اللبؤات يتسلحن بالجمهور لحجز بطاقة التأهل ونيجيريا مرشح فوق العادة يدخل المغرب تاريخ كرة القدم النسوية، وهو يحتضن نهائيات كأس إفريقيا للأمم في الفترة الممتدة ما بين ثاني و23 يوليوز الجاري، من أجل التتويج باللقب، والحسم في المنتخبات الأربعة المتأهلة إلى مونديال أستراليا ونيوزيلندا 2023. وقررت الجامعة تسخير إمكانياتها المالية واللوجستيكية، لإنجاح هذا العرس الكروي الهام، أسوة بالتظاهرات والبطولات القارية، التي نظمتها سابقا. وسيكون المنتخب النسوي أمام امتحان حسم التأهل إلى المونديال على الأقل، إلا أن مهمته لن تكون سهلة، بالنظر إلى قوة منافسيه، خاصة نيجيريا والكامرون وجنوب إفريقيا. مجموعة متوازنة أوقعت قرعة نهائيات كأس إفريقيا للأمم للإناث المنتخب النسوي في المجموعة الأولى إلى جانب بوركينافاسو والسنغال وأوغندا، ما يعني أنها متوازنة، مقارنة مع المجموعتين الثانية والثالثة، واللتين ضمتا منتخبات قوية. ويفتتح المنتخب النسوي منافسات المجموعة الأولى، اليوم (السبت)، عندما يواجه نظيره البوركينابي بملعب المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله في الرباط، على أن يلتقي المنتخبان السنغالي والأوغندي، غدا (الأحد)، على أرضية الملعب نفسه. ورغم قوة المنتخبين الوطني والسنغالي، المرشحين بقوة لبلوغ المربع الذهبي، إلا أن أوغندا يبقى الحصان الأسود في هذه المجموعة، لما قدمه من مردود جيد في المباريات الإعدادية الأخيرة، خصوصا أمام زامبيا، التي فاز عليها بخمسة أهداف لصفر، ناهيك عن انسجام خطوطه. وسيحاول المنتخب النسوي استغلال خبرة مدربه رينالد بيدروس وتمرس لاعباته، خاصة المحترفات، من أجل الذهاب بعيدا في هذه البطولة الإفريقية، وبالتالي التأهل للمونديال، على غرار إنجاز الأسود، الذين تأهلوا إلى كأس العالم بقطر 2022، للمرة الثانية على التوالي. الكامرون أبرز مرشح يتوفر المنتخب الكامروني على سجل تاريخي جيد في الكرة النسوية، بعدما بلغ المبارة النهائية لنيل لقب كأس إفريقيا ثلاث مرات، دون أن يتمكن من التتويج به، بعد خسارته أمام نظيره النيجيري سنوات 2004 و2014 و2016. ويبقى المنتخب الكامروني أبرز المرشحين للتأهل إلى نصف النهائي، عندما أوقعته القرعة في مجموعة في المتناول أمام زامبيا وتونس وتوغو. ومن المنتظر أن يرافق المنتخب الزامبي نظيره الكامروني إلى نصف النهائي، بالنظر إلى توفره على لاعبين جيدين، مقارنة بالمنتخبين التونسي والتوغولي. وكشفت مصادر مطلعة، أن صامويل إيطو، رئيس الاتحاد الكامروني لكرة القدم، اجتمع بالطاقم التقني واللاعبات قبل المجيء إلى المغرب، لتحفيزهم على بذل مجهودات مضاعفة، من أجل الفوز باللقب الإفريقي للمرة الأولى في تاريخه، والتأهل إلى المونديال. وستجرى مباريات هذه المجموعة في ملعب مركب محمد الخامس في البيضاء. نيجيريا الأقوى يعد المنتخب النيجيري النسوي أقوى المنتخبات الإفريقية على الإطلاق، بعدما شارك في المونديال العديد من المرات، ناهيك عن تتويجه بلقب كأس إفريقيا 10 مرات، سنوات 1991 و1995 و1998 و2000 و2002 و2004 و2006 و2010 و2014 و2016. وسيتبارى المنتخب الوطني في المجموعة الثالثة إلى جانب منتخبات جنوب إفريقيا وبوروندي وبوتسوانا، إذ يملك حظوظا وافرة لحسم تأهله إلى المربع الذهبي، شأنه شأن منتخب جنوب إفريقيا، الذي احتل المركز الثالث في