جدل قيادة بوليساريو حول مؤتمرها السادس عشر

البيان الختامي أظهر تراجع خطابها وضعفها أمام الخطوات العسكرية المغربية المدروسة بقلم: الفاضل الرقيبي بعد ثلاثة أيام من النقاشات الحادة بين قادة بوليساريو في الرابوني ضواحي تندوف، في إطار ما يسمى الدورة السابعة لأمانتها الوطنية، تقرر عدم تأجيل المؤتمر السادس عشر للحركة، بعدما كان التأجيل سنة دارجة منذ المؤتمر الثامن. و مع أن الاجتماع الدوري تخلله العديد من الملاسنات والمشادات بين الأجنحة المتصارعة، إلا أن ابراهيم غالي لم يكن له بد من تطبيق التعليمات التي وجهت له بالجزائر العاصمة، عندما كان يستعد للعودة من رحلته الاستشفائية إلى الرابوني، و صرح أنه لا مناص من عقد المؤتمر في موعده المحدد لأن الوضعية التي تسير بها الأوضاع داخل المخيمات و تطورات الوضع العسكري فوق الأرض، تحتاج إلى مؤتمر لذر الرماد في عيون السكان، و إيجاد صيغ جديدة لإعادة تدوير قيادة أصبح الصحراويون يرون أعضاءها كأشخاص لا يجمعهم سوى حب السلطة وجمع المال، إذ لم يعد باستطاعتهم إخفاء خلافاتهم التي خرجت للعلن، و أصبحت المخيمات مسرحا لاستعراض العضلات القبلية، ما أثر بشكل مباشر على حياة سكان المخيمات الذين تاهوا بين هذه الصراعات التي حولت حياتهم إلى جحيم. وشهدت الدورة الحالية ثلاثة تأجيلات بسبب ما قيل أنه مرض غالي الذي سافر إلى الجزائر العاصمة لدواعي طبية؟ و بعد انعقادها انفجرت الخلافات بين القيادات المحسوبة على غالي ونظيرتها التي يستعملها عبد القادر طالب عمر وقودا لمعاركه ضد خصومه. وعلى رغم أن الجناحين على مستوى واحد من حيث العلاقة مع المخابرات العسكرية الجزائرية، إلا أن جناح عبد القادر يتفوق لأنه قريب جدا من المرادية، ويمتلك أغلب مفاتيح الحركة ماليا، إذ تعتبر سفارة بوليساريو بالجزائر هي خزينة الحركة ففيها يتم التحكم في الأرصدة البنكية داخل و خارج الجزائر؟ بينما يتفوق رفاق غالي على نظرائهم بالإدارة المباشرة للمخيم وقدرتهم على تأليب الرأي العام ضد أي قيادي مهما كان كما حدث مع ولد البوهالي مؤخرا الذي تم تحويله من "قائد عسكري" ذي تاريخ طويل في خدمة الجزائر و بوليساريو، إلى مرتزق يسعى إلى الإفساد في الأرض من خلال أبنائه الذين يقودون جماعات مسلحة داخل المخيم، تقوم بتهريب المخدرات وتأمين طرق التهريب. ولا يمكن الخوض في معطيات هذا الاجتماع، الذي تحول إلى معرض لتبادل التهم، دون التعريج على شطحات البشير مصطفى السيد الذي غاب عن أنشطة اليوم الأول بحجة أنه مريض هو الآخر، قبل أن يحضر في أشغال اليوم الثاني، إذ حذر جهارا من بقاء ابراهيم غالي على رأس الحركة، معتبرا أن تزكيته هي إمضاء على وثيقة وفاة بوليساريو، الذي وصفه بأنه نسخة مشوهة لا تشبه الحركة التي أسسها شقيقه الولي مصطفى إلا في الاسم. ولد البوهالي هو الآخر قاطع أشغال الانطلاقة و حضر في الختام بعدما وعده محمد لمين أحمد بإعادة محاكمة ابنه خليهنا من أجل تبرئته من تهمة تهريب المخدرات و إلغاء الحكم الصادر ضده ب 15 سنة سجنا. و قد ظهر ولد البوهالي هادئا لم يتدخل إلا حينما تعلق الأمر بمداخلة مريم منت احمادة التي دعت إلى إبعاد الجيش عن صراعات رجال السياسة، وهو ما اعترض عليه البوهالي الذي قال إن جيش البوليساريو تم تدميره و القضاء على رموزه، عندما سمح لمجموعة من المدنيين الفاشلين قيادة هذا المشروع، و الزج به في حرب غير مهيئ لها نفسيا و ماديا. و في بيانها الختامي ورغم أنه مستهلك وكتب بلغة متهالكة في اللغة والمضمون، فقد أظهر تراجع خطاب بوليساريو و ضعفها أمام الخطوات العسكرية المغربية المدروسة التي فككت عمق أطروحة بوليساريو المتعلقة بوجود دولة صحراوية فوق أراض محررة و شدد قادة الجبهة على حرصهم الشديد للتوصل إلى وقف إطلاق النار للانخراط في عملية السلام من جديد، و هو الأمر الذي كان يقول إبراهيم غالي قبل أيام أنه لن يحد و أن الحرب التي أطلقوها منذ عامين ستستمر، و لكن يبدو أن الحفاظ على كرسيه بات أهم من الهرطقات اليومية التي يطلق عليها رهطه تسمية "بلاغات عسكرية".

جدل قيادة بوليساريو حول مؤتمرها السادس عشر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يحيا العدل .. 3 سنوات ونصف حبسا لمعنف شرطيين بالحسيمة

"رجال الأمن خط أحمر".. حملة تضامنية واسعة ضد الاعتداءات على الشرطة

مقالات ذات صلة