البوطييـن: السجـل سيحـدد هويـة الصانـع

رئيس غرفة الصناعة التقليدية بجهة فاس طالب بالاهتمام بالعنصر البشري أكد عبد المالك البوطيين، رئيس غرفة الصناعة التقليدية بجهة فاس مكناس، أن قطاع الصناعة التقليدية يشكل رافعة للتنمية، داعيا إلى الاهتمام بالعنصر البشري، وإيجاد حل لمشكل المواد الأولية. وطالب رئيس الغرفة في حوار مع «الصباح» الحكومة بدعم الحرفيين في المواد الأولية، ودعم المعارض لتسويق المنتوج، لما لذلك من أهمية في إنعاش القطاع السياحي. في ما يلي نص الحوار: أجرى الحوار : برحو بوزياني < أولا، لابد من التأكيد أن مشروع الحماية الاجتماعية والتغطية الصحية هو مشروع ملكي، تم الإعلان عنه قبل سنتين. واليوم ها هي الحكومة تواصل تنزيل المشاريع والمراسيم الخاصة بهذه السياسة الاجتماعية. وقد انخرط الصناع التقليديون مبكرا في هذا الورش الاجتماعي، نظرا لحاجتهم الماسة ولظروفهم الاجتماعية المتسمة بالهشاشة والضعف، وقد تعمقت هذه المعاناة مع أزمة الجائحة التي ألحقت أضرارا كبرى بالقطاع برمته. ونرى أن الإسراع بتنزيل التغطية الصحية الإجبارية للصناع التقليديين، سيساهم في تحسين أوضاعهم، وطمأنتهم على مستقبل أسرهم، وهو مكسب كبير سيعطي الفرصة للصانع من أجل الإبداع أكثر، والولوج إلى الخدمات الصحية والعلاج، وتحسين ظروف العمل. < بالفعل، سيساهم السجل الوطني في ضبط وتحديد هوية الصانع التقليدي، في مختلف المهن والحرف، وسيجعل حدا لحالة الفوضى التي كانت تعرفها، إذا أن كل من لا مهنة له كان يلجأ إلى غرفة الصناعة التقليدية. واليوم هناك معايير وشروط مضبوطة للانتساب إلى مهن الصناعة التقليدية، وقد ساهمنا في الغرف المختلفة في إنجاح هذا الورش، عبر التواصل مع الحرفيين، والتعريف بأهمية السجل الوطني، وطمأنتهم حول مستقبلهم، من الناحية الاجتماعية، عبر الاستفادة من التغطية الصحية. وحرصنا على سبيل المثال في غرفة جهة فاس مكناس، على المساهمة في الجهود المبذولة من قبل الحكومة، في اتجاه تحسين ظروف الحرفيين وتأطير مهنهم. وهناك مجهود كبير يبذل في الجهة بتنسيق مع الغرفة، من أجل تسجيل الحرفيين في السجل. ويمكن القول إننا نحتل الرتبة الاولى وطنيا، من حيث عدد المسجلين في السجل الوطني، بأزيد من20 ألف صانع في جميع المهن، ولدينا قاعدة معطيات تضم حوالي 57 ألف صانع، ونهدف إلى أن نبلغ 92 ألف صانع في عموم الجهة وفي جميع الحرف والصناعات التقليدية. < الكل يعرف أن قطاع الصناعة التقليدية والسياحة عموما، كان الأكثر تضررا من الجائحة، بفعل إغلاق الأجواء وتوقف النشاط السياحي، الذي يعتبر سوقا أساسية لسلع ومنتوجات الصناعة التقليدية . وقد تضرر الحرفيون كثيرا وتوقفت أنشطتهم بالكامل، واليوم هناك بداية انفراج مع تحسن الوضعية الوبائية، وعودة القطاع السياحي إلى النشاط. والدليل على استعادة العافية، هو تراجع الشكايات التي كانت تتقاطر علينا في الغرفة من قبل الحرفيين. وقد بدأت الحياة المهنية تعود بالتدريج إلى الحرف، ونحن نساير هذه العودة، بالتحسيس والتواصل، كما برمجنا من جديد عددا من التظاهرات والمعارض، من أجل إعادة ارتباط الحرفيين مع الزبون المغربي والأجنبية، على حد سواء. < قمنا منذ مارس الماضي بعدد من المعارض، شارك فيها عشرات العارضين. وقد عرفت التظاهرات التي نظمناها إقبالا كبيرا للزوار، وهذا الأسبوع أطلقنا معرض المعادن بفاس، بحضور صناع وحرفيين في قطاع