fbpx
مجتمع

سطوة أثرياء تحول مسار حافلة

قد يبدو العنوان مثيرا، أو يشير إلى سلوك يترفع عنه الأثرياء ويدخل في خانة الجرائم، لكن الأمر هنا يتعلق بتحويل وجهة حافلة، لم يتم بتهديد السائق وحمل السلاح ضده، بل بمكالمة هاتفية من ثري، أسفرت عن ارتكاب سلوكات خارجة عن القانون والضوابط، وأفرزت مئات المتضررين، بعد إبعاد خط نهاية حافلة للنقل الحضري من المحطة الرسمية لها، إلى مكان آخر بعيد بحوالي كيلومتر.
أما أسباب هذه السلوكات فهي تلبية رغبة هذا الثري، الذي لا يطيق تجمهر المواطنين وانتظارهم وصول الناقلة العمومية، فهذا منظر لم يستسغه ولا يطيقه، وبمكالمة هاتفية أفلح في إبعاد “صداع الرأس”، ومضاعفة معاناة البؤساء بدفعهم إلى قطع مسافة تزيد على كيلومتر مشيا إلى المحطة الوهمية الجديدة، التي استحدثت بدون محضر أو علم عمدة البيضاء، ومسؤولي النقل الحضري، ولا حتى استشارة باقي المتدخلين من مطافئ ورجال أمن وغيرهم، بل اختير لها مكان خطير بمدارة تعرف حوادث متكررة.
الواقعة حدثت بالعاصمة الاقتصادية، التي تتباهى بمصالحها الإدارية في المراقبة والزجر وغيرها، وزعيم هذه السلوكات مالك مطعم فتحت أبوابه حديثا، ومسؤول على تدبير النقل بالمدينة.
خط النقل الحضري رقم 11 تم تقليصه، إذ عوض نهايته المحددة بشارع السلاوي عند مدارة شاطئ لالة مريم، تراجع إلى شارع طانطان عند مدارة خطيرة تقع قرب عمارات محاذية للتقطع مع شارع المقبرة المسيحية. وأجبر الركاب بموجب هذا الترحيل العشوائي لنهاية الخط، على قطع مسافة كيلومتر للوصول إلى الشاطئ، وأكثر منها بالنسبة إلى المستخدمين والمستخدمات بالمركز التجاري المحاذي للمطعم الأمريكي، وتزداد المسافة عناء للمتوجهين إلى كورنيش عين الذئاب ومسابحه.
الخط 11 أقدم من المطعم الحديث الذي تزعم صاحبه قرار إبعاده، وهو يربط سباتة وسيدي عثمان وأحياء أخرى بعيدة بالشاطئ، ويعد أهم مسار للنقل بالعاصمة الاقتصادية، وكان منتظرا أن يتم تمديد خطه إلى كورنيش عين الذئاب، لكن في زمن المد العمراني يتم تقليص مساره حافلة الشعب وفرض معاناة على المواطنين.
استياء يومي للركاب منذ أن أصبحوا ينزلون بعيدا عن شاطئ لالة مريم، واستغراب من تغيير مسار بمكالمة هاتفية، في الوقت الذي تخضع فيه هندسة خطوط النقل العمومي وتثبيت محطاتها لمساطر معقدة تتدخل فيها السلطة المحلية والأمن والوقاية المدنية والجماعة وغيرها من الأطراف.
المصطفى صفر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى