حموشي يقلم أظافر شبكات جزائرية

تفكيك مافيا لتهريب السيارات في الناظور وحجز مركبات فارهة
وجهت شرطة الحدود بميناء الناظور، صباح أول أمس (الثلاثاء)، ضربة موجعة لشبكة جزائرية دولية متخصصة في تهريب السيارات الفارهة، بعد إيقاف جزائريين حاولا تهريب سيارتين مسروقتين من إحدى الدول الأوربية.
وكشفت التحريات الأمنية أن سيارتين مهربتين تم التصريح بسرقتهما في دول أوربا الشرقية وصلتا إلى ميناء بني أنصار بإقليم الناظور، ما دفع مصالح الشرطة إلى اعتقال جزائريين حامت حولهما الشكوك في ارتباطهما بشبكة تهريب السيارات الفارهة.
وكشفت الأبحاث نفسها أن الجزائريين اللذين تم اعتقالهما على خلفية التهريب الدولي للسيارات المتحصلة من عمليات السرقة، يتراوح عمرهما بين 26 سنة و34، أوقفا مباشرة بعد وصولهما على متن رحلة بحرية كانت قادمة من أحد الموانئ الفرنسية.
وأخضعت شرطة ميناء بني أنصار السيارتين اللتين تحملان لوحة ترقيم فرنسية، لعملية تنقيط بقواعد معطيات المنظمة الدولية للشرطة الجنائية “أنتربول”، وتبين أنهما تشكلان موضوع تصريح بالسرقة بإحدى دول أوربا الشرقية، فتم حجز هما، علما أن الموقوفين تشبثا بإدخالها إلى المغرب، سيما أن القيمة المالية للسيارتين المهربتين تتجاوز 100 ألف أورو، وهما من نوع “بي إم دبليو”، و”كولف 8”.
وبعد القيام بمجموعة من الأبحاث والتحريات، تم التأكد من أن المشتبه فيهما لهما علاقة بشبكة للتهريب الدولي للسيارات المسروقة، تقوم بسرقة سيارات من دول أوربية مختلفة، ثم تزودها، بعد ذلك، بلوحات ترقيم فرنسية مؤقتة، لتعمد بعدها إلى تهريبها وتسويقها في دول أجنبية.
وتم إخضاع المشتبه فيهما، وإسباني من أصول مغربية لإجراءات البحث القضائي، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، لتحديد كافة الامتدادات المحتملة لهذا النشاط الإجرامي، وإيقاف جميع المتورطين المفترضين في هذه الشبكة الإجرامية.
وتشير تقارير أمنية أوربية إلى أن شبكات جزائرية احترفت، في الآونة الأخيرة، تهريب السيارات المسروقة، ما يفسر ارتفاع عمليات تهريب السيارات المسروقة من أوربا، خاصة أن الأزمة الاقتصادية التي تشهدها جل دول أوربا، أنعشت هذه الشبكات، سيما مع تزايد الطلب على السيارات الفخمة.
ويتكلف بعض “سماسرة” السيارات الجزائريين بشراء السيارات الفخمة أو حتى المستعملة والتي تشتغل بالبنزين وإرسالها إلى نظرائهم في المدن الجنوبية، مثل العيون وبوجدور والداخلة، ليتكلف هؤلاء بإدخالها إلى موريتانيا بطرق ملتوية.
وتفيد التقارير ذاتها أن شبكات التهريب أضحت تستخدم بطاقات رمادية لإدخال سيارات مسروقة بأوربا بعد تغيير بعض معالمها، كما أن الشبكات التي تنشط في مليلية المحتلة تعمد إلى تزييف أرقام هياكل السيارات باستخدام تقنية “لايزر”، علما أن مصالح الجمارك وشرطة الحدود سبق لها أن توصلت بلائحة من شرطة “أنتربول” لسيارات مسروقة في أوربا، خاصة ببلجيكا وإسبانيا، لإحباط تهريبها إلى داخل التراب الوطني، غير أن لجوء شبكات التهريب إلى تزييف وثائقها وأرقام هياكلها يصعب ضبطها من قبل المراقبين.
خالد العطاوي