مناسبتين. وينتظر أن تقتصر المنافسة على التأهل عن المجموعة الثالثة، التي ستجرى على أرضية ملعب مركب مولاي الحسن في الرباط، بين المنتخبين النيجيري والجنوب إفريقي، بالنظر إلى قوتهما في القارة الإفريقية، علما أن كلاهما شاركا في نهائيات كأس العالم. ورغم أن حظوظ نيجيريا وجنوب إفريقيا واردة للتأهل إلى المربع الذهبي، إلا أن عنصر المفاجأة يبقى واردا في المجموعة الثالثة، بالنظر إلى رغبة بوروندي وبوتسوانا في تقديم عروض جيدة في هذه النسخة. المنتخب... الثامن إفريقيا حقق المنتخب النسوي قفزة نوعية في التصنيف الدولي للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" في السنوات الأخيرة، بعدما كان يتذيل الترتيب العام قبل خمس سنوات. وباتت اللبؤات في المركز 77 عالميا، والثامن على المستوى الإفريقي برصيد 1320، متخلفا عن منتخبات نيجيريا، الأول إفريقيا، والكامرون وجنوب إفريقيا وغانا وكوت ديفوار وتونس وغينيا الاستوائية. ويتقدم المنتخب النسوي على العديد من المنتخبات الأوربية، ضمنها السويد، كما يراهن على الارتقاء في الترتيب في حال بلوغ المربع الذهبي لكأس أمم إفريقيا. "تيتريت" تميمة البطولة تعني النجمة باللغة الأمازيغية وترمز إلى اللبؤة كشفت اللجنة المنظمة لنهائيات كأس إفريقيا لكرة القدم النسوية، المقرر إجراؤها بالمغرب في الفترة بين 2 و23 يوليوز الجاري، عن تميمة الدورة 12، التي أطلق عليها "تيتريت"، بالأمازيغية المغربية العريقة، والتي تعني النجمة. وأعلنت "كاف" أن تميمة الدورة المقامة بالمغرب، تجسد لبؤة في إشارة إلى أسود الأطلس، وترمز إلى القوة والشجاعة، وإلى الشخص الفخور والمعتز بكرامته، والمتميز بالصرامة والعزم والتصميم، وتتضمن التميمة الأحمر والأخضر ألوان الراية المغربية وقميص المنتخب الوطني، إضافة إلى وضع اللبؤة تاجا تقليديا مغربيا أصيلا، وهو عبارة عن جوهرة تقليدية مغربية، في الوقت الذي ترتدي فيه سلهاما مغربيا تقليديا، في قالب يجمع بين الأصالة والمعاصرة، وهو ما يمنح اللبؤة أنوثة معينة. ويعتبر ارتداء "تيتريت" الحذاء الرياضي في قدمها بمثابة تذكير بأن الأمر يتعلق بلعب كرة القدم، وأنها مستعدة للعب والمساهمة في الأجواء الاحتفالية، لكأس إفريقيا لكرة القدم النسوية، في الوقت الذي ترمز فيه قبضتها المرفوعة إلى التصميم والمثابرة، التي أظهرتها لاعبات كرة القدم في المنافسات، وهي الصفات التي ستكون ضرورية للمواجهات القوية، التي تنتظرهن في كأس الأمم الإفريقية للكرة النسوية 2022. وتجمع التميمة جميع مكونات الشعب المغربي، باستحضار ملابس وأدوات عريقة، ترمز إلى الهوية والأمة المغربية، وإلى أسد الأطلس، الذي يرمز إلى القوة والشجاعة، وعزة النفس، وعراقة الثقافة المغربية وعمقها الإفريقي. إلا: البطولة ستعرف مستجدات كثيرة رئيسة العصبة الوطنية قالت إن المنتخب قادر على بلوغ المونديال قالت خديجة إلا، رئيسة العصبة الوطنية لكرة القدم النسوية، إن هذه الدورة ستعرف بعض المستجدات، ستؤكد نجاح المغرب في تنظيم التظاهرات الكبرى. وأضافت إيلا في حوار مع «الصباح»، أن المنتخب الوطني قادر على الذهاب بعيدا في هذه المنافسة، وبلوغ نصف النهاية على الأقل، وضمان مقعد له بمونديال أستراليا ونيوزيلندا. ما هي أبرز مستجدات هذه الدورة؟ هذه النهائيات لأول مرة على أرضنا هنا بالمغرب. ونجح المغرب أخيرا في احتضان تظاهرات عالمية وإفريقية كبرى، وهي فرصة أخرى لإثبات الريادة المغربية في المجال الرياضي على الصعيد الإفريقي. والأكيد أن هذه الدورة ستعرف العديد من المفاجآت السارة، والتي سيكشف عنها في حينها، لنؤكد للعالم أن المغرب دائما ملتزم بالتعهدات التي يأخذها على عاتقه. كيف ترين حظوظ المنتخب الوطني النسوي في هذه الدورة؟ على مدار موسم و نصف الموسم، خاض المنتخب الوطني النسوي العديد من المباريات الإعدادية، وشارك في منافسات في نيجيريا وغانا، وأجرى أيضا مباريات مع منتخبات أوربية، ويتعلق الأمر بإسبانيا ومالطا، وفاز تقريبا بمعظمها، إذ أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وفرت له كل الوسائل الممكنة، من أجل الاستعداد الجيد وفي أحسن الظروف لكتيبة بيدروس. وبطبيعة الحال، الجميع ينتظر من المنتخب النسوي أن يحقق آمال وتطلعات الجمهور المغربي، المطالب بمؤازرة اللبؤات، من أجل تحقيق نتيجة جديدة، خاصة في المباراة الأولى أمام بوركينافاسو، اليوم (السبت). هل تعتقدين أن المنتخب قادر على التتويج وحصد بطاقة التأهل للمونديال؟ بحسب ما عاينت من أداء ونتائج المنتخب النسوي في جميع المباريات الإعدادية التي خاضها، أعتقد أن منتخبنا الوطني قادر على أن يدون اسمه ضمن المنتخبات الأربعة، التي ستخوض النصف النهائي، وقادر أيضا على ضمان مقعد مؤهل مباشر لنهائيات كأس العالم بأستراليا و نيوزلندا. أين وصل مشروع تطوير الكرة النسوية؟ ما زلنا نعمل من أجل تحسين جميع الجوانب المتعلقة بتطوير كرتنا المحلية. ليس من السهل القول إننا انتهينا من ذلك، بحكم أننا ما زلنا في بداية الطريق لكن الوضع العام، يؤكد أننا في الطريق الصحيح لتقوية المنافسات على جميع الأصعدة، وتحقيق نهضة للكرة النسوية على الصعيد القاري، وهذا ينسجم مع إستراتيجية الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، التي تتوافق إلى حد كبير مع إستراتيجية الاتحاد الدولي، الذي يولي اهتماما كبيرا للكرة النسوية، وهذا ما أكده جياني إنفانتينو في العديد من تصريحاته وخطاباته الرسمية. ما هي حصيلة زيارتك لأمريكا وإسبانيا؟ في أمريكا كان الأمر مدهشا وبفارق كبير عما عاينته في زيارتي للدول الأوربية، إذ أن الولايات المتحدة الأمريكية قطعت أشواطا عديدة، من أجل نشر لعبة كرة القدم بتقديم امتيازات حقيقية بدءا من المدارس والجامعات، وتوفير كل السبل الممكنة، من أجل جعل الفتاة مسؤولة أمام اختيارها للعب كرة القدم، وليس فقط هواية ومن هنا يظهر الالتزام الحقيقي الذي ينعكس على سيطرتهم على الكرة العالمية. أما في إسبانيا، فاستعرض الاتحاد المحلي طرق تطوير كرة القدم، وقمنا أيضا باستعراض خارطة الطريق، لتطوير منظومة كرة القدم الوطنية، ووجدنا اختلافات بسيطة جدا، إذ أن الإسبانيين بدورهم في طريقهم لجعل الدوري الاسباني النسوي في خارطة الطريق نحو تحقيق الاحتراف. ماذا ينقص الكرة النسوية لتصدر الكرة الإفريقية؟ لبلوغ الصدارة الإفريقية يجب علينا في البداية الحفاظ على المكتسبات والعمل على فرض شخصية قوية للمنتخب الوطني، والحفاظ عليه من التصدعات و الخلافات، وإحداث ديناميكية قوية للمنافسات المحلية مع دعم إعلامي وتلفزيوني، ومواكبة حقيقية لكرة القدم النسوية، ولا ننسى أيضا دعم الأندية، من أجل تحقيق النتائج الإفريقية للأندية البطلة. إعداد: صلاح الدين محسن وعيسى الكامحي