النحاس والحلي والمجوهرات والحديد المطعم بالفضة، من ثماني جهات. وشارك في المعرض الممتد على مساحة 4 آلاف متر مربع، أزيد من 120 عارضا يمثلون ثماني جهات، بما فيها الأقاليم الجنوبية. ولقيت الأيام الأولى من المعرض الذي سيمتد إلى خامس يونيو الجاري، حضورا كبيرا للمهنيين وللزوار، وأيضا للسلطات والمنتخبين في مختلف الجماعات الترابية، وهو حضور يعكس الأهمية التي تمثلها الصناعة التقليدية في توفير مناصب الشغل، وتسويق وجهة المغرب، بالنظر إلى الرصيد والتنوع الذي تمثله في المغرب. < أولا، لا مجال لأي منافسة في الصناعة التقليدية، لأن منتوجاتها تنتج باليد، والحال أن إدخال الآلات ومحاولة نسخ بعض المنتوجات لا يمكن أن يعطي نموذجا منافسا في هذا القطاع، مهما بلغت درجة التقليد. فقوتنا في اليد العاملة المؤهلة، والتي تحتاج إلى العناية، لكي تبدع وتعطي الكثير، ولدينا مهن لا تقدر على القيام بها أي جهة أخرى. وكل ما يحتاجه الصانع التقليدي اليوم، هو الاهتمام بوضعه الاجتماعي، وضمان راحته وراحة أسرته، وتوفير التغطية الصحية، والتقاعد. أعتبر أن الاهتمام بالصانع التقليدي، هو اهتمام بتاريخ البلاد وحضارتها، وثقافتها التي تشكل قوة على الصعيد الدولي. ويمكن للمغرب أن يحقق التنمية انطلاقا من تطوير قطاع الصناعة التقليدية، وهذا هو الطريق الذي يجب أن نسلكه، بخصوص تنمية القطاع، وتطوير مواهب الصناعة التقليدية. < يشغل القطاع أزيد من 120 ألف صانع تقليدي، داخل الجهة، يتوزعون على قطاعات معروفة، 30 في المائة منهم بمكناس. وأؤكد اليوم أن قطاع الصناعة التقليدية يحتاج اليوم إلى مجهود اكبر من الدولة، فهو لا يكلفها الشيء الكثير، لا في التكوين ولا في الحفاظ على الحرف، وأصبحوا اليوم يكونون مدارس قائمة الذات لنقل الصنعة وتكوين الحرفيين، ناهيك عن القيم الأصيلة التي تواكب عمل الحرفيين وإبداعاتهم. إن قطاع الصناعة التقليدية يشكل رافعة للتنمية إلى جانب باقي القطاعات، وإذا أردنا تطويره، فعلينا الاهتمام بالعنصر البشري، وإيجاد حل لمشكل المواد الأولية، فالدولة مطالبة بدعم الحرفيين في المواد الأولية، عبر تخفيض الرسوم الجمركية، وكلفة الإنتاج. دعم < ننتظر الكثير من الوزارة، لأن الصناعة التقليدية لا تستفيد كثيرا من السياحة، علما أنها تشكل منتوجا أساسيا في التسويق، فالسائح الزائر للمغرب، لا يبحث عن الشمس فقط، بل يقتني منتوجات التحف والصناعة التقليدية والزخارف. ونتمنى أن يشمل اهتمام الوزارة دعم جهود التسويق والاهتمام بالمعارض والأسواق التي تساهم في ترويج منتوج الصناعة التقليدية، أولا لدى المغاربة وثانيا لدى السائح الأجنبي، وأيضا دعم المواد الأولية التي ارتفعت أسعارها. في سطور - من مواليد 1963 - متزوج - مقاول في النجارة - حاصل على جائزة أمهر صانع تقليدي في الخشب - عضو المجلس الإداري لصندوق الضمان الاجتماعي - رئيس لولاية ثانية لغرفة الصناعة التقليدية بجهة فاس مكناس - نائب رئيس مجلس جهة مكناس تافيلالت سابقا - عضو لجنة التحكيم الخاصة بجائزة أمهر صانع - مستشار بمكتب جامعة غرف الصناعة التقليدية - رئيس جمعية مستغلي مرافق مجمع الصناعة التقليدية بمكناس

البوطييـن: السجـل سيحـدد هويـة الصانـع

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الإنترنيت في خدمة الصانع التقليدي

تكريس الاكتساح

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات