ملف الصحراء في اتجاه إيجابي

الحسيني أستاذ العلاقات الدولية اعتبر أن القرارات الجزائرية المعادية للمغرب أعطت نتائج عكسية أكد الدكتور محمد تاج الدين الحسيني، أستاذ العلاقات الدولية، أن الوضعية التي يعيشها النظام الجزائري مرتبطة بالعقيدة التي يعيشها النظام العسكري منذ الهوراي بومدين، مشيرا إلى أنها فشلت في جميع الميادين، بسبب افتقادها إستراتيجية محكمة ودبلوماسية حقيقية. وأضاف الحسيني في حوار مع "الصباح"، أن جميع القرارات المعادية، للمغرب من قبل النظام الجزائري، أعطت نتائج عكسية، وانقلب السحر على الساحر، إذ بات معزولا عن العالم، في الوقت الذي سعى المغرب إلى تحقيق الرخاء لشعبه. في ما يلي تفاصيل الحوار: < الوضعية التي يعيشها النظام الجزائري، ترتبط بالعقيدة التي عاشت في ظلها المؤسسة العسكرية في هذا البلد منذ عهد الهواري بومدين، لأنه كما نعلم، كان الكثير يراهنون على أن جبهة التحرير في الجزائر هي التي ستتولى السلطة بعد الاستقلال، في إطار مراجعة حتمية لعلاقة المجتمع المدني السياسي والمؤسسة العسكرية وجبهة التحرير، لكن الذي حدث هو العكس، وقع هناك نوع من الانكفاء على مصالحة الطبقة الشعبية وممثلي المجتمع السياسي الصاعد، ووقع شبه تحالف بين جبهة التحرير والمؤسسة العسكرية، لكن عملية التحالف ظلت تراوح مكانها سنة بعد أخرى، ومن رئيس إلى آخر، حتى أصبحت المؤسسة العسكرية تمسك بمفردها بكل خيوط اللعبة السياسية في الجزائر ودبلوماسيتها. < للأسف هذه الوضعية أصبحت مزمنة ومستمرة، في ممارسة النظام الجزائري، لدرجة أنه حتى في حالة وجود قيادات مدنية، فإنها تبقى في الواجهة، ولا تملك سلطة اتخاذ القرار، وهذه العقيدة لها انعكاساتها على الأداء السياسي والاقتصادي، وشجعت على الريع، وممارسات الفساد، وتكديس الأموال وضخها في حسابات في الخارج، وأضحى التساؤل حول هل هذه الجزائر التي تملك موارد طبيعية ضخمة من الغاز الطبيعي والبترول، هل يمكن أن يعيش سكانها في هذه الوضعية المتدنية؟ للأسف، لا ترى الجزائر قوتها إلا في ضعف محيطها، والغريب أنها لا ترى في هذا المحيط إلا المغرب، لأن القوى المحيطة بها إما صغيرة مثل تونس، أو تشكل حلقة ضعيفة في التوازن المغربي مثل موريتانيا، أو هي دولة تعاني انفلاتا للدولة المركزية مثل ليبيا، وتعتبر أن المغرب هو العنصر الوحيد الذي يشكل منافسة على الريادة الإقليمية. < هذا هو ما يتطلع إليه المغرب. علينا أن نعلم أن هذا المقترح ليس وليد اليوم، وإنما هو مشروع بدأ منذ أكثر من 15 سنة، وطرح بعد استشارة المغرب مع أصدقائه ودول مهمة، ووضع وفق مقتضياته في إطار القانون الدولي. ولم يكتف المغرب بذلك، بل وضعه مفتوحا أمام أي تعديل محتمل، ومنذ انطلاقه يتوفر على مقومات استمراره، وأكبر دليل على ذلك هو أنه لم يتراجع في ربح رهان النقط الذي حصلها منذ البداية، بل يحقق سنويا مكاسب جديدة. اليوم نلاحظ أن مجموعة من الدول تعتبره المقترح الوحيد للتسوية، مثل فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وإسبانيا، وشكل قرار الحكومة الإسبانية صدمة للجزائر، علما أنها المستعمر السابق للمنطقة، وتملك العديد من الوثائق، إضافة إلى أنها عضو أساسي في مجموعة دول أصدقاء الصحراء، التي تقوم بصياغة مشاريع قرارات مجلس الأمن بقيادة أمريكا. < المواقف الرسمية لإسبانيا تتبناها كل دول أمريكا اللاتينية، ويمكن القول إن ملف الصحراء يسير في اتجاه إيجابي، بالنسبة إلى السيادة المغربية على المنطقة، وحاولوا أن يتخذوا قرارات معادية، فكيف يمكنهم الادعاء أنهم يناصرون الشعوب، وفي الوقت نفسه يغلقون الحدود مع المغرب، ويغلقون الأجواء الجوية أيضا، ويقطعون الغاز على الشعوب، لكن المفاجأة أن كل ما نصبوه انقلب عليهم، وانقلب السحر على الساحر، وأصبح الأنبوب نفسه الذي أغلقوه يمد المغرب بالغاز من إسبانيا، علما أنهم يدعون أنهم غير معنيين بملف الصحراء. ويديرون الظهر للدول التي تتعاون مع المغرب، منها إسبانيا التي هددوها بحرمانها من الغاز إذا مدت المغرب به، وهذا النوع العشوائي من الخطوات، دليل على عدم وجود إستراتيجية محكمة أو دبلوماسية حقيقية، وهي ترجمة للفشل. أجرى الحوار: صلاح الدين محسن في سطور . محمد تاج الدين الحسيني . مواليد 1951 بمكناس . حاصل على الدكتوراه في الحقوق . أستاذ العلاقات الدولية بكلية الحقوق بالرباط . مستشار قانوني للعديد من المؤسسات الوطنية والدولية . رئيس منتدى 21 للحوار والتنمية . نائب رئيس مركز دراسات الأندلس و حوار الحضارات . عضو المكتب التنفيذي للجمعية المغربية للدراسات و الأبحاث الدولية . خبير لدى أكاديمية المملكة المغربية

ملف الصحراء في اتجاه إيجابي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المغرب يرفض عودة التهريب بالمعابر

رفاق المخارق يهاجمون حيار

مقالات ذات صلة