيادة الغش في الامتحانات، وتشجيع الأسر أبناءها واعتبار ذلك قيمة فعالة، ما أدى إلى تخريب التعليم الذي يحتاج إلى قرارات شجاعة وجريئة لمحاربة كل الآفات، بما فيها المخدرات التي غزت المدارس ومحيطها.

بنموسى يجرب وصفة جديدة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الدخول المدرسي..."بيزنس" بالملايير

أكاديمية البيضاء تعزز بنيات الجودة

مقالات ذات صلة