حكايات إرهابيين

هذه الحلقات محاولة، من ياسين لملس، باحث في الحركات الإسلامية، تقديم قراءة جديدة للأحداث الإرهابية التي عاشها المغرب، وأخطر الخلايا الإرهابية التي تم تفكيكها، والتميز المغربي في القضاء عليها، سواء من حيث المقاربة الأمنية، أو المبادرات التي تم تبنيها داخل السجون، وساهمت في مراجعات لعدد كبير من معتقلي السلفية الجهادية. إعداد: مصطفى لطفي الحلقة الأخيرة الاستثنـاء المغربـي الدولة تنبهت إلى أن تطرف "داعش" سببه تعذيب قادته في السجون من أسباب تطرف تنظيم "داعش"، أن أغلب قادته كانوا ضحايا تعذيب في السجون العراقية، خصوصا أبو غريب والسورية، ما ولد لديهم حقدا ضد أنظمة هذين البلدين، وتورطت عناصره في مذابح كبيرة، وهو الأمر الذي تنبهت له السلطات المغربية واعتمدت مقاربة جديدة، من خلال الحرص على ضمان المحاكمة العادلة للمعتقلين وتمتيعهم بحق الدفاع وعلنية الجلسات. إلى جانب هذا المعطى، أبانت المصالح الأمنية عن احترافية كبيرة في التعاطي مع قضايا الإرهاب، فبعد 16 ماي وما سببته لها من ارتباك كبير لها بسبب نوعية هذه العمليات وعدم تعاطيها معها في السابق، أضحت المصالح الأمنية، تحظى بمكانة مرموقة عالميا في قضايا محاربة الإرهاب، بل جنبت قوى عظمى حمام دم، من قبيل فرنسا وإيطاليا وكندا وإسبانيا، سيما بعد تعيين عبد اللطيف حموشي على رأس المديرية العامة لحماية التراب الوطني، وبعدها مديرا عاما للأمن الوطني، وإحداث المكتب المركزي للأبحاث القضائية، باعتباره فرقة أمنية متخصصة في هذا النوع من الجرائم. بعد صعود حزب العدالة والتنمية إلى السلطة في 2011، اعتقد الجميع أن ملف السلفية طوي نهائيا، لكن كل آمال المعتقلين تبخرت، واقتصر أمر الإفراج، على شيوخ السلفية الجهادية وهم الشاذلي وأبو حفص والكتاني والفيزازي والحدوشي، وهو ما اعتبر نكسة في الملف، لكنها لم تعمر طويلا بعد أن أعلنت الدولة عن مبادرات لمحاربة الإرهاب، من بينها برنامج "مصالحة" اعتمد فيها على المقاربة الدينية والفكرية، إذ تبنته الرابطة المحمدية للعلماء، تحت إشراف خاص من أحمد عبادي، الذي نجح في تفكيك الخطاب المتطرف، إذ تمت مناقشة جميع المواضيع التي تعد إشكالا لدى المعتقلين، من قبيل الحاكمية لله وعقيدة الولاء والبراء والحكم بما أنزل الله والمشاركة السياسية وعلاقة المسلم بغيره، وتم إصدار كتيبات في هذا الشأن وزعت على المعتقلين. بالإضافة إلى ذلك، اعتمدت الدولة المصاحبة النفسية، من خلال تصالح معتقلي السلفية مع ذواتهم والمجتمع، وتكريس ثقافة احترام حقوق الإنسان واعتماد برامج سيوسومهنية لفائدة المعتقلين بعد الإفراج. انفراج ساهمت مبادرات وصفت بالشجاعة وغير المسبوقة، ورسالة إلى المصالحة بين الوطن وأبنائه، في بعث روح الانفراج في ملف السلفية الجهادية، من قبيل صلاة الملك خلف الشيخ محمد الفيزازي بمسجد بطنجة، واستقبال الملك بعض المعتقلين في إطار استفادتهم من المشاريع المدرة للدخل، التي تمنحها مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء. تعليق

حكايات إرهابيين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

زلاتان ... قصة سلطان الملاعب

بنت الحسين... رائدة الشيخات

مقالات ذات صلة