درونات إيرانية لدى “بوليساريو”
واشنطن تضع الجبهة ضمن وكلاء الجمهورية الإسلامية
أقر الكونغرس الأمريكي قانونا يقضي بدعم القدرات العسكرية الجوية لمجموعة من الدول الصديقة للولايات المتحدة، في مقدمتها المغرب، لمواجهة تهديدات تستهدفه على الحدود المتاخمة للصحراء، في إشارة إلى وضع «بوليساريو» ضمن زبناء السلاح الإيراني، خاصة في ما يتعلق بالطائرات المسيرة عن بعد كتلك المستعملة من قبل الحوثيين في اليمن.
وسمح قرار مجلس الشيوخ المذكور بتزويد الجيش المغربي بمنظومة دفاع جوي ضد تهديدات صاروخية وهجمات بطائرات بدون طيار، لحمايته من هجمات يرجح أن تشنها إيران ووكلاؤها.
وكشفت تقارير أمريكية أن المغرب سيتسلم بناء على منطوق مشروع القرار رادارات من طراز «غاب فيلر»، وهي الأفضل في اختبار كشف الدرونات الصغيرة والأهداف التي تحلق على ارتفاع منخفض.
وفجرت صحيفة «نيويورك تايمز» حقيقة مفادها ارتفاع مبيعات إيران من الطائرات بدون طيار لدول خارج الشرق الأوسط، في إشارة إلى محاولاتها لكي تكون لاعبا في سوق السلاح الدولي، وأنها حققت في السنوات الأخيرة تقدما مطردا في تصميم وإنتاج درونات قتالية وزادت من عمليات نقلها للجماعات المسلحة في الشرق الأوسط، إذ كانت حاضرة في معارك اليمن وغزة، لكن جهود الجمهورية الإسلامية توسعت إلى أبعد من ذلك.
وتسعى إيران حسب الصحيفة إلى بناء نفوذ دولي، من خلال بيع طائرات مسيرة ومسلحة لدول أخرى، بما فيها دول تعرضت في السنوات الماضية لعقوبات اقتصادية مثل فنزويلا والسودان، ما وفّر مصادر تمويل وتأثير سياسي لإيران في مواجهة ضغط العقوبات الأمريكية.
ورجحت تقارير احتمال شراء روسيا درونات إيرانية، وذلك حسب معلومات أمريكية توقعت تحول موسكو لعميل يشتري الأسلحة الإيرانية، وأنها تخطط لشراء مئات من الطائرات بدون طيار، في محاولة لتعويض خسائرها من الدرونات في الحرب الأوكرانية.
ولم يتردد الجنرال كيومرث حيدري، قائد الجيش الإيراني، في القول إن بلاده مستعدة لتصدير الأسلحة والمعدات العسكرية للدول الصديقة، وإن الدرونات الإيرانية «لعبت دورا رائدا عند حدودنا»، في حين حثت الولايات المتحدة إيران على عدم بيع طائراتها المسيرة، محذرة زبناءها من مغبة استعمالها ضد حلفاء البيت الأبيض في أي مكان بالعالم.
وحذرت تقارير إعلامية إسرائيلية من تهديدات إيرانية للاستقرار في المنطقة، في إشارة إلى تورط حزب الله في تسليح و تدريب مقاتلي الجبهة الانفصالية بوساطة جزائرية، إذ ربطت صحف إسرائيلية بين مذكرة التعاون العسكري مع المغرب والتدريبات المشتركة الجارية حاليا في مياه البحر الأحمر بمشاركة قوات البحرية الإسرائيلية والإماراتية والبحرينية، والتي تأتي ردا على مناورات عسكرية كبيرة تحركها إيران بشكل منفرد.
وتضمنت التقارير المذكورة إشارات إلى سعي إيران لإشعال حرب في الساحل والصحراء، بذريعة الدفاع عن حق الشعوب في مقاومة الاحتلال، مع تأكيد فرضية تولي حزب الله قيادة مخطط سري يستعمل شعارات وهمية، من قبيل التضامن الإسلامي والقومية العربية.
ياسين قُطيب