كان من الضروري تقييم استفادة الشباب من البرامج الاقتصادية الموجهة لهم من قبل الحكومة، آخرها "انطلاقة" و"فرصة" و"أوراش" وغيرها، وليس بالضرورة أن تكون الاستفادة عينية وفعلية، فيكفي أن تصل المعلومة إليهم، ويخضعوا للتكوين والمواكبة، حتى يتمكنوا من تشكيل أفكار في عالم المقاولة والإدماج الاقتصادي. وكشف المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، عن نتائج صادمة في استطلاع أجراه حول البرامج العمومية الموجهة للشباب، بطلب من مجلس المستشارين، تقول إن "جهود التواصل والتحسيس حول عروض ونتائج البرامج العمومية الموجهة للشباب، غير كافية أو منعدمة، إذ صرح أكثر من ثلاثة أرباع المشاركين أن معلوماتهم حول هذه البرامج قليلة أو منعدمة، في حين أفاد حوالي 4 في المائة فقط، بأنهم تلقوا معلومات وافية عنها". وصرحت نسبة 71.57 في المائة من المشاركين، أنهم لم يسبق لهم الاستفادة من أحد البرامج الموجهة للشباب. وتبين أن برنامج "انطلاقة" هو أكثر البرامج التي يعرفها الشباب، (71.52 في المائة)، متبوعا بالمرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بنسبة 43.28 في المائة، أما برامج إدماج الشباب في سوق الشغل المتمثلة في"إدماج" و"تحفيز" و"تأهيل" فيبدو أنها غير معروفة بالقدر الكافي لدى المشاركين، (ما بين 15.97 في المائة و25.69 في المائة)، ومن جهة أخرى، أكد 20 في المائة من المشاركين معرفتهم ببرامج أخرى من قبيل "فرصة" و"أوراش". ونتيجة هذا الخصاص في مجال التواصل، يقول الاستطلاع ذاته، الذي أجري على منصة "أشارك" على مواقع التواصل الاجتماعي، التي أطلقها المجلس قبل أشهر، إن تمثلات المشاركين بشأن مدى فعالية البرامج العمومية للشباب جاءت متباينة، إذ وصف حوالي نصف المشاركين هذه البرامج (49.11 في المائة) بأنها غير فعالة، بينما اعتبرها 44.05 في المائة منهم فعالة إلى حد ما، في حين يعتبر 6.84 في المائة من المشاركين أنها فعالة. ويطرح السؤال عن طبيعة المستفيدين من هذه البرامج، فبعد أن ثبت وجود فساد في توزيع قروض "فرصة" و"انطلاقة"، هناك اختلالات بالجملة في برنامج "أوراش"، وخضع إلى استغلال سياسي من قبل الأحزاب والجمعيات التابعة لها، الأمر الذي يجعل من هذه البرامج "ريعا" إضافيا، يستفيد منه الأشخاص ذواتهم، وهو ما يفسر سخط الشباب على هذه البرامج واعتبارها غير فعالة، لأنهم ببساطة لا يستفيدون منها ولا علم لهم بوجودها. عصام الناصيري