وجدت جبهة القوى الديمقراطية نفسها خارج أسوار أي تحالف مع أحزاب المعارضة، التي تسعى إلى تأثيث بيتها الداخلي بتحالفات يجهل مستقبلها. ورغم أن جبهة القوى الديمقراطية باتت معزولة ومهمشة، وأصبح صوتها غير مسموح داخل المؤسسة التشريعية، عكس الحركة الديمقراطية الاجتماعية لصاحبها عبد الصمد عرشان، الذي أعلن رسميا مساندته لحكومة صديق والده عزيز أخنوش، فإن أمينها العام، مصطفى بنعلي، اختار التركيز على تقديم رؤية إستراتيجية لإنعاش الاقتصاد، بالتركيز على تحفيز المنتج الوطني على مستوى الاستهلاك والإنتاج، دون الحاجة إلى إبرام أي تحالف. ووضعت الجبهة، التي فقدت عضوا لها في مجلس النواب بعد الخلاف مع حميد شباط، برنامجا يرتكز على محاربة الآثار الكارثية لمستوى توسع الفقر والبطالة، وكذلك تقوية البناء السياسي والمؤسساتي عبر تأويل الدستور تأويلا ديمقراطيا، وعلى جعل المواطن في صلب النموذج التنموي، وبناء أسس الحماية الاجتماعية وتشجيع الثقافة، والتركيز على إعداد التراب الوطني وحماية البيئة. وقال الأمين العام لحزب جبهة القوى الديمقراطية، ردا على تموقع "الزيتونة" إن حزبه سبق للشعب المغربي أن جربه في كل المواقع، في الأغلبية وفي المعارضة، مؤكدا أن الحزب نفسه، مستعد للاشتغال من أي موقع كان يوجد فيه، راسما صورته الحقيقية، صورة حزب قوي برصيده الفكري والنضالي، وبأطره وأجهزته البارزة، بعيدا عن التحالفات الظرفية والمصلحية، التي غالبا ما تنفجر أمام تباين مصالح الأحزاب. وقالت مصادر من داخل قيادة الحزب، لا يمر التيار جيدا بينها وبين الأمين العام لـ "الصباح"، إن موقع الحزب الطبيعي، هو ضمن تحالف يضم أغلب الأحزاب المشكلة حاليا للمعارضة البرلمانية، موضحة أن تجربة المعارضة كانت جيدة، لأن "الزيتونة" صارت أقوى من الفترة التي كان فيها في الحكومة بعد أن غادرته مجموعة من الانتهازيين، الذين التحقوا بالحزب في البداية. وعكس بعض "العلماء"، الذين لا يفقهون شيئا في مجال التحالفات الحزبية، فإن الحركة الديمقراطية الاجتماعية، لم تجد نفسها معزولة، بل منحت لنفسها مساحة كبيرة في سياق التحالفات الجديدة، إذ أبرمت تحالفا مع الاتحاد الدستوري، وشكلت معه فريقا نيابيا "التحالف الدستوري الديمقراطي". ولم يتردد حزب "النخلة" الذي يقوده عبد الصمد عرشان في إعلان دعمه ومساندته لحكومة أخنوش، وظهر ما يظهر من خلال المواقف، التي يعبر عنها نواب الحركة الديمقراطية الاجتماعية، التي تحظى بعطف خاص، من قبل رئيس الحكومة، الذي كلما حل رئيسها بمجلس النواب يوجه تحية خاصة للأمين العام لحزب "النخلة"، بل في الجلسة ما قبل الأخيرة له بمجلس النواب، ذكر عبد الصمد عرشان الاسم، ووجه له السلام من على منصة الخطابة، ما جعل العديد من نواب الأغلبية يتساءلون ويتهامسون عن سر كل هذا "العطف"، الذي يخصه رئيس الحكومة لحزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية، وخصوصا لأمينه العام عبد الصمد عرشان، الذي بدأ مبكرا في البحث عن خليفة له لقيادة الحزب نفسه، في المرحلة المقبلة. عبد الله الكوزي