ترتكب الأندية الوطنية أخطاء مكلفة في تدبيرها التقني لتركيبتها البشرية، إما تحرمها من موارد كبيرة، أو تضيف إليها أعباء أخرى، لنتأمل: أولا، تنتظر بعض الأندية نهاية عقود لاعبيها لتتفاوض معهم حول تجديدها، وهنا تجد نفسها في موقف ضعف، وفي منافسة غير متكافئة، خصوصا إذا دخلت أندية أغنى على الخط، وطنية أو أجنبية، كما حدث في حالات عديدة، مثل حمزة خابا والمهدي عطوشي (أولمبيك آسفي)، ويحيى جبران وأيمن حسوني (الوداد) ومحمد بولكسوت (شباب المحمدية) وعبد الله خفيفي (مولودية وجدة) وعلاء أجراي (المغرب الفاسي) وإسماعيل مقدم (نهضة بركان) وحمزة مجاهد (الجيش الملكي)، وزكرياء الوردي وأنس الزنيتي (الرجاء). ولا تقدر الأندية قيمة إشراك لاعب في الموسم الأخير من عقده، إذ يمنحه ذلك فرصة إبراز مؤهلاته ورفع أسهمه، دون أن يستفيد النادي من عائدات انتقاله، وبالتالي ينطبق عليه ما ينطبق على أي لاعب معار من فريق آخر. وهناك أندية لا تفطن إلى تجديد عقود لاعبيها قبل دخولهم في السنة الأخيرة من العقد، لكن الأغلبية الساحقة لا تستطيع، لأنها تكون محرجة من التفاوض مع لاعب لم تصرف مستحقاته في وقتها. كما أن هناك رؤساء يدركون أن تمديد عقد أي لاعب، يعني تحويل منحة المردودية التي تكون في صالح النادي، إلى منحة التوقيع التي تضمن حقوق اللاعب، وهذا من الأخطاء التي ارتكبتها الجامعة أثناء سن بدعة العقود النموذجية. ثانيا، أغلب الأندية الوطنية تنظر إلى اللاعب على أنه أداة فقط لتحقيق النتيجة في المباريات، عوض أن يكون استثمارا لتحقيق أرباح مالية أخرى للنادي ولنفسه، وهذا لا يتأتى دون دعمه واحتضانه، ووضعه في إطار يساعده على تطوير مؤهلاته، ورفع قيمته. هذا هو الأهم. عبد الإله المتقي