توقع نتائج كارثية لمستوى الثالث وتقرير يشرح أعطاب محطة أساسية في المنظومة تعلن الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، ابتداء من اليوم (الأربعاء)، عن نتائج امتحانات المستوى الثالث إعدادي، وسط مخاوف أسر وأولياء أمور، من حصول أبنائهم على نقاط كارثية، خصوصا في جهة البيضاء-سطات. وحسب معطيات توصلت بها "الصباح"، فإن الأساتذة المكلفين بالتصحيح وجدوا صعوبة في العثور على أجوبة صحيحة في عدد من المواد، خصوصا الفيزياء والتربية الإسلامية والحياة والأرض والعربية، إذ اضطروا، في كثير من الأحيان، إلى وضع نقاط سيئة، ستؤثر على المعدل العام. وعزى أساتذة بمستوى التعليم الإعدادي الصعوبات التي واجهها التلاميذ في هذه المواد، إلى تغيير المنهجية، والخروج عن الإطار المرجعي التي شكل قاعدة لتحضير الامتحانات وأداة للتوجيه خلال الأشهر الأخيرة من السنة الماضية. وأوضح الأساتذة أن التلاميذ فوجئوا بأسئلة غريبة لم يعهدوها من قبل، كما وجدوا أنفسهم أمام وضعيات ومكونات وتراكيب لم يسبق لهم التعرف عليها، إذ فضل عدد منهم ترك مكان الأجوبة فارغا. وتؤزم هذه المرحلة الأساسية من آخر محطة في التعليم الثانوي الإعدادي، وضعية هذا المستوى الأساسي من المنظومة التربية، إذ يستعد التلميذ إلى الانتقال إلى مستوى آخر في حياته الدراسية (الثانوي التأهيلي)، يعتبر بوابة للتعليم العالي بكل الرهانات المطروحة على المستقبل. ودقت الجمعية المغربية لتحسين جودة التعليم، في تقرير صدر بداية السنة الماضية، ناقوس الخطر من تدني المستوى في هذا التعليم الإعدادي، إذ سجل معدل التكرار خلال الفترة بين 2011 و2020 ارتفاعا كبيرا في التعليم الإعدادي، إذ انتقل من 16.7 في المائة في الموسم الدراسي 2011، إلى 22.9 في المائة في الموسم 2018-2019، قبل أن ينخفض إلى 20.7 في المائة في الموسم الدراسي 2020-2021. وقالت الجمعية إن التكرار المسجل يخفي "واقعا أمر بكثير"، يتمثل في التعامل معه "بمنطق تدبير التدفقات بين مختلف أسلاك التعليم دون أن يكون الهاجس الأساس هو تحسين جودة التعلمات". وإذا كان التكرار في التعليم الابتدائي قد شهد تراجعا خلال العشرية الأخيرة، بانخفاضه من 17.1 في المائة في الموسم الدراسي 2011-2012، إلى 10.8 في المئة خلال الموسم الدراسي 2019-2020، فإن تقرير الجمعية يرى أن أغلبية كبيرة من التلامذة الذين ينتقلون إلى التعليم الإعدادي كل عام لا يستحقون النجاح إذا اعتمدنا فقط المعدلات التي حصلوا عليها في الامتحان الإقـــــــليمي". وفسر التقرير انسيابية انتقال التلاميذ من التعليم الابتدائي إلى التعليم الإعدادي بـ"النقط المتضخمة للتقييم المستمر والامتحان المحلي التي تؤدي إلى انخفاض معدل التكرار في المدرسة الابتدائية إلى المستوى اللاحق، وإلا فإن المعدل الحقيقي لمن يستحق التكرار أعلى بكثير". وبخصوص تدبير الموارد البشرية، انتقد التقرير غياب العناية بالتخطيط المستقبلي للكفايات وتدبير المعرفة، مشيرا إلى أن هذا الموضوع لا يحظى بالعناية اللازمة من قبل المسؤولين عن تدبير الشأن التربوي، "الذين تستغرق حركة الموظفين وترقيتهم كل وقتهم، بينما لم يتمكنوا حتى من تحديد الكفايات التي تتطلبها مزاولة كل وظيفة من الوظائف التي يزخر بها قطاع التعليم". ضعف التكوين رغم استفادة الأطر الإدارية والتربوية من التكوين المستمر، يعتبر التقرير المشار إليه أعلاه، أن هذا التكوين لم يسد فجوة ضعف التأهيل بشكل كامل، إذ لا يتم الإشراف عليه من قبل مدربين أكفاء في المجال، إضافة إلى التكوين في معظمه هو عبارة عن "دورات نظرية لا علاقة لها بالمهارات المطلوبة لمدير المؤسسة"، فضلا عن قلة الدعم الميداني للمبتدئين، رغم ما نصت عليه المذكرة الوزارية المنظمة لتدريب قادة المدارس الجدد. يوسف الساكت