المجلة المتخصصة في التاريخ تدخل عالم الزوايا خصصت مجلة "أمل" للتاريخ والثقافة والمجتمع، أخيرا، عددا خاصا عن التصوف بعنوان "من أعلام التصوف المغربي" بمشاركة عدد من الباحثين والأساتذة المتخصصين في المجال. المجلة التي يديرها الباحث والأكاديمي محمد معروف الدفالي، وزعت محاور العدد إلى أربعة أقسام من بينها "ملف العدد" و"قضايا نظرية" ثم "زوايا ووظائف" و"متابعات". وشاركت في ملف العدد الباحثة دليلة الطيب في موضوع "من أعلام التصوف الأندلسي في ذاكرة المغرب" والباحث رشيد بريجة الذي تطرق إلى "نظرية العلم والمعرفة عند ابن برجان الأندلسي" فيما اختار الباحث شعيب حليفي تناول "أبو يعزى والبحث عن الروح الضائعة"، واستعاد الباحث الشريف الرطيطبي موضوع "زواج شيخ وزان بالإنجليزية إيميلي كين" وتناول الباحث الجيلالي كريم سيرة "الشيخ سيدي إبراهيم لبصير". وفي ركن "زوايا ووظائف" خصص الباحث المعطي بريان دراسة عن "زاوية سيدي علي امهاوش" فيما تطرق محمد اسموني لموضوع "الإطعام الصوفي بالمغرب"، بينما تناول الجيلالي كريم "الطريقة الدرقاوية بالمغرب". وارتكزت افتتاحية العدد على نص للمفكر والمؤرخ عبد الله العروي جاء فيه أنه "في مجتمعنا الزاوية مبنى معلوم. إن كان في البادية أو في الجبل فهو معبد وملجأ ومدرسة ومصحة ومحطة وأحيانا سوق ومعرض. لا تكاد تحصى الوظائف التي تقوم بها الزاوية حيثما بعد السلطان أو ضعف أو غاب، فيها تنحل عندئذ الدولة". وأضاف أن "الزاوية كمؤسسة اجتماعية، تلعب دور الواصلة بين البدو والحضر، الريف والمدينة، الجبل والسهل، فهي "إخوانية" تسمو عن الفوارق المهنية واللغوية والعرقية. تغير الانتماء الأولي وتوسع الأفق. تتجاوز حدود القبيلة وحتى الدولة". وفي موضع آخر من النص يقول العروي "قيل في الماضي: من لا ولي له الشيطان وليه. وذلك بهدف تشجيع الانخراط في زاوية، أيا كانت. وفعلا، في وقت ما، انخرط الجميع في أحزاب ونقابات أو جمعيات أو أندية أو تعاضديات، ثم دب الملل في النفوس، هل عاد كل واحد منا إلى نفسه أو أسرته الضيقة؟ لا، انتعشت من جديد الزوايا، في ثوب مستحدث، ومعها ارتفعت مرة أخرى أصوات تدعو إلى الخضوع والانقياد، إلى النية والتوسل". عزيز المجدوب