الكـسـاد فـي “أولاد زيــان”

قلق بسبب ضعف الإقبال على الحافلات وأسعار التذاكر تشتعل على غير العادة، هجر المسافرون محطة "أولاد زيان" الطرقية، وتركوا أرباب الحافلات في حيرة من أمرهم، رغم أنها المناسبة الأكثر أهمية في السنة بالنسبة إلى المهنيين، إذ يستغلون إقبال المواطنين عليهم، من أجل رفع الأسعار، دون مراعاة جودة الخدمات، ما جعل كثيرين يغيرون رأيهم اتجاه هذه الوسيلة، واتجهوا نحو شركات النقل الطرقي الأخرى والقطارات والرحلات الجوية، قصد تجنب رحلة غير مريحة في حافلات أقل ما يقال عنها إنها غير مناسبة، خاصة بالنسبة إلى المسافات الطويلة. وما زال المهنيون يعولون على الأيام الأخيرة، لتعويض الكساد الذي يعيشونه منذ مدة، غير أن الوضع لن يعود حسب البعض إلى سابق عهده، خاصة بعد الضربة التي تلقاها خلال جائحة كورونا، إذ أغلقت جل المحطات الطرقية، ولجأ المسافرون إلى وسائل أخرى، ويبدو أنهم وجدوا ضالتهم فيها، فرغم أن السعر مرتفع نسبيا إلا أن الخدمات مرضية إلى حد كبير. الكساد أجمع مهنيون تحدثت إليهم "الصباح"، أياما قبل عيد الأضحى، أن الكساد هو السمة الطاغية على أحوال أشهر محطة طرقية بالمغرب، معتبرين أنه في السنوات الماضية، كان المسافرون يتوافدون على المحطة أسبوعين قبل العيد، ويزداد الضغط كلما اقتربت المناسبة، لكن هذه السنة اختلفت الأوضاع، فرغم أن أياما ليلة فقط تفصلنا عن المناسبة، ما تزال أولاد زيان هادئة على غير عادتها، وفارغة من المسافرين، وبالمقابل مكتظة بحافلات فارغات المقاعد. يقول أحد المهنيين، الذين تحدثت إليهم "الصباح"، إن أوضاع القطاع ليست بخير منذ انتشار جائحة كورونا، معتبرا أن المهنيين لم يجنوا منذ 2020 سوى الخيبات، إذ بعد أشهر من المنع من ممارسة نشاط النقل، ودخول المحطات الطرقية وإغلاق بعض المدن، عادت السلطات لفرض نظام 50 في المائة من الطاقة الاستيعابية، التي أدت إلى ارتفاع أسعار التذاكر. وتابع المتحدث ذاته، أنه في وقت من الأوقات، غضت السلطات الطرف عن بعض شركات النقل والقطارات، التي رفعت طاقتها الاستيعابية إلى 100 في المائة، في حين كانت الغرامات القاسية تطبق على أرباب الحافلات، إذا تجاوزت 50 في المائة بمقعد واحد فقط، مضيفا أن هذا الوضع أضر كثيرا بقطاع سيارات الأجرة الكبيرة والحافلات، في حين أن الحافلات الحضرية والقطارات لم تسر عليها تلك الشروط. وأوضح المتحدث ذاته، بصوت يطبعه الأسى، أن قطاع الحافلات تضرر كثيرا، وليس هناك من يدافع عنه عكس قطاعات أخرى، مؤكدا أن عددا كبيرا من المهنيين لم يتوصلوا بالدعم الذي وزع أخيرا على أرباب النقل، نتيجة ارتفاع أسعار المحروقات، ما يؤشر حسب المتحدث نفسه، على بداية نهاية هذا القطاع. عصام الناصيري

الكـسـاد فـي “أولاد زيــان”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"كريدي" الخروف ينعش شركات التمويل

المحج الملكي يحتاج 120 مليارا جديدة

مقالات ذات صلة