زعيم بوليساريو يحضر لخلافة نفسه

يعتقد أن إشعال جبهته الداخلية بالصراعات سيساهم في التخفيف عنه بعد أن أصبحت صورته مهزوزة بقلم: الفاضل الرقيبي في خضم الصراع القائم داخل الرابوني، لا يزال زعيم بوليساريو يمارس هوايته المفضلة، وهي ضرب خصومه الداخليين بعضهم ببعض في محاولة منه خلق جو مشحون بينهم لعله يلفت الأنظار عن فشله المتكرر على المستوى الخارجي. ففي نظر الزعيم الأوحد للرابوني فإن إشعال جبهته الداخلية بالصراعات سيساهم في التخفيف عنه، خصوصا أن صورته باتت مهزوزة و موضع سخرية من قبل النشطاء في مخيمات تندوف منذ وصوله لزعامة الحركة شهر يوليوز 2016، فقد أصدر مساء الاثنين الماضي، وبالتزامن مع انعقاد مؤتمر شبيبته مرسوما يقضي بحركية جزئية على مستوى سلكه الدبلوماسي وعلى بساطة هذه الحركية، إلا أنها مست أشخاصا ومناصب جد حساسة، وعزلت أشخاصا كانوا يقفون أمام فرضية التجديد لإبراهيم غالي على رأس بوليساريو، و آخرين لم يكن حتى محمد عبد العزيز نفسه يفكر في تحريكهم من مناصبهم لعلاقاتهم الواسعة مع الأمن والاستخبارات الجزائرية، وكالعادة حمل المرسوم في طياته محاصصة قبلية لا تخطئها العين. المرسوم الذي نظر إليه كثيرون على أنه بداية تمهيد الطريق للإعلان عن موعد مؤتمر الجبهة القادم، أطاح بمسؤول أموال بوليساريو بسفارتها لدى الجزائر المدعو عيبد المين لحبيب الذي لم يكن له منصب محدد إلا أنه كان يشرف على كل أرصدة بوليساريو المالية في البنوك الجزائرية منذ 1987 و عرف بقربه من الدوائر الأمنية الليبية سابقا، ويتمتع بصلاحيات واسعة داخل السفارة بالجزائر، وهو من يقوم بتمويل كل وفود بوليساريو التي تغادر الجزائر في مهام خارجية، إلا أنه، أخيرا، انتقد غالي و كريكاو وطريقة تعاطيهما مع الأوضاع في المخيمات فتمت إزاحته وتكليفه بالموارد البشرية بما يسمى وزارة الخارجية، وهو منصب شكلي لا صلاحيات له. حميدة الحافظ أو رجل التعليم كما يسمى لدى الطلبة الصحراويين بالجزائر هو الآخر أطيح به من سفارة الجزائر التي كان ملحقا ثقافيا بها منذ عقدين و له علاقات واسعة بالأمن الجزائري مكنته من الإدارة الأمنية لكل مراكز تدريس الصحراويين بالقرى والمداشر الجزائرية، وزوجة المعارض والبرلماني السابق لبوليساريو الديه النوشة المدعوة ماريا العبد صيلة، و التي هي الأخرى كانت تلعب دورا غامضا في اسبانيا، حيث لا منصب لها إلا أنها تتولى التنسيق المباشر مع الحكومة الإسبانية خصوصا في ملفي المساعدات الغذائية والتقارير الأمنية عن المواطنين الإسبان الذين يقومون بزيارة المخيم، تم إبعادها عن اسبانيا إلى بروكسل ورجحت مصادر متطابقة أنها جاهرت في اجتماع أمانة بوليساريو الأخير برفضها للموقف الجزائري من رسالة رئيس الحكومة الإسبانية التي دعم فيها مبادرة الحكم الذاتي . البقعة الأخرى التي سلط عليها مرسوم غالي الضوء هي مكتب ابي بشرايا و تمثيلية جبهة بوليساريو بأوربا، فابي بشرايا كان يتعامل مع الخارطة الدبلوماسية للبوليساريو هناك بكثير من الاستعلاء، لأنه عضو الأمانة الوطنية للحركة ولا يحق لمن هم خارج التشكيلة القيادية أن يعطوه تعليمات أو يناقشوه، فالمرسوم الأخير حشر معه عضوين من الأمانة و ابن عم غالي نفسه، إذ تم تعيين عليين حبيب الكنتاوي و اباه المد سفيرين مكلفين بمهمة مع ابي بشرايا و الكنتي بلا كممثل مكلف بالإعلام بمكتب ابي، و لعل محاولة زعيم البوليساريو تأديب ابي بشرايا هي محاولة أخيرة لثنيه عما قيل إنها حملة داخلية للمطالبة بإنهاء فترة ابراهيم غالي مع المؤتمر المقبل . ما يحدث في محيط القصر الأصفر من عدم استقرار ومحاولات غالي الفاشلة لاحتواء الأوضاع، تارة بمراسيم تعيينات وتارة بمؤتمرات شعبية على طريقة الراحل معمر القذافي، هي كلها أعراض نهاية وشيكة لهذا المشروع الذي ذاب بين أيادي الإجرام العسكرية، فحتى سكان تندوف، الطرف الصامت في هذه القضية، أصبح همهم الوحيد هو طريقة الهروب من حفر الموت بين ثكنات حرس الحدود، فمن لم يمت حرقا في آبار التنقيب عن الذهب سيموت عطشا أو جوعا و ربما رميا برصاص متدربين على الرماية كما حدث أخيرا، قرب مخيم العيون.

زعيم بوليساريو يحضر لخلافة نفسه

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الكأس لنا

زلزال يضرب وزارة العدل

مقالات ذات صلة