رسالة رياضية: قضية البيضي

استمعت لجنة الأخلاقيات لنور الدين البيضي، رئيس يوسفية برشيد، والعضو الجامعي، بشأن اعترافه في شريط فيديو بتفويت مباراة سابقة لفريقه أمام الكوكب المراكشي في موسم 2018-2019، حين كان يلعب له عبد الإله عميمي، اللاعب الحالي للجيش الملكي. ويقول البيضي في الشريط الذي انتشر بشكل واسع، «عطيتك ماتش اعميمي»، في إشارة إلى المباراة المذكورة، التي انتهت بفوز الكوكب بأربعة أهداف لاثنين. وفي جلسة الاستماع أنكر البيضي تفويت المباراة، أو التلاعب بها، كما طعن في الشريط، وهذا كان متوقعا، بالنظر إلى عدة اعتبارات، منها أن حالات سابقة في ملفات مماثلة انتهت بهذه الطريقة، وأغلقت بها أيضا، فما العمل؟ كرة القدم أصبحت قطاعا كبيرا تدور فيه أموال هائلة، منها ما هو مال عام، ومصالح متضاربة، وأطراف متداخلة، وبالتالي يفترض أن تكون هناك آليات كفيلة بمراقبته، وردع المخالفات التي يمكن أن تقع فيه. كما أن الاتهامات، أو الاعترافات بدون أدلة، أو تصريحات، مثل التي جاءت على لسان نور الدين البيضي، تلحق أضرارا بأشخاص آخرين، وبأطراف أخرى، كما تسيء إلى صورة كرة القدم، والمنتوج الكروي، الذي تقدمه، ويفترض تسويقه، لكن مثل هذه الشوائب تجعله منتوجا فاسدا. على هذا الأساس، فآليات المراقبة يجب أن تتوفر على القوة والسلطة الكافيتين، وعلى وسائل التحقيق الضرورية، للقيام بمهامها، وهي شروط يمكن أن تتوفر لدى النيابة العامة والمصالح الأمنية والقضائية ذات الاختصاص، لكن تفتقدها لجنة الأخلاقيات، بطبيعة الحال. لذلك فاللجنة تكتفي بالاستماع إلى الأطراف في غالب الأحيان، كما أن عقوباتها تظل رياضية، وغير رادعة، بما يكفي، ولا تصل إلى الفاعلين الحقيقيين، بل تقتصر على الشخص الماثل أمامها. فإذا كان ما قاله البيضي صحيحا، فذلك يعني أن جهات عديدة شاركت في تفويت المباراة، أو توسطت في العملية، أو استفادت منها، كما أن جهات أخرى تضررت، وهذا أمر قد يصل إليه المحققون، لكن ليس لجنة الأخلاقيات. أليس كذلك؟ عبد الإله المتقي

رسالة رياضية: قضية البيضي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

كربوبي وجرمومي بالمونديال

"طاس" تصفع الأهلي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات