شاطئ الريفيين… قبلة البسطاء

يمتد على مساحة شاسعة بمواقف سيارات فسيحة وتنقصه تجهيزات ومرافق بين مارينا سمير والفنيدق يقع شاطئ جميل يمتد على مسافة كيلومترات. هو واحد من أجمل الشواطئ الواقعة على الساحل المتوسطي بين المضيق وسبتة، يخضع للنفوذ الترابي لجماعة الفنيدق التي يفتخر سكانها بأنهم قريبون من واحد من الشواطئ الفسيحة، ذات الامتداد الساحلي الطويل، والذي يتوفر على كثير من مقومات الاصطياف. الربورتاج التالي، محاولة لتقديم صورة مصغرة عن شاطئ جميل يستحق الزيارة وقبلها العناية من طرف المسؤولين. على بعد ثلاثة كيلومترات تقريبا من الفنيدق، يوجد شاطئ يحمل اسم "الريفيين"، هو واحد من الشواطئ التي لن يجد الزائر له أية صعوبة في الحصول على مكان لإيقاف سيارته، ذلك أن امتداد هذا الشاطئ على مسافة كيلومترات جعل المسؤولين يهيئون موقفا كبيرا للسيارات يتسع للمئات منها. ولعل هذه واحدة من المميزات التي تجعل شاطئ الريفيين قبلة للمصطافين، سواء من المدن القريبة أو البعيدة، ممن يكرهون الزحام، ويفرون من الاكتظاظ الذي يجعلهم يطيلون البحث عن مكان يركنون به سياراتهم، على غرار ما تعرفه كل موسم اصطياف شواطئ مرتيل، المضيق، كابونيغرو... وغيرها، والتي غالبا ما تعجز مواقفها عن استيعاب أعداد سيارات الوافدين عليها، في مثل هذه المناسبات. ولأن شاطئ الريفيين يقع على الطريق الساحلي بين المضيق والفنيدق، فإن وسائل نقل عديدة تتراوح بين سيارات الأجرة من الصنف الأول، وكذا حافلات النقل العمومي التي تنطلق كذلك من تطوان، تؤمن رحلات المصطافين ممن لا يتوفرون على وسائل نقل خاصة، فهو ملجأ لمختلف الفئات. يتمتع شاطئ الريفيين بنقاء وزرقة مياهه، وشساعة كورنيشه التي تحقق للمصطافين حميميتهم وهدوءهم، وتوفر لهم نوعا من الراحة بعيدا عن الشواطئ التي تعرف اكتظاظا كبيرا، وهي خاصية تجعله قبلة لعدد كبير من الأسر من داخل وخارج المغرب. ورغم المجهودات التي تبذلها الجهات المسؤولة، فإن هذا الشاطئ الذي يوصف بأنه "شاطئ البسطاء"، الباحثين عن اقتناص لحظة استجمام بحري كل صيف، تنقصه العديد من المقومات التي من شأنها إكمال أجواء الراحة والترفيه. ومن بين النقائص التي سجلها مصطافون التقتهم "الصباح" خلال جولتها بالمنطقة، قلة المحلات التجارية والمقاهي والمطاعم، التي من شأنها أن تعفي المصطافين من عناء التنقل لمسافات طويلة من أجل اقتناء قنينة ماء، أو ارتشاف كوب قهوة. كما دعا أحد المصطافين خلال المناسبة ذاتها جماعة الفنيدق إلى "العمل على مضاعفة أعداد المرافق الصحية بالشاطئ، من أجل المحافظة على نظافته، وتسهيل عمليات استغلالها، سواء على الأطفال أو كبار السن". كما سجل مصطافون آخرون "غياب صيانة تجهيزات المرافق الصحية أو التأخر أحيانا في ذلك، ما يجعل مستغليها يقعون أحيانا في بعض الحرج"، خاصة في ظل التدهور الذي تشهده وضعيتها نتيجة أفعال بعض المخربين. نقطة سوداء بتزامن مع الأيام الأولى لصيف 2022، تراكمت كميات من الأعشاب البحرية التي تلفظها الأمواج على فترات متفرقة من السنة، على امتداد الشاطئ. ولأن تراكم هذه الأعشاب البحرية مع نهاية كل مد بحري، يجعلها تحتل مساحات متفرقة من الرمال، فإنها غالبا ما تشكل نوعا من الإزعاج للمصطافين، بعد أن تتحول إلى مرتع لعينة من الذباب الصغير الحجم، الذي يهاجم كل مقترب من هذه الأكوام العُشبية. وفي هذا السياق طالب (معاد. ح) وهو أحد مرتادي شاطئ الريفيين، حيث يقصده كل موسم صيف قادما إليه من مقر سكناه بتطوان، "مصالح الجماعة بالعمل على جمع هذه الأعشاب، وتخليص رمال الشاطئ منها"، مؤكدا في تصريحه لـ "الصباح" أن "ترك هذه الأعشاب التي تلفظها الأمواج يتسبب في تعكير صفو الاصطياف بشاطئ الريفيين"، مشيرا إلى أن هذه الأخيرة "غالبا ما تكسر الصورة الجميلة التي تنطبع في الأذهان عن هذا الشاطئ الجميل"، مضيفا أن "جمع أكوام أعشاب البحر لا يحتاج كبير عناء من المتدخلين"، "بل يكفي، حسب المتحدث ذاته، أن تُسَخر مصالح الجماعة الجرافة أو الجرار ذي المكنسة الحديدية، لتتحقق عملية احتواء هذه الأعشاب التي تضايق المصطافين". قلة الولوجيات خلال الجولة التي قامت بها "الصباح" إلى شاطئ الريفيين، بعد الصيف الحالي، وبعد أيام قليلة من الانطلاقة الفعلية لأيام الصيف، كانت الملاحظة التي سجلها أب لطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، وقد كانت عبارة عن ملاحظة دقيقة تكتسي نوعا من الآنية والملحاحية، بعد أن عاب هذا الأب على المسؤولين "عدم السعي إلى توفير ولوجيات كافية، خاصة بهذه العينة من المواطنين، الذين يجدون رفقة أولادهم صعوبة كبيرة من أجل ارتياد هذا الشاطئ". ودفعت ملاحظة هذا الأب "الصباح" إلى التحري، لمعرفة مدى توفر شاطئ الريفيين على هذه العينة من الولوجيات، إذ وقفنا على أنها ليست منعدمة، ولكن ما وُجد منها يبقى متباعدا، ويتطلب من الراغبين في العبور عبرها السير لمسافات طويلة ترهق أجسادهم وتضاعف جهودهم. لذلك طالب المتحدث ذاته مصالح جماعة الفنيدق التي يخضع شاطئ الريفيين لنفوذها بـ "العمل على مضاعفة الممرات الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة من أجل تسهيل عملية ولوجهم صحبة مرافقيهم إلى الشاطئ، وعدم حرمانهم، إسوة بباقي المصطافين، من اقتناء لحظات متعة عبر الاقتراب من المياه الزرقاء لهذا الشاطئ، أو الجلوس فوق الرمال بحثا عن انتعاشة تقي أجسادهم لفحات الحر خلال الصيف. ورغم كل النواقص، فإن شاطئ الريفيين يبقى من الشواطئ التي تستحق الارتياد خلال هذا الصيف، لكل راغب في الابتعاد عن الشواطئ المكتظة. يوسف الجوهري (تطوان)

شاطئ الريفيين… قبلة البسطاء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"ورطة" المطرح الجديد لمديونة

البحيري: عشت فترة عصيبة

مقالات ذات صلة