أوضاع حميمية خاطئة تؤدي إلى تأخر الإنجاب
الطبيبة مبتسيم قالت إن الحديث عن تأخره يكون بعد سنة من الزواج
حددت الدكتورة حسناء مبتسيم، طبيبة عامة مجموعة من الأسباب التي تؤدي إلى تأخر الإنجاب وما يرتبط بالمرأة وما يرتبط بالرجل. وأكدت الدكتورة مبتسيم أن بعض الأوضاع الحميمية الخاطئة تؤدي إلى تأخر الإنجاب. عن أسبابه وعلاجه وطرق الوقاية منه ومحاور أخرى، تتحدث الدكتورة مبتسيم ل»الصباح» في الحوار التالي:
< يعتبر تأخر الحمل مشكلا شائعا، فهو يؤدي إلى الإحباط في العلاقة الزوجية ويستمر إلى حدوث الاكتئاب النفسي، الذي بدوره قد يؤدي إلى اختلال العلاقة الزوجية، وفي بعض الحالات الطلاق، تبعا لطريقة تعامل الشريكين مع الأمر، سيما أنه يدخل في هذا الإطار الجانب التعليمي والدراسي لهما.
وتعتبر مدة سنة بعد الزواج، مع ضرورة وجود الزوجين بصفة دائمة أو مستقرة في البيت نفسه أي عدم سفر أو غياب أحدهما لمدة طويلة سببا لوجوب حدوث الحمل. وبالتالي عندما لا يحدث الإنجاب بعد سنة من الزواج، تبدأ علامات القلق من تأخره ويكون موضوعا مؤرقا ليس للزوجين فحسب، بل للعائلة، ما يؤدي إلى مشاكل صحية ونفسية وكذلك اجتماعية، خاصة إذا طالت مدة التخطيط ومحاولة الحمل وباءت بالفشل.
<< ما هي أسباب تأخره؟
هناك أسباب عديدة لتأخر الإنجاب خاصة بعد سنة من محاولة ذلك وعدم استعمال موانع الحمل والجماع بشكل مناسب، خاصة في فترة الإباضة، لذلك يجب تتبع دورات الحيض عند المرأة الراغبة في الحمل بشكل سليم.
وتختلف فرص الحمل عند المرأة حسب السن، إذ تكون أكثر في العشرينات وتقل عند تجاوز المرأة سن الأربعين، كما تنخفض نسبة خصوبة الرجال أيضا مع التقدم في السن. ولهذا ينصح بزيارة الطبيب واستشارته فور تأخر الحمل، خاصة عند عمر لا يتجاوز 35 سنة وبعد سنة من الزواج، وكذلك بالنسبة إلى الأزواج الذين يعانون مشاكل عضوية، قبل الارتباط أو الذين قاموا بعمليات جراحية تهم الجهاز التناسلي قبل الزواج.
ومن أسباب تأخر الحمل عند الزوجين هناك أسباب تخص الزوجة وهناك أسباب تخص الزوج، ولو أن البعض دائما ما يوجه أسهم الاتهام للمرأة وحدها بعدم القدرة على الإنجاب، ومازالت هذه الثقافة منتشرة رغم تقدم الجانب العلمي.
<< ما هي الأسباب المتعلقة بالزوج؟
تتمثل الأسباب المتعلقة بالزوج في التدخين وشرب الخمر والكحول بكميات كبيرة، إذ تقلل حركية الحيوانات المنوية وإخصاب البويضة. ومن جهة أخرى، هناك الأمراض العضوية الذكرية منها دوالي الخصيتين، التي تؤخر عملية الإخصاب.
< أما بالنسبة إلى الزوجة فهناك اضطرابات الدورة الشهرية، إذ يعتبر عدم انتظامها مؤشرا لنقص الخصوبة، إلى جانب متلازمة تكيس المبايض وهي من أكثر المشاكل حدة، سيما أنها ترتبط بمشكل إنتاج البويضات بشكل منتظم. وينضاف إلى الأسباب سالف ذكرها تشوهات خلقية للرحم أو بعض الأورام الحميدة، التي لا تكشف عليها المرأة إلا بعد تأخر الحمل.
ومن بين الأسباب كذلك بعض الالتهابات منها التهاب قنوات فالوب، التي يؤدي عدم تشخيصها إلى حدوث التصاقات، وبالتالي منع وصول البويضة المخصبة بالحيوان المنوي إلى الرحم. وجدير بالذكر أن بعض الحالات والعادات الخاطئة منها اضطراب النوم تؤثر سلبا على إفراز هرمون الخصوبة، وبالتالي اضطراب الدورة الشهرية وتأخر الإنجاب.
وتؤدي التغذية السيئة وخاصة الإكثار من الوجبات السريعة والأغذية الغنية بالدهون إلى زيادة الوزن وتؤدي إلى حدة الإصابة بتكيس المبيض، إلى جانب التدخين، الذي يقلل عملية الإباضة والخصوبة وكذلك المشروبات الكحولية والاستعمال الكثير لبعض أنواع الشامبوه والغاسول المهبلي بعد العلاقة الحميمية، إذ يقلل من كفاءة الحيوانات المنوية.
وتؤدي بعض الأوضاع في العلاقة الحميمية الخاطئة إلى تأخر الإنجاب، إذ تحول دون دخول الحيوان المنوي إلى الرحم لإخصاب البويضة.
< هناك طرق علاجية مختلفة باختلاف الأسباب المؤدية إلى تأخر الإنجاب. فالعلاج بالدواء يمكن أن يزيد من عدد الحيوانات المنوية لدى الرجال، كما يتم وصف أدوية محفزة للإباضة عند النساء ومنشطة لهرمونات تساعد على الحمل.
أما بالنسبة للجراحة فقد تكون بمثابة تصحيح لبعض التشوهات الخلقية مثل انسداد قناة “فالوب” أو تكيس المبيض ووجود زوائد في المهبل أو الرحم، وأيضا تصحيح مشاكل الخصيتين لدى الرجال أو إعوجاج القضيب. وفي حالات أخرى يمكن تلقيح البويضة خارج رحم المرأة، لكن نادرا ما يلجأ إليها الأزواج نظرا لتكلفتها الباهظة.
أجرت الحوار: أمينة كندي
في سطور
خريجة كلية الطب بالبيضاء.
طبيبة عامة وطبيبة شغل.
طبيبة مستعجلات.