الإستراتيجية الجديدة تتوخى تغطية شاملة وضبطا أكثر لمخالفات السير تميز حضور أمن المرور بالمجال الحضري للجديدة منذ مدة طويلة، بضعف في تغطية أهم شرايين السير والجولان، ما كان من عوامل تسيب كبير من طرف مستعمليها، وخاصة أصحاب الدراجات النارية، وهو الأمر الذي كان مسؤولا عن رفع معدل المخالفات وحوادث سير مميتة، ولوحظ منذ تعيين حسن خايا على رأس الأمن الإقليمي للجديدة، نزوعا نحو القطع مع مراحل سابقة، وتبني إستراتيجية جديدة أسست لإعادة انتشار عناصر أمن المرور على مختلف النقط الحساسة ، مع مؤازرتها بعناصر دعم عززت شعور المواطنين بالأمن. ففي أوقات سابقة كان أمن المرور بالجديدة محط لغط متواصل من طرف عموم المواطنين، كون الهيأة الحضرية لم تستطع تجاوز شعور هؤلاء المواطنين، بأن توزيع عناصر الأمن يتم بانتقائية ملحوظة، إذ تشمل التغطية مدارس خصوصية وبعثات أجنبية ومؤسسات تابعة للدولة، بينما تغيب في محيط مدارس عمومية ونقط مرور مصنفة بالنقط " السوداء "، على خلفية ما شهدته من حوداث خلفت قتلى ومعطوبين. وكان لابد من تعيين رئيس جديد على رأس الأمن الإقليمي للجديدة، منذ أزيد من ثمانية أشهر، ومن خلق تغيير جذري في التوزيع اليومي لعناصر أمن المرور، وفق مبدأ تكافؤ الفرص وعدالة مجالية يكون لها الوقع الإيجابي على الجميع . واتضح أن سياسة إعادة انتشار أمن المرور، ركزت بالأساس على الاستعانة بعناصر الدعم وأيضا بإخراج عناصر المرور الذين التحقوا في فترات متعددة للعمل بالمكاتب داخل إدارة الأمن الإقليمي ، وإلحاقهم مجددا بالعمل الميداني الذي مارسوه في أوقات سابقة . وبدا ذلك واضحا على تعميم الحضور الأمني بمختلف المدارات الرئيسية بالمدار الحضري للمدينة، وهي مدارات سيدي يحيى والكليات والمقاطعة الإدارية الرابعة وإلياس والمحيط وإبراهيم الخليل وتقاطع الطرق عند صهريج المياه وعند مركب العدالة ووسط المدينة وعند تقاطع الطرق بشارع جبران خليل جبران . وارتفع عدد عناصر أمن المرور بمدارة سيدي يحيى على سبيل المثال إلى ثمانية عناصر في أوقات الذروة ، مع مواصلة عملهم إلى ساعة متأخرة بارتداء صدريات تظهرهم من بعيد لمستعملي الطريق . وتتم الاستعانة على مدار اليوم بالفرقة المتنقلة للسير الطرقي، التي تعتمد على التحرك بدراجات نارية، خاصة في محاور رئيسية بكل من طريق الوليدية وشارع بئر انزران وشارع محمد الخامس وشارع النخيل . وتلعب سيارات الأمن الثابتة المعدة للتدخل والمؤازرة أمام الحي البرتغالي والمقبرة اليهودية والكنيسة المسيحية بالبلاطو ومعهد البعثة الفرنسية وشارع النصر وشارع الزرقطوني، دورا إيجابيا في إظهار الأمن العمومي في نقط مرور حساسة ولها جاذبية كبرى في التنقلات اليومية لسكان المدينة والمتوافدين عليها . ومكنت هذه الإستراتيجية الجديدة من حلول نتائج على الواقع، منها ضبط أكثر لمخالفات قانون السير، ورفعت منسوب احترام هذا القانون من طرف مستعملي شرايين المرور، وكل ذلك حسب متتبعين كان له الأثر في خفض معدل الحوادث المميتة، وأن ما يقع منها أضحت حوادث معزولة مرتبطة في الغالب بتهور بعض أصحاب الدراجات النارية ،التي كانت موضوع تضييق من قبل هذه الإستراتيجية، وأثمرت حجز المئات من الدراجات التي لا تتوفر على "بوليصة" التأمين والخوذات الواقية والترقيم وتغيير مواصفاتها التقنية وكان عدد منها يسخر في عمليات سرقة بالخطف، خاصة بحي المطار. عبدالله غيتومي (الجديدة)