الإنترنيت في خدمة الصانع التقليدي

صناع أحدثوا صفحات خاصة والوزارة أطلقت منصات لتشجيع التسويق الرقمي وجد الصانع التقليدي في الإنترنيت ضالته للدعاية للمنتوج وتسويقه بشكل توسع تدريجيا, تزامنا مع كساد تجارة حرفته واقعا، سيما في السنتين الأخيرتين تزامنا مع تداعيات انتشار فيروس كورونا. وجعل منه متنفسا جديدا ووسيلة ناجعة تزداد أهميتها بازدياد الطلب من زبناء التسويق الإلكتروني لمنتوجات الصناعة التقليدية. العديد من الصناع التقليديين سيما الشباب منهم، لجؤوا للعالم الافتراضي للتعريف بما تبدعه أناملهم في حرف وصناعات تقليدية مختلفة. وأحدثوا صفحات خاصة في مواقع التواصل الاجتماعي أو انخرطوا في مواقع للبيع الإلكتروني وتفاعلوا مع طلبيات زبناء داخل الوطن وخارجه، في إطار البحث عن أسواق بديلة لمنتوجاتهم. وتوسعت رقعة انتشار هذا الشكل الجديد من التسويق الشبكي والدعاية للمنتوج في السنوات الأخيرة، إن بمبادرات شخصية منفردة أو بواسطة تعاونيات وجمعيات. لكنها تظل محتشمة ومحدودة و"قاصرة" تحتاج دراسة دقيقة وتحليلية لهذه السوق الافتراضية تلافيا لكل ما من شأنه الإضرار بمصالح الصانع والحرفي. الاهتمام بحجم ووزن المنافسين المحتملين وتوفير المواد الأولية والفئة المستهدفة بالإنتاج ونوعية المنتوج، من الشروط التي يحتاجها كل راغب في الاستفادة من خدمات التسويق الشبكي فردا كان أم جماعة، موازاة مع "التحليل الداخلي لرسم نقط ضعف وقوة المقاولة وتحديد فرص نجاح هذا التسويق في مواجهة المثبطات". كل ذلك وإقرار قوانين ناجعة خارطة طريق يحتاجها التسويق الإلكتروني لمنتوجات الصناعة التقليدية كما "ضرورة إتقان الصانع التقليدي التعامل مع الوسائط الإلكترونية من لغة ومعلومات وجودة في تصوير وعرض المنتوج" يقول الخبير عبد الله الشاكر في تدخله في ندوة في الموضوع نظمتها غرفة الصناعة التقليدية بفاس. وليست تلك الشروط وحدها الكفيلة بإنجاح التسويق الشبكي لما ينتجه الحرفي والصناع التقليدي، بل يبقى توفير الجودة اللازمة شرطا لا محيد عنه، كما تأمين النقل وضمانه وكسب ثقة الزبون الافتراضي في حال الرغبة في أن يتسلق سلم الزبناء أو الحلم بتعويضه ذاك، الذي يتنقل إلى حيث يوجد الصانع لاقتناء ما يرغب فيه. كل ذلك وغيره من المبادرات المماثلة يروم تفعيل شعار "الصناعة التقليدية للجميع" الذي تبنته الوزارة الوصية ومؤسسة دار الصانع ومكتب تنمية التعاون، بعد إطلاقها عملية واسعة لتسويق منتوجات الصناعة التقليدية في عدة مراكز للتسويق، دعما للجهات الفاعلة في القطاع وتطوير نشاط الصانع وتسويقه لمنتوجه. فاس ومكناس والرباط وتمارة والدار البيضاء ومراكش وطنجة وأكادير والجديدة وآسفي، مدن اختيرت لتهيئة مساحات عرض موازاة مع إطلاق حملة تواصلية رقمية لتسليط الضوء على الحرفيين والتعريف بمنتوجاتهم استهدافا لشريحة كبيرة من المستهلكين المحتملين بشبكات التواصل الاجتماعي، وتشجيعا لهم على الاستهلاك. هذه الخطوات المهمة تثمن إطلاق منصات رقمية خاصة لتسويق منتوجات الصناعة التقليدية، منذ أول تجربة أطلقت بمراكش قبل 6 سنوات، ليتوالى إطلاق مبادرات مماثلة وامتدادها لتشمل منتوجات وأسواقا متخصصة إن لحرفيين فرادى أو لتعاونيات مهنية، سيما في العالم القروي الذي يعاني صعوبة التسويق. وأصبح بإمكان الحرفيين والصناع التقليديين، إحداث هذه المنصات الرقمية، وولوجها والاستفادة من خدمات مختلفة ومتنوعة، بما فيها الإنشاء المجاني لمتاجر افتراضية وكتالوجات لعرض منتوجاتهم، والحصول على الدعم والمساعدة في إطار الإدماج الرقمي، مع إطلاق أنشطتهم للبيع عبر الإنترنيت والتكوين في دعم التسويق. وتروم الوزارة الوصية ودار الصانع بإطلاق مثل هذه المنصات السبع في أفق زيادة عددها، استفادة أقصى عدد من الحرفيين من هذه الطريقة الجديدة في التسويق التي لن تعوض تلك على أرض الواقع، لكنها مهمة في التسويق بعد التعود على هذه الوسيلة التسويقية التي "أصبحت تكتسي أهمية بالغة راهنا". حميد الأبيض (فاس)

الإنترنيت في خدمة الصانع التقليدي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اعتقال هاتك عرض أطفال مشردين

البوطييـن: السجـل سيحـدد هويـة الصانـع

مقالات ذات صلة