fbpx
حوادث

حيرة بسبب انتحار طلبة

حبل المشنقة للهرب من الواقع وصمت وزارة الصحة يثير الريبة

أصبحت أخبار الانتحار بمدن الشمال وجبال الريف، عادة دورية، وكأن سكان هذه المنطقة اتفقوا على الحل السهل، والمتمثل في الهروب من مشاكلهم الغامضة إلى حدود الساعة، عبر شنق أنفسهم أو تناول أدوية سامة قاتلة، الأمر الذي أصبح يطرح جملة من الأسئلة، حول أسباب الظاهرة، وانتشارها في مناطق جغرافية بكثرة، ناهيك عن أن جل المنتحرين من النساء والشباب.
ووضع طالب جامعي حدا لحياته، شنقا بمسقط رأسه كاف الغاز، بإقليم تازة، وهو طالب بالكلية المتعددة التخصصات بتازة، وعاد قبل أيام إلى مسقط رأسه، المكان الذي اختار أن يقبض فيه روحه، إذ بعد أيام من عودته اختفى عن الأنظار، قبل أن تكتشف جثته معلقة على جذع شجرة، ما عجل بحضور عناصر الدرك الملكي، التي نقلت جثمانه إلى مستودع الأموات بتازة، وفتحت تحقيقا تحت إشراف النيابة العامة، للوقوف على الأسباب وملابسات الحادث، علما أن كل التحقيقات المشابهة التي فتحت، لم تخرج إلى العلن وليس هناك خيط ناظم بين الأحداث، لتفسيره بسبب معين أو مجموعة أسباب.
وقبل مدة وقع حادث مشابه في مراكش، ويتعلق الأمر بطالب بجامعي بكلية العلوم السملالية، قرر وضع حد لحياته شنقا، بشرفة البيت الذي يقطن به بمنطقة الداوديات، التي تعتبر منطقة استقرار جل طلبة المدينة الحمراء. وقبل أسابيع أيضا، حاول طالب بجامعة الأخوين وضع حد لحياته على المباشر، قبل أن يتدخل أصدقاؤه لإنقاذه، غير أن الأسباب في هذه الحالة واضحة نسبيا، إذ أن هذا الطالب يدعي تعرضه للظلم من قبل مسؤولي المدينة.
ولم يعد الأمر متعلقا بحالات معزولة، بل إنه يمكن القول إننا أمام ظاهرة، وتمس بدرجة أكبر مدن الشمال وجبال الريف وتاونات، وشفشاون بدرجة أكبر، إذ تعددت نداءات الاستغاثة من قبل جمعيات المجتمع المدني، قصد البحث عن الأسباب الحقيقية للظاهرة، والتصريح بالأرقام الرسمية للانتحار، ومجالها الجغرافي.
وانتقل الأمر إلى البرلمان، في الأيام الأخيرة، بعد أن طرحت إكرام الحناوي، النائبة البرلمانية عن فريق التقدم والاشتراكية، سؤالا كتابيا على وزير الصحة حول ارتفاع أعداد ضحايا الانتحار، بإقليم تاونات، إذ قالت إن “إقليم تاونات، تتحدث العديد من وسائل الإعلام عن ارتفاع عدد حالات الانتحار به، أمام صمت مختلف المسؤولين».
وأضافت البرلمانية ذاتها، في معرض سؤالها قائلة “ماهي في نظركم الأسباب الكامنة وراء تزايد ظاهرة الانتحار بإقليم تاونات؟ وهل قامت وزارة الصحة من خلال مديرية علم الاوبئة ومحاربة الأمراض، بدراسات علمية في الموضوع لمعرفة الاسباب المرتبطة بهذا الارتفاع؟ وما هي الاجراءات المتخذة من قبل وزارة الصحة وقطاعات حكومية أخرى، للحد من هذه الظاهرة وطنيا وبإقليم تاونات بشكل خاص؟”.

عصام الناصيري


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات

نود أن نشكركم على زيارتكم لموقعنا. لكننا نود أيضًا تقديم تجربة مميزة ومثيرة لكم. لكن يبدو أن مانع الإعلانات الذي تستخدمونه يعيقنا في تقديم أفضل ما لدينا.