إصابة إلياس واعتقاله

المجاطي... من الملالي إلى البغدادي 11 من بين التهم الموجهة إليه التواصل مع مؤسسات إعلامية معادية للخلافة تفتح "الصباح" من خلال هذه السلسلة قصة أم آدم المجاطي وابنها إلياس، وتتعقب "مغامراتهما" بعد التحاقهما بالتنظيم الإرهابي داعش من خلال كتاب "رحلتي مع آل المجاطي من إمارة الملالي إلى خلافة البغدادي" للباحث والإعلامي مصطفى الحسناوي. السلسلة ترصد مسار الأم وابنها، وتجعل قصتهما، مدخلا لمقاربة ورصد أساليب الاستقطاب والتجنيد والدعاية لدى التنظيمات الإرهابية،كما أن السلسلة مساهمة في تسليط الضوء على الإرهاب بصيغته الأنثوية. إعداد: عزيز المجدوب في مطلع 2018، تعرضت المنطقة التي يوجد بها آل المجاطي لقصف عنيف، فأصيب إلياس إصابة بالغة، نتج عنها احتراق وجهه وكسر قدمه، فبقي طريح الفراش مدة من الزمن، وخلال ملازمته الفراش، خاضت أمه وزوجته بعض المعارك ضد النظام. حينها كانت "داعش" قد أخرجت بعض الفيديوهات التي تظهر فيها النساء في جبهات القتال، نوعا من التأثير على المقاتلين الرافضين للقتال، أو لاستعطاف المسلمين في العالم. في أواخر فبراير، انتقلوا لمنطقة أخرى، لم أستطع معرفتها ولا معرفة أي إشارة عنها، وفي منتصف ماي 2018، توقفت أربع سيارات محملة بمسلحين ملثمين، أمام البيت الذي يقطنه "آل المجاطي"، اقتحموا البيت، صادروا سلاحا، وجهاز "نت" فضائيا، لأنه يستعمله بدون ترخيص، وطلبوا من إلياس مرافقتهم، سألتهم والدته ماذا تريدون منه، قالوا إنه تحقيق بسيط، لمعرفة بعض الأمور، طلب إلياس، إذن الاعتقال، قالوا إن الأمر لايحتاج، ليس اعتقالا وإنما مجرد استفسار عن بعض الأمور، سلم نفسه لهم، وانطلقت السيارات، إلى أن وصلت لقرية مدمرة مهجورة ثم توقفت، أنزلوا إلياس، حاولوا وضع غطاء على رأسه وتكبيله، فرفض وقاومهم، فانهالوا عليه بأعقاب بنادقهم ورشاشاتهم، في مختلف أنحاء جسده، أصيب بإغماء، وبعد أن استفاق وجد رجله اليمنى مكسورة، كان في بيت مظلم، بعد مدة أتوا للتحقيق معه. كانت التهم الموجهة إليه هي: - ترجمة مقالات وبحوث شرعية بدون ترخيص. - التواصل مع مؤسسات إعلامية معادية للخلافة. يبدو أن إلياس لم يكن يتواصل معي لوحدي، وأنه كان حريصا على تسريب المعلومات والوثائق لجهات عديدة، لكن المدة التي حكموا عليه بها، توضح أنهم لم يجدوا دليلا يثبت اتهاماتهم، وإلا كانوا قتلوه، بقي "إلياس" في السجن شهرا، ثم أطلق سراحه. في "هجين" حدث ما توقعته "أم آدم" بحدسها وحسها، فقد تعرض اجتماع لقيادات التنظيم أواخر أبريل 2018، لقصف بالطيران. وبحسب ما حكته لي "أم آدم" فقد راح إثر القصف، 47 قياديا٬ هم على التوالي: والي المدينة ونائبه. والإداري العام للولاية ونائبه. وجميع أمراء الألوية والكتائب والإداريين والشرعيين. بعد خروج إلياس من السجن، لم يستمروا في المنطقة نفسها، بل هاجروا من مكانهم ذاك، وكل ما استطعت أن أعرفه عن مكانهم في تلك الفترة، من خلال محادثة معه، كانت الأخيرة أو ماقبل الأخيرة، أنهم بعيدون عن الميادين بـ 87 كلم، ولم يكن لديهم ماء ولا كهرباء، وكان استعمال الهاتف يثير الشبهات والشكوك. في هذه الفترة أرسل إلي إلياس، أغلب الوثائق، وأخبرني أنه مهدد هو وعائلته، بالتصفية الجسدية، من قبل جهات عديدة داخل التنظيم، وأنهم لايتحركون إلا ممنطقين بأحزمتهم الناسفة. كل تلك الطهرانية تدنست، كل تلك المثالية تكشفت، كل تلك الأحلام انهارت، كل تلك الشعارات انفضحت، كل تلك المشاريع والتنظيرات فشلت. ليس ثمة سوى القمع والظلم والجهل والتخلف والتصفيات والدسائس والانتقامات والوصولية والانتهازية والخيانة والغدر والغلو... هذا ما وصل إليه في نهاية الأمر، "آل المجاطي». كان هذا التواصل مع آل المجاطي، أشبه مايكون بتقرير قدموه لي عن الوضع هناك، تقرير يصور وضع التنظيم، لكنه يعكس شعورهم وإلى أي حد وصلت نفسيتهم، صحيح أنهم لم يسجلوا أو يوثقوا ندمهم، في مقال أو تدوينات كتلك التي أعلنوا فيها بيعتهم وولاءهم، لكنهم لمحوا في كثير من الأحيان وصرحوا في اتصالات عديدة، معبرين عن سخطهم من التنظيم وأفكاره وقادته وسياسته. ولو قدر لآل المجاطي أن يخرجوا من ذلك الجحيم، لربما كانوا رووا الكثير من الفضاعات، ولدونوا مراجعات عميقة لاختياراتهم السابقة.

إصابة إلياس واعتقاله

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

السراويل الواسعة...الأكثر رواجا

تسريب أجوبة الامتحانات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات