مركز الفتح… مشتل المنتخبات

ساهم في تكوين لاعبين يمارسون في أوربا ويعززون فئات المنتخب كشفت النتائج المسجلة لمركز تكوين الفتح الرياضي في السنوات الأخيرة، أن الفريق بدأ يجني ثمار سنوات من العمل الاحترافي في مجال التكوين، بالاعتماد على أطر تزاوج بين الخبرة والتكوين المستمر، وإستراتيجية تشرف عليها إدارة احترافية في مجال التسيير والتدبير. ومن أبرز النتائج المسجلة أن مركز التكوين بات مشتلا لجميع المنتخبات الوطنية، إذ لا يخلو منتخب من وجود عناصر فتحية، تلقت تكوينها بمركز الفريق بالعاصمة، فضلا عن وجود مجموعة من اللاعبين ينشطون بالفريق الأول، وبأندية بالقسم الوطني الأول والثاني، إضافة إلى انتقال بضعة منهم إلى أوربا. يتشكل مركز تكوين الفتح الرياضي من عدة فئات عمرية، إذ أنه يضم ثلاث فئات خارجية (لاعبون لا يقيمون في مركز التكوين)، لأقل من 11 سنة وأقل من 12 وأقل من 13، ويتشكلون من أطفال الرباط وبعض المدن المجاورة، كل واحدة تضم 12 لاعبا فقط، ويتدربون بشكل مكثف، وبمجرد انتهاء التداريب يعودون إلى منازلهم، ولا يبيتون بمركز تكوين الفريق. أما بالنسبة إلى المقيمين في المركز، فأول فئة هي فئة أقل من 15 سنة، وتليها فئة أقل من 17 سنة وأقل من 19 سنة، وتضم كل واحدة 18 لاعبا، وهم من يخضعون لبرنامج دراسة ورياضة. ويتشكل المشرفون على هذه الفئات من خليط من المدربين، إذ أن بعضهم لديه باع كبير في التكوين، وهناك من لديه أكثر من 30 سنة في هذه المهنة، علما أن الفريق اضطر إلى إعادة تأهيل العديد من الأطر منذ افتتاح مركز التكوين، وهناك مدربون شباب، أنهوا مسارهم لاعبين في الفريق، والتحقوا بميدان التدريب كما هو بالنسبة إلى مراد الزيتوني ويوسف شفيق، إذ أشرف الفريق على تكوينهم، بعد أن لمس إمكانيتهم الذهاب بعيدا في مجال التدريب، إما عن طريق تكوين داخلي، أو خضوعهم لبرنامج التكوين بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم. وبخصوص التنقيب عن اللاعبين، فإن مركز تكوين الفتح الرياضي يتوفر على منقبين في جميع جهات المملكة، إذ يضم لاعبين من مناطق نائية، وعلى سبيل المثال لا الحصر، هناك لاعبون من تارجيست والعيون، إضافة إلى أن الفريق ينظم سنويا الأيام المفتوحة، لإخضاع اللاعبين الراغبين في الالتحاق بمركز التكوين لاختبارات تقنية وبدنية، تحت إشراف أطر الفريق، علاوة على تنظيم دوريات للفئات الصغرى، بمشاركة أندية العاصمة وغيرها، وعادة ما تساهم في اختيار بعض اللاعبين المتميزين للالتحاق بمركز التكوين. الجانب التربوي ارتأى مسؤولو الفتح الرياضي منذ إحداث مركز التكوين، واعتماد وزارة التربية الوطنية برنامج دراسة ورياضة الموقع أمام أنظار الملك محمد السادس بشراكة مع جامعات رياضية والوزارة الوصية، أن يكون تعليم لاعبي مركز التكوين خارجيا، وعدم اعتماد نظام داخلي في دراستهم، حتى يعيشوا الحياة الدارسية بشكل طبيعي، وأن تكون الحياة الدراسية للاعبين عادية ومتوازنة، وتفادي الصعوبات التي قد يؤديها الانغلاق على أنفسهم من خلال اعتماد برنامج تدريبي ودراسي داخلي. وسمحت الإستراتيجية الرامية إلى إخضاع لاعبي مركز التكوين لبرنامج دراسة ورياضة، بوضع برنامج دراسي بالمؤسسات التعليمية بالرباط، التي تمنحهم توقيتا ملائما مع برنامج تكوين الرياضيين من المستوى العالي، إضافة إلى اعتبار مادة الرياضة من المواد الرئيسية، التي يتعين الحصول فيها على نقطة عالية، تمكنهم مستقبلا من القيام بمسار رياضي ودراسي، يساهم في فتح آفاق مهنية مستقبلا. دراسة ورياضة يضم مركز تكوين الفتح الرياضي 80 لاعبا، ضمنهم 60 لاعبا مقيما بمركز التكوين، و20 من أبناء الرباط يقضون كامل وقتهم بالمدرسة والمركز ويتناولون وجباتهم به، غير أنهم يبيتون بمنازلهم، كلهم يخضعون لبرنامج دراسة ورياضة، إذ أن جميع اللاعبين يتابعون دراستهم في جميع المستويات الدراسية. ويستفيد اللاعبون الذين يعانون نقصا في بعض المواد من دروس الدعم، التي توفرها لهم المديرة التربوية، من خلال تعاقد الفريق مع مدرسين وأساتذة لهذا الغرض، كما يقدمون الدعم لهم بشكل مكثف مع اقتراب مواعيد الامتحانات، في الوقت الذي مكنت مسألة إخضاع اللاعبين لبرنامج دراسة ورياضة، من تخطي مشكل الاستعمال الزمني الخاص بالدراسة والتداريب. ويضطر لاعبو مركز التكوين للاستيقاظ يوميا في السادسة صباحا، وتناول الفطور، ثم إجراء أول حصة إعدادية في السادسة والنصف، ويتوجهون إلى المدرسة، ويعودون منها في حدود الثانية بعد الظهر، ويرتاحون قليلا بعد تناول الغذاء، قبل أن يخضعوا لحصة إعدادية ثانية في الرابعة عصرا، ثم يغسلون، بعد ذلك يتناولون العشاء، ويعودون لإنجاز واجباتهم الدراسية، ثم يخلدون للنوم، إذ يتبين أن لديهم يوما حافلا بالتداريب والدارسة. الجانب الاجتماعي حاول مسؤولو الفتح الرياضي عدم إغفال أي جانب من جوانب الحياة اليومية لأبناء مركز التكوين، حتى تكون تنشئتهم بشكل سليم، الشيء الذي دفعهم إلى الاهتمام بالجانب الاجتماعي للاعبين منذ ولوجهم للمركز، من خلال تضمين استمارات الولوج بعض المعطيات عن الجانب الاجتماعي لكل لاعب. وتتضمن هذه الاستمارات الوسط الذي كان يعيش فيه اللاعب قبل التحاقه بمركز التكوين، وعدد إخوته والحالة العائلية لوالديه، وهل يتيم أو متبنى من قبل عائلة ما، وكلها معطيات تساعد المسؤولين بالمركز على فهم طبيعة وخصوصيات كل لاعب، حتى يتمