الضعيف مستشار التوجيه أكد أن أغلب التلاميذ ينسون تتبع مستجدات مؤسسات التعليم العالي قال عبد العلي الضعيف، المستشار في التوجيه التربوي بمديرية فاس، إن التلاميذ الحاصلين على الباكلوريا تواجههم تحديات كبيرة تتعلق بالاختيار والإمكانيات المادية والنمط التعليمي واختلاف طريقة التدريس، متحدثا عن جهل فئات عريضة لمسارات التعليم في المؤسسات ذات الاستقبال المفتوح أو المحدود. وأكد أن أغلب التلاميذ يهتمون بالتحصيل الدراسي وينسون تتبع الأخبار والمستجدات حول مؤسسات التعليم العالي. وأكد وجود عقبات تعترضهم وتتعلق بانقضاء آجال الترشح لمدارس بالمغرب وخارجه وكيفية تهييء الملفات. أجرى الحوار: حميد الأبيض (فاس) الحصول على الباكلوريا قد يبدو أسهل من اختيار المسار ما بعدها. بم تنصح الحاصل على هذه الشهادة؟ شهادة الباكلوريا هي تتويج لمسيرة دراسية ناهزت 12 سنة فأكثر، حصل فيها التلميذ (ة) على مجموعة من المهارات والكفايات تؤهله لاستكمال المسار بمختلف تفرعاته. وهناك فئة لا يستهان بها، لا تحمل هاجس النجاح في الباكلوريا بقدر ما تحمل هاجس ما بعدها، باعتبار أنها ضمنت النجاح في إطار 50 في المائة من نقط الامتحان الموحد الجهوي والمراقبة المستمرة للثانية باكلوريا. والمنظومة التربوية وفي ظل الإصلاحات الأخيرة، تراهن على توطيد فكرة بناء مشروع شخصي لكل تلميذ، انطلاقا من نهاية التعليم الابتدائي، وبالتدرج لغاية الحصول على شهادة الباكلوريا، بغية إكسابه المعارف والمهارات والكفايات التي تمكنه من تحديد أهداف مستقبلية واضحة. يرتبط التوجيه ما بعد الباكلوريا، بالميزة المحصل عليها وقدرات التلميذ. فما هي الآفاق المفتوحة بعد نيل هذه الشهادة؟ التوجيه التربوي عادة ما يرتبط بمعرفة الخصائص الذاتية لكل تلميذ، وكذا معرفة المسارات الدراسية والمحيط المهني. فخلال المسار الدراسي وأثناء بناء المشروع الشخصي ولو بطريقة غير واعية وبتفاعل مع مختلف المساعدين في هذا البناء، تتكون لدى التلميذ مجموعة من الأفكار حول المستقبل المنشود. وللإشارة، فقط فإن ولوج مؤسسات ما بعد الباكلوريا، يختلف في مجمله من واحدة إلى أخرى من حيث الشروط. ويبقى الولوج للمؤسسات ذات الاستقطاب المحدود مرتبط بفئة معينة غير موحدة. كما أن الترشيح لمجموعة من المؤسسات يبدأ قبل اجتياز امتحان الباكلوريا ببضعة أشهر. إن العرض المقدم لما بعد الباكلوريا، متنوع ومرتبط بالرغبة والقدرة وطبيعة المسلك، كما أن هذه الدراسة بعد الباكلوريا، ليست ثابتة. ويبقى قرار اختيار عدد سنوات الدراسة، بيد التلميذ الحاصل على الباكلوريا ومحيطه، وبتشاور بينهما حتى يكون الاختيار مناسبا والنجاح ممكن بنسبة كبيرة. ما هي المسارات الدراسية ما بعد الباكلوريا، التي تنصح حائز الشهادة باختيارها؟ المسار الدراسي الأنسب هو الذي بني وفق رؤية استشرافية في إطار مشروع شخصي وباستشارة مع أفراد المحيط انطلاقا من الأسرة والمؤسسة والمتخصصين في التوجيه التربوي وكل من باستطاعته المساعدة. فالاختيار الأنسب يلزم أن يستحضر القدرات الذاتية الصحية والدراسية والمادية، والمحيط والمسالك المتاحة وفرص الشغل. والأهم هو الرغبة والطموح في الوصول إلى هدف محدد المعالم مع وضع بدائل في حالة عدم تحقيق المبتغى. وأحسن مسار دراسي هو ذاك الذي يكون فيه الطالب محفزا ومتفوقا، ويتيح له مجالا أوسع من فرص الشغل. ولوج المؤسسات ذات الاستقبال المحدود، مرهون بالمعدلات واجتياز المباريات، فما رأيك؟ تختلف المؤسسات ذات الاستقطاب المحدود في انتقاء التلاميذ من واحدة إلى أخرى. ومطلوب من التلاميذ معرفة طريقة الانتقاء لأنها توفر عليهم جهدا كبيرا، فهناك من يركز على المعدل العام فقط وهناك من يأخذ نسبا محددة بين المعدل العام الوطني والجهوي والمراقبة المستمرة. وهناك أيضا من يأخذ بعض مكونات المواد الدراسية بنسب معينة، ومن يأخذ صيغا أخرى. كما أن الامتحانات الشفوية تختلف بين مجموعة من المؤسسات، وهناك من يعتمد على الفحص الطبي أو على أعمال تطبيقية. والمعدل الجيد وحده لا يكفي، فمسألة عتبات الانتقاء تخضع لمبدأ العرض والطلب. ودائما ما ننصح التلاميذ، انطلاقا من مرحلة التعليم الإعدادي بنقطتين هامتين، هما المفتاح للوصول إلى المبتغى، وهما تنظيم الوقت خارج أوقات الدراسة بالمؤسسة، والتهييء والتحضير القبلي للدروس والمراجعة البعدية. تبقى الجامعة ملاذ من لا معدلات له لولوج غيرها، ما يجعل مستقبل الطالب فيها مجهولا، أليس كذلك؟ للأسف الشديد، هذا يمثل فكرة لفئة كبيرة من المجتمع، بأن الجامعة هي ملاذ لمن لم يقبل في مؤسسة ذات الاستقطاب المحدود. وهناك فكرة ينبغي أن يؤمن بها الطالب، وهي أن مسيرة جديدة تبدأ بعد كل محطة إشهادية، إن بعد السادس ابتدائي أو الثالثة إعدادي أو الثانية باكلوريا. وبعد الباكلوريا يلج الطالب تخصصا معينا يشترط فيه بعض المستلزمات الدراسية القبلية، وبالعزيمة والرغبة والإرادة والجد، يحصل الطالب على المعدل المرغوب ويصل إلى الهدف المنشود. فأغلب مؤسسات الاستقطاب المحدود تتيح فرصة ولوجها كذلك انطلاقا من المسار الدراسي الجامعي. ما هي التحديات التي تواجه التلاميذ بعد الباكلوريا؟ أول تحد هو اتخاذ القرار المناسب في اختيار المؤسسة التي سيلجها الطالب لاستكمال دراسته، بعد حصوله على الباكلوريا، ثم يأتي بعد المؤسسة عن مقر السكن بالنسبة للذين يدرسون في مدينتهم أو خارجها. وهناك أيضا الإمكانيات المادية واللغة بالنسبة للشعب العلمية أو لمن يود الدراسة في الخارج وكذا النمط التعليمي الذي يختلف عما كان مألوفا في الثانوي، إذ يعتمد نظام الوحدات والمجزوءات. كما أن طريقة التدريس تختلف وتتطلب مهارات مثل أخذ النقط. وكنصيحة مني للحاصلين على الباكلوريا، أقول إن البعض قد يضطر لتضييع سنة أو سنتين، ويأخذ مسارا صحيحا، ولا يشكل ذلك فشلا بالمرة، فكم من ناجح لم يحصل على ما يريده مباشرة بعد النجاح واضطر في السنوات الموالية بعدما اكتسب خبرة وتمرسا، إلى إعادة المحاولة لما يبتغي ونجح كثيرون في ذلك طبقا للمثل "خطوة للوراء لأجل خطوتين للأمام". ما هي العراقيل التي يجدها التلميذ، في اختيار مصيره وماذا عن معرفته بالمؤسسات المفتوحة في وجهه ودرجة تسويقها؟ يمكن أن نقول إن هناك إكراهات أو صعوبات، فأغلب التلاميذ يهتمون بالتحصيل الدراسي، وينسون تتبع الأخبار والمستجدات حول مؤسسات التعليم العالي. وأهم عقبة يواجهها التلاميذ هي انصرام آجال الترشح لمجموعة من المدارس سواء كانت داخل المغرب أو خارجه، إلى جانب تهييء ملفات الترشيح وضبط صيغها التي تختلف من مؤسسة إلى أخرى، ثم وجود بعض المواقع الإلكترونية التي لا تحين المعلومات أو تعطي معلومات خاطئة. كما أن المشكل المادي يكون عائقا كبيرا في وجه مجموعة من التلاميذ خاصة غير القاطنين في مدن مؤسسات التكوين خاصة الإناث منهم، إضافة إلى مشكل اللغة بالنسبة للعلميين سيما في الستة أشهر الأولى في ما يخص المعربين. في سطور مستشار في التوجيه التربوي بمديرية وزارة التربية الوطنية بفاس حاصل على ماستر في الرياضيات التطبيقية كلف بعدة مشاريع ذات طابع تربوي مكون في مجالات التوجيه التربوي والبيداغوجيا الفارقية والمعلوميات حاصل على شهادة مدرب في المهارات الحياتية من المنظمة الدولية للشباب