فواجع الهجرة السرية

في السنتين الأخيرتين ابتلعت أمواج المتوسط والمحيط عشرات الشباب المغاربة، الذين غامروا بأرواحهم، من أجل الحلم الأوربي، وهروبا من جحيم البطالة، التي تفاقمت نتيجة جائحة كورونا، ناهيك عن ثقافة الهجرة المتجذرة في نفوس المغاربة. هذه السلسلة من الحلقات، تذكر بأكثر فواجع الهجرة السرية في العامين الأخيرين، والتي انتهت بطرق دراماتيكية وصادمة. عصام الناصيري الحلقة 2 مقبـرة الشبـاب 44 وفاة على قارب واحد وضياع الكثير من الجثث في عرض البحر بعدما كانت مخصصة للرياضات البحرية والشراعية، تحولت سواحل الأقاليم الجنوبية المغربية إلى مقبرة للشباب المغاربة، بعدما ابتلع محيطها الآلاف منهم، في ما يقل عن سنتين، إذ استغلت عصابات الاتجار بالبشر فرصة تنفيذ عملياتها من الجنوب، بعد التضييق عليها في الشمال، إضافة إلى شبهات تواطؤ بينها وبين رجال سلطة وبحارين . في ماي الماضي، عاش مهاجرون مغاربة مأساة حقيقية، وكان الحادث مؤلما خاصة أن السلطات لم تتمكن من إنقاذ الجميع، وتوفي كثيرون، إذ بمجرد وصول فرق الانقاذ قامت بانتشال بعض الجثث وإيقاف آخر من بقوا على قيد الحياة، وضاع عدد كبير من الجثث وسط البحر، وهو ما عقد عملية التعرف على هوية الضحايا، والمدن التي ينتمون إليها، والسبب الرئيسي لغرق القارب، الذي كانوا يمنون النفس بأن يقلهم إلى جزر الكناري، غير أن فرحتهم لم تكتمل وعاشوا المأساة قبل وفاة أغلبهم. ونقلت "كامينادو فروانتيراس"، وهي منظمة إسبانية غير حكومية، تعنى برصد حركة الهجرة السرية في الحدود البحرية المغربية الإسبانية، أن 44 شخصا لقوا حتفهم في سواحل بوجدور المغربية، ووصفت الأمر بـ "تراجيديا" إنسانية. ومن جانبها قالت "هيلينا مالينو" الناشطة الاسبانية داخل المنظمة، إنها راقبت تلك المأساة وأرسلت إنذارا للسلطات المغربية، بما فيها دعوات المساعدة ومكان ووضعية القارب، مبرزة أن السلطات تحركت للإنقاذ، غير أن العملية دامت أربع ساعات، مشيرة إلى أنه في مثل تلك المناسبات، كانت النهاية هي الموت. وأوضحت الناشطة ذاتها، أن 44 شخصا توفوا، وتمكنت السلطات من استخراج 16 جثة، وإنقاذ 12 شخصا قبل أن يتم إيقافهم. وأصبحت سواحل بوجدور والعيون وطرفاية والداخلة، "جنة" عصابات الاتجار بالبشر من جهة، ومقبرة المهاجرين من جهة أخرى، بعدما نقلت العصابات نشاطها إلى الجنوب، خاصة بعد التضييق عليها بالسواحل الشمالية، وإحكام إغلاق معابر سبتة ومليلية، الذي ساهم في ارتفاع الضحايا بشكل غير مسبوق. وابتلع المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط في 2021، أزيد من 4400 مهاجر سري، كانوا في طريقهم نحو إسبانيا، من بينهم 205 أطفال، وأزيد من 620 امرأة، والأدهى أن جل الضحايا لم تتمكن أسرهم من استعادة جثثهم، بنسبة فاقت 94 بالمائة.

فواجع الهجرة السرية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

من أساطير الأولين

السجن لمتهم بسرقة الهواتف

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات