الحج … أرباح بـ 7 ملايير دولار
الحج يمثل 70 في المائة من الإيرادات السنوية لمكة والمدينة ويوفر عشرات الآلاف من مناصب الشغل
لا يعود حاج إلى وطنه خالي الوفاض من هدايا الأهل والأصدقاء، ورغم أسعارها الباهظة إلا أن الحجاج يرون فيها منسكا لاستكمال الحج عند العودة إلى الديار، وتذكارا يشمون فيها رائحة مكة مع أن أغلب الهدايا مصنوعة في الصين، لذلك يقدر الخبراء بأن تجارة هدايا الحج تبلغ أرباحها مئات الملايين من الدولارات.
وأخذت مداخيل الحج تسترجع منحى الارتفاع المسجل قبل الجائحة، إذ كشفت السعودية أنها ستسمح لما يصل إلى مليون شخص بأداء مناسك الحج هذا العام، من داخل وخارج المملكة، في زيادة كبيرة لأعداد الأشخاص المسموح لهم بأداء المناسك بعد عامين من القيود الصارمة بسبب فيروس كورونا، إذ يعتبر الحج نفط السعودية الذي لا ينضب، ويناهز حجم موارده المالية سبعة ملايير دولار ينفقها مليونان ونصف المليون من الحجيج.
ويمتد مسار المداخيل بداية مع استصدار الحجاج لتأشيرات الحج التي تبلغ قيمتها ألفي ريال سعودي بما يعادل 533 دولارا، على أن تتحمل الدولة هذا الرسم عن القادم لأداء الحج والعمرة لأول مرة بعد أن كانت لا تتجاوز 350 ريالا بنسبة تضخم تصل لـ 500 في المائة.
ويبلغ معدل تكلفة الحج بالنسبة للشخص الواحد من حجاج الخارج، بين أربعة وخمسة آلاف دولار في المتوسط، بمعدل إنفاق على السكن والطعام والهدايا يبلغ نحو 2500 دولار.
وتشير التقارير إلى زيادة مضطردة لأسعار الحج عقب فرض السعودية ضرائب على الفنادق والخدمات، بالإضافة إلى ازدهار خدمات النقل الذي ينعش سوق المملكة خلال مواسم الحج، فقد توقع عضو لجنة الحج في الغرفة التجارية والصناعية بمكة وعضو لجنة النقل، محمد سعد القرشي، أن تصل العوائد المالية لـ 300 شركة نقل بداخل مكة فقط إلى 900 مليون ريال – ما يعادل 240 مليون دولار.
وتنقل شركات المواصلات السعودية أكثر من 3 ملايين حاج عبر أكثر من 50 ألف حافلة من الداخل والخارج، ذلك أن موسم الحج يمثل 70 في المائة من الإيرادات السنوية للمدينة، ويقدم الآلاف من الأعمال الموسمية لشباب وشابات مكة. وينعش الحجاج في مكة والمشاعر المقدسة عدة مهن، مثل تجارة اللحوم والحلاقة وتحويل العملات، وتلعب الأخيرة دورا حيويا في تدفق اليد العاملة الأجنبية وتحسين ميزان المدفوعات بالسعودية.
ويرجح أن يظل الحج رافدا لاقتصاد السعودية ولو نضب النفط، إذ سيظل المسلمون يحرصون على أداء واجب الحج مهما ارتفعت تكاليفه.
وتراهن السعودية على الاستثمار في الحج، إذ قدم ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، مقاربة اقتصادية جديدة من خلال رؤية المملكة 2030، تطمح باستضافة ثلاثين مليون حاج ومعتمر بإجمالي إيرادات يصل لـ50 مليار دولار سنويا حال تحقيق الرؤية.
ياسين قُطيب