سلفيون يهاجمون منصة الحديث النبوي

الوزارة تخرج الخفافيش من ظلماتها بعد إبعاد 850 حديثا تخالف القرآن وسير الأنبياء وضد الحرية والكرامة وضعت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية نقطة كبيرة، وعادت إلى السطر، في موضوع الأحاديث النبوية الشريفة التي كانت مجالا للخلط والتأويل والافتراء والتحريض والشحن، والقراءات المغرضة، المعبدة لطريق الغلو والتطرف والإرهاب الدموي. فبعد سنة غير منقطعة من الجهد والعمل والبحث والتدقيق والمقارنة والتنقيب في أمهات الكتب والمراجع، والاستماع إلى "الكبار" في مجال المتون والتفسير والفقه والشريعة، أخرج المغرب كتابه الخاص بالحديث النبوي الشريف، الذي ضم 10 آلاف حديث خضعت إلى التمحيص والنقاش والموافقة من لجنة من ثمانية علماء مشهود لهم في الاختصاص، وإبعاد 850 حديثا ارتأى الرأي الفصيح، إبعادها لعدة أسباب لم تعجب بعض "الشيوخ"، وشنوا على الوزارة حملة شعواء، بلا هوادة، مستمرة إلى اليوم. والواضح، أن وزارة الأوقاف، وجهت ضربة عنيفة جديدة لقلاع التأويلات المتطرفة للدين الإسلامي السمح، بالتشذيب الذكي لمتون الأحاديث النبوية من الأحاديث "المخالفة لواجب تنزيه الله تعالى وللسنة العملية المتفق على صحة ثبوتها، والمخالفة، أيضا، للأصول والقواعد المجمع عليها، ولبديهيات العقول التي لا تختلف عليها النفوس السوية، والمخالفة للتاريخ الثابت بشرطه عند أهله، والمخالفة لأصل الرحمة التي هي أصل الدعوة، والمخالفة لكرامة الإنسان". بهذا الفرز المغربي للنص الديني في شقه الصادر عن أقوال وأفعال الرسول (ص)، تكون الدولة المغربية أغلقت فصلا آخر من استغلال الدين واحتكاره والاتجار فيه، أيضا، من قبل "شيوخ"، حولوا الإسلام، في مراحل معينة، إلى أصل تجاري، يفعلون به ما يشاؤون، ومن نبس بكلمة، "أكل" أنواع "الخليع". لذلك، كان متوقعا أن يتحول مشروع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، إلى "منصة" للقصف بالمدفعيات الثقيلة من رموز تيارات سلفية وجهادية، بخست الجهد، وأنكرت على زملائها من العلماء والشيوخ الآخرين، حق الاجتهاد والتصنيف والاختيار، تحدثت من أبراجها العالية، عن حقها الإلهي المشروع في استعمال الأحاديث النبوية بالطريقة التي تروق لهم، وحقها في الاستنباط الحر على الأهواء والأغراض والنفوس، والعودة إلى المصنفات والدواوين والمحفوظات المشرقية دون تحفظ. وتداول بعض شيوخ السلفية مشروع الوزارة في عدد من جوانبه، إذ استكثر أحدهم على علماء المغرب مجهود انتقاء أحاديث نبوية صحيحة، "وكأن أئمة الإسلام غفلوا عنها ولم ينتبهوا لها"، مع كل ما يحمله هذا الاستنتاج من دعاوى للتحريض ضد اللجنة المغربية، واتهامها بتحريف المتن النبوي. ونطق آخر بالقول إن إسقاط بعض الأحاديث لأنها لا تلائم أهواء المعاصرين، خطوة أولى في درب محاولة تحريف السنة النبوية وهدمها، مؤكدا أن "المتقدمين من الأئمة تجردوا من أهواء النفوس (يعني، حسبهم، أن إمارة المؤمنين تتبع هوى النفس)، وبذلوا جهدا جبارا في جمع السنة وتمحيصها، فهي محفوظة في المصنفات، ما يغني عن المنصات والمواقع". يوسف الساكت

سلفيون يهاجمون منصة الحديث النبوي

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

النقـل... قطـاع سريـع التأثـر

الوضع صعب

مقالات ذات صلة