fbpx
خاص

“جدري القردة”… الخطر القادم من إفريقيا

مواطنون قلقون رغم التطمينات خاصة أن الإصابة قد تكون خطيرة وقاتلة بالنسبة إلى الأطفال

ما أن استبشر المغاربة خيرا برفع الإجراءات الاحترازية ضد “كوفيد 19″، وبتراجع حالات الإصابة الخطيرة والمميتة بالوباء الذي أوقف الزمن العالمي أكثر من سنتين كاملتين، حتى عاد القلق والرعب ليستوطنا قلوبهم، هذه المرة بسبب “جدري القرود”، الذي كان متمركزا في 11 دولة إفريقية فقط، لا يخرج منها، قبل أن يبدأ انتشاره فجأة عبر العالم، بدون أسباب واضحة.
ورغم أن وزارة الصحة طمأنت المواطنين وأكدت سيطرتها على المرض، رغم تسجيل حالة واحدة وافدة من الخارج، ورغم استبعاد الخبراء في منظمة الصحة وغيرها، أن يكون الأمر متعلقا بتغير في الفيروس، أو بوباء يشبه “كوفيد 19″، إلا أن الخوف ظل يلازم المغاربة، خاصة حين علمهم أن الإصابة تكون خطيرة لدى الأطفال، وقد تصبح قاتلة.

في هذه الورقة، محاولة لفهم أسباب تفشي المرض عالميا، وكيفية التحكم في سلسلة العدوى، ومدى خطورته وكيفية الشفاء منه وطرق العلاج.

لا يشبه “كورونا”

الدكتور حمضي أكد أنه لا ينتقل بسهولة من الإنسان إلى الإنسان وأنه يحتاج 21 يوما للشفاء منه

قلل الدكتور الطيب حمضي، الباحث في السياسات الطبية، من خطورة انتشار مرض “جدري القرود” على غرار ما وقع مع وباء “كوفيد 19″، مؤكدا أن الأمر يتعلق بفيروس لا ينتقل بسهولة من الإنسان إلى الإنسان، وموضحا أن القلق العالمي بخصوصه، يتعلق بسؤال لماذا أصبح فجأة ينتشر بهذه السرعة، في حين كان من النادر تشخيصه خارج 11 دولة إفريقية تعرف انتشارا للمرض، مستبعدا أن يتم اللجوء إلى تشديد الإجراءات الاحترازية، على المسافرين، أو الإغلاق مثلما حدث في جائحة “كورونا”.
وقال حمضي، في اتصال مع “الصباح”، إن الخبراء يستبعدون تغيرا في الفيروس، ويعتقدون أن الأمر يتعلق ربما بأحداث أو تظاهرة عرفت لقاءات حميمية كثيرة، في دول مختلفة.

ودعا الدكتور الباحث، إلى الحذر واليقظة والاحتفاظ بالإجراءات الوقائية، وعلى رأسها التباعد ونظافة اليدين، التي يمكن أن تحمينا من “جدري القردة” ومن الالتهابات الكبدية التي تصيب الأطفال، والتي لا يعرف إلى الآن سببها، ومن “كوفيد 19” الذي سيقتل العديد من الأرواح في الأشهر المقبلة، وذلك في انتظار تكسير سلسلة العدوى في الأسابيع أو الأشهر القليلة المقبلة، ونصح كل من شعر بأعراض الحمى وألم المفاصل وظهور طفح جلدي، بزيارة الطبيب.

وأوضح حمضي أن المغرب سجل حالة وافدة من الخارج، وبالتالي لا يعرف انتشارا محليا للمرض، الذي لا يمكن الحديث عنه إلا في حالة تشخيص حالات داخل البلاد لم تأت من الخارج، ولم يكن لديها اتصال بشخص آخر مصاب، من خارج المغرب، مضيفا أن المريض، حين تتأكد إصابته، يتم عزله مدة 21 يوما، يتم خلالها علاج كل الأعراض، بما فيها الطفح الجلدي، وتعطى له كميات كبيرة من الماء من أجل التئام جروحه، ليخرج بعد ذلك من العزل، بعد أن أصبحت إصابته غير معدية. وقال، في الاتصال نفسه: “عموما، تشفى الحالات بدون مشاكل، حين يتعلق الأمر بشباب أو بالغين لا يعانون أمراضا مناعية”.

أما بالنسبة إلى المخالطين، فيخضعون للفحوصات الضرورية ويمكن أن يحصلوا على لقاح خاص بمرض الجدري الإنساني الذي تم القضاء عليه قبل سنوات، والذي تصل فعاليته ضد “جدري القرود” إلى 85 في المائة، حسب حمضي، الذي أضاف قائلا: “لا يوجد لقاح أو دواء خاص ضد جدري القرود، ولكن توجد لقاحات مهمة من الجيل الثالث موجهة ضد الجدري الإنساني، ولديها فعالية كبيرة. وهي اللقاحات التي تعطى فقط للحالات الإيجابية التي يتم التأكد منها لدى المخالطين الذين لديهم خطورة انتقال الفيروس، مثل مهني صحي فحص مصابا بدون اتخاذ إجراءات وقائية، أو شخص يعيش تحت سقف واحد مع مصاب أو كان لديه لقاء حميمي معه أو ظل جالسا رفقته ثلاث ساعات على مسافة قريبة، أو تبادل معه أشياءه الشخصية”.

نورا الفواري


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى