الدكتورة أومليل قالت إن بعض من يعانون خللا في تكوين العظام يعيشون "أقزاما" قالت الدكتورة مينة أومليل، طبيبة اختصاصية في طب الأطفال، إن التأخر في النمو له أسباب كثيرة، منها ما هو متعلق بسوء التغذية، وما له علاقة بأمراض أو أسباب هرمونية وجينية، مبرزة أن العلاج يكون حسب المرض الذي نتج عنه تأخر في النمو، وبالتالي فكل حالة لها علاج خاص بها. في ما يلي نص الحوار: < قبل الحديث عن تأخر النمو، يجب أن نعلم أن نمو الأطفال يختلف حسب العمر والجنس والبيئة، فتشخيص تأخر النمو يكون بقياس وزن وطول الطفل، ومقارنته مع أطفال في سنه، وهناك منحنى يبدأ بالحد الأدنى وينتهي عند الحد الأقصى، للطول والوزن العادي، لهذا نأخذ حسابات الطفل، ونطبقها على المنحى، فإذا كانت حساباته تدخل في المساحة العادية، فهذا أمر جيد، في حين إذا كان خارج تلك المساحة، فسيكون إما نحيفا أكثر من اللازم أو قصيرا أو طويلا حسب منحنى النمو العادي. < هناك أسباب متعددة، بعضها له علاقة بالتغذية والجهاز الهضمي، وأخرى لها علاقة بالهرمونات والتكوين الجيني وتكوين العظام. ونبدأ بالأكثر شيوعا وهو سوء التغذية، كما وكيفا، إذ هناك أطفال لا يحصلون على كميات كافية من المواد الأساسية (بروتينات، حديد، فيتامينات، سكريات، ذهنيات)، بسبب أمراض تؤدي إلى فقدان الشهية، أو يميلون إلى أغذية لا تتوفر على القدر الكافي من هذه المواد، وبالتالي يواجهون مشاكل في الطول والوزن. والسبب الثاني هو الإصابة بمرض "سيلياك"، والذي يسبب للجسم حساسية زائدة تجاه "الكلوتين"، وهو مادة في القمح. وهناك أسباب أخرى تتعلق بأمراض مزمنة مثل الربو، وبالتالي يضطر الطفل إلى تناول مادة "الكورتيزون" بكميات كثيرة، ما يساهم في تأخر النمو أيضا، ناهيك عن أمراض مثل السرطان. توجد بعض الأمراض التي تؤخر النمو، لها علاقة بالهرمونات، من قبيل أمراض تتعلق بنقص في الغدة الدرقية أو غدة النمو، ويمكن للطبيب أن يلاحظ هذا الأمر بداية من مرحلة الحمل، وهناك أسباب أخرى متعلقة بالجينات، مثل متلازمة "تيرنر"، وتتمثل في نقص كروموزوم 0x45، وبالتالي يسبب تأخرا في النمو عند البنات. ويمكن أن يكون لطول الأم والأب علاقة بتأخر نمو الطفل، إذ هناك أسر قصيرة وأخرى طويلة، لأن الجينات تؤثر في النمو، وهناك بعض أمراض العظام، فإذا أصيبت عظام الساق أو الفخد أو العمود الفقري، فهذا يمكن أن يؤثر على طول الطفل. < يمكن أن يكون التأخر في النمو نتيجة لمرض مزمن، فالأطفال الذين يعانون تشوهات في القلب أو قصورا كلويا، فهذا الأمر يؤثر على النمو، ولدينا أطفال يحملون أمراضا جينية خاصة. ويتأثر الأطفال المصابين بداء فقدان المناعة بتأخر النمو، لأنهم يتعرضون لتعفنات صعبة، ويضطرون للخضوع للعلاج في المستشفى، ويفقدون الشهية وبالتالي تأخر في النمو، وهناك أيضا عملية استئصال جزء كبير من الأمعاء، التي تساعد في امتصاص المواد الغذائية الأساسية. < هناك اختلاف على مستوى التدخل العلاجي، فإذا كان الطفل يعاني مرضا معينا، ينصب العلاج على علاج المرض لاستئناف النمو، أما إذا كان الأمر متعلقا بحساسية "الكلوتين"، فيتوقف الطفل عن أكل القمح، ويسترجع بدوره نموه العادي. وهناك أطفال يحتاجون علاجا بمنحهم المزيد من الهرمونات، من قبيل هرمون الغدة الدرقية أو هرمون النمو، بمعنى أن العلاج يختلف، وكل حالة تعالج حسب المرض الذي جعل نموها يتأخر. ومن جهة أخرى، نجد أن بعض الأمراض التي تصيب العظام، ليس لها علاج، وبالتالي يبقى الطفل قصير القامة أو قزما، لأن الأمر يتعلق بتشوه خلقي، والعظام تنمو بطريقة غير عادية. وتجدر الإشارة إلى أن بعض الأسرة تمنح أطفالها، الذين لاحظت لديهم مشكل في النمو، هرمونات النمو دون استشارة الطبيب، وتعتبر الأمر محمودا، غير أنه وجب الانتباه إلى ضرورة الامتناع عن هذا الفعل، لأن هذا العلاج لا يصلح للجميع، وبالتالي تجب مراجعة الطبيب لتشخيص الحالة، ومنحها العلاج المناسب. أجرى الحوار : عصام الناصيري في سطور - طبيبة اختصاصية في طب الأطفال - أستاذة سابقة في التعليم العالي بكلية الطب والصيدلة بجامعة الحسن الثاني بالبيضاء - عضو مؤسس للمجلة المغربية لأمراض الطفل