غضب على الغلاء في «فيسبوك» يقابله تدافع واختناق في «القيساريات» ومحلات الألبسة ومحطات الوقود تناقض كبير ذلك الذي يعرفه الشارع المغربي، بين غضب واحتقان بسبب الغلاء على مواقع التواصل الاجتماعي، واكتظاظ وازدحام وتدافع في الأسواق ومحطات التزود بالوقود ومحلات بيع الألبسة والطرق السيارة. ورصدت "الصباح" من خلال هذا "الربورتاج"، الاكتظاظ الكبير في أسواق الأغنام والقيساريات ومحلات بيع الألبسة والمطاعم الشعبية، وحاولت رصد آراء مواطنين حول هذا التناقض، وهل هو ضرورة أم نفاق؟ ومن أجل ذلك حلت "الصباح" بمناطق تعرف بازدحامها الكبير مع اقتراب كل مناسبة، على غرار أسواق درب السلطان والحي المحمدي، ومقاهي عين الذئاب. التفاصيل في ما يلي: إنجاز: العقيد درغام يكفي أن تلج سوقا شعبيا بمنطقة درب السلطان، التي تعرف بالعدد الكبير لسكانها، وكثرة أسواقها و"قيسارياتها"، لتكتشف تناقضا غريبا، بين ما ينشر ويكتب على مواقع التواصل الاجتماعي، وبين الواقع. عاشت مواقع التواصل خلال الأسابيع الماضية، غضبا واحتجاجات وصلت إلى حد المطالبة بالمقاطعة، بسبب ارتفاع أسعار المحروقات والمواد الغذائية الأولية، إذ يعتقد المرء أنه سيجد الأمر نفسه في الشارع العام، خاصة في الأحياء الشعبية، غير أن جولة قصيرة كافية لتكشف لك العكس. تسابق على الخبز و"الجلالب" وأواني العيد من جهة، ثم "اللهطة" على "القطبان" وأسواق الأضاحي من جهة ثانية، دون ذكر الطوابير الطويلة للسيارات أمام محطات التزود بالوقود، وامتلاء النقل العمومي إلى آخره ... كلها مشاهد طبعت الأيام الماضية في أسواق درب السلطان والحي المحمدي. اختناق المتاجر الكبرى الأمر نفسه تعرفه الفضاءات التجارية الكبرى، إذ بالكاد تجد طريقة للوصول إلى السلع، ووضعها في السلة، إلى درجة أن بعض المواطنين قرروا المغادرة بسبب الازدحام الكثيف، فلم يجدوا طريقة للوصول إلى الباب الرئيسي. من جهة ثانية، استغرب مواطنون لنفاد سلع، كان عليها الطلب بشدة، واضطروا لتنبيه المسؤولين عن الفضاء التجاري. ووصلت هذه الفضاءات ذروتها بدرب السلطان وعين السبع، إلى درجة أن أشخاصا لم يجدوا مكانا لركن سياراتهم، رغم اتساع "باركينغ" الفضاء التجاري لمئات السيارات. وحسب شهادات بعض المواطنين، فإن هناك من قضى أربع ساعات في الفضاء، نصفها ظل واقفا في طابور طويل أمام "لاكيس"، لأداء ثمن السلع التي اقتناها. التدافع بمحلات الألبسة رغم أن أغلب العائلات تهتم بالأضاحي وأواني العيد خلال هذه المناسبة، لكن هناك شريحة مهمة من المواطنين خاصة النساء، تهتم بالألبسة بشكل كبير، قبل العيد. يكفي أن تمر على "قيسارية" الحي المحمدي و"الحفاري" بدرب السلطان، لتعاين تدافعا كبيرا أمام محلات الألبسة، خاصة "الجلالب" ومحلات المجوهرات. وتصر بعض النساء خلال هذه المناسبة، على اقتناء ألبسة جديدة، وحلي للتباهي، في مناسبة تعرف اجتماع الأهل والأحباب لأيام. ويجد أصحاب هذه المحلات الفرصة مواتية لمضاعفة أرباحهم، خاصة المحلات الموجودة في "القيساريات" التي تشهد اكتظاظا، مثل درب السلطان والحي المحمدي. المطاعم ... "الفريت يتطاير" تعيش المطاعم بشتى أنواعها، "اللهطة" نفسها التي تعرفها "القيساريات" والأسواق، إذ يكفي أن تقف أمام "سناك" أو مطعم شعبي، لترصد "تطاير الفريت" وتعدد الزبناء، وقيمة الأموال الكبيرة التي تصرف على المأكولات. ورغم الاحتجاج على غلاء المواد الغذائية، ولجوء أغلب المطاعم لرفع الأسعار، فإن ذلك لم يكن كافيا لخفض رقم المعاملات، أو منع عائلات من برمجة "عشاوات" و"عراضات" في هذه المطاعم. وتمتلئ هذه الأطعمة، خاصة في المساء، أما في الأحياء الشعبية، فالاكتظاظ يبدأ باكرا، منذ وقت الغذاء. ورغم ذلك، فإن بعض أصحاب هذه الأطعمة، يشتكون من ارتفاع أسعار المواد الأولية، ويخافون من هروب الزبائن بسبب ذلك، إذ اضطروا إلى رفع الأسعار، والتمني ببقاء المداخيل كما هي.