الجفاف يزحف على الأراضي الفلاحية بأزيلال

نسبة ملء السدود لا تتعدى 33 في المائة لا حديث لفلاحي أزيلال وتحديدا بني اعياط، تبعد عن بني ملال بحوالي 28 كيلومترا، إلا عن أشجار الزيتون التي تموت واقفة بسبب الجفاف، على امتداد الشريط الجبلي الممتد لإقليم أزيلال، بعد أن تبين وجود خصاص مهول في حقينة سد بين الويدان، إذ لم تتعد 14 في المائة، ما ينبئ بأزمة عطش قادمة، لها عواقب وخيمة على الوضع الاجتماعي لسكان يعانون ندرة فرص العمل ويفتقرون إلى أبسط الضروريات بعد إيقاف مشاريع القرية، بسبب البلوكاج الذي فرضه أعضاء المجلس على ميزانية الجماعة. ولم يتم اقتراح حلول لإيجاد منافذ لسقي آلاف الهكتارات من أشجار الزيتون، التي تموت ببطء بعد حرمان الفلاحين من مياه السقي بسبب الجفاف، كما ذكر فلاح شاب من بني عياط، وتم قطع الماء على قناتين مائيتين لسقي الأراضي الزراعية الممتدة من إقليم أزيلال إلى السراغنة، وهما اللتان كانتا تمنحان الحياة لسكان لم يستوعبوا بعد ما يجري من مآس متتالية، وترى الموت يزحف نحو أشجار الزيتون التي غرست منذ أكثر من 70 عاما، حتى استوت وعاشوا على فيض غلاتها منذ سنين، لكن انحباس المطر وطول مدة الجفاف الذي ضرب المنطقة، كان له تأثير قوي على المساحات الخضراء والغطاء النباتي، الذي تعرض بدوره لضربات شمس حولته إلى رماد. ولم يعد من سبيل لإنقاذ آلاف أشجار الزيتون والكرم والليمون والعنب سوى حفر آبار لإنقاذ مئات الهكتارات قبل فوات الأوان، لكن الوضع الاجتماعي الهش زاد من تعميق أزمة الأسر، التي لم تجد من وسيلة سوى توجيه نداءات استغاثة إلى المسؤولين إلى إعادة المياه للقناة المائية لسقي الأراضي التي فقدت غلاتها، ما ينبئ بأيام سوداء قادمة إن لم تجد السماء بماء المطر، ينعش الآبار التي نضبت ويزيد من نسبة المياه في الفرشة المائية التي غارت مياهها. وتهللت وجوه الفلاحين فرحا، وانتعشت آمالهم، أخيرا، بعد أن عادت المياه إلى القناة المائية لكن هذه المرة لنقله إلى معامل السكر بأولاد عياد لإنتاج السكر لغسل الشمندر، وتحريك عجلة الاقتصاد المحلي الذي يتلقى الضربات المتتالية بفعل توالي سنوات الجفاف، التي تنذر بأيام مشؤومة، في حال تأخر مواسم الأمطار التي تعتبر المحرك الأساسي لاقتصاد فلاحي يشكل السمة الغالبة بالمنطقة. ويتحدث محمد عزيز عن يأس الفلاحين القاطنين بمحاذاة القناة عن محاولاتهم سقي أشجار الزيتون الممتدة باستعمال أنابيب لضخ الماء، لكن أجهضت آمال الأسر بعد تدمير وإتلاف كل الأنابيب، من قبل مسؤولين عن مركز الاستثمار الفلاحي ومقدمين وشيوخ بدعوى تخصيص الماء الجاري لغسل الشمندر السكري ، ما لم يرق أفراد القبيلة الذين احتجوا على هذا القرار، سيما أنهم يعاينون الموت البطيء الذي يدب إلى الأشجار المثمرة، وكادت الأمور تنقلب للأسوأ لولا تدخل بعض العقلاء الذين حالوا دون تطور الأمور. من جهته، أشار تقني في وزارة الفلاحة إلى أن المعطيات المتوفرة، التي تخص ملء حقينة السدود، لا تتعدى نسبة 33 في المائة، في حين أن نسبة الملء للسنة الماضية بلغت 50.1 في المائة، فيما انتقل احتياطي ملء السدود من 8 ملايير و57 مليون متر مكعب، إلى 5 ملايير و319 مليون متر مكعب.. وأضاف أن سد الوحدة أكبر سدود المملكة، الواقع بإقليم وزان، الذي تصل قدرته الاستيعابية إلى ما يفوق 3 ملايير و500 مليون متر مكعب، بلغت نسبة ملئه 55 في المائة، في حين أن السنة الماضية بلغت نسبة الملء 73.5 في المائة، أما «سد المسيرة» فلم تتجاوز نسبة ملئه 7.1 في المائة فقط. سعيد فالق (بني ملال)

الجفاف يزحف على الأراضي الفلاحية بأزيلال

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

السجن لمتهم بالسرقة بالجديدة

"الشناقة"يلهبون الأسعار بمكناس

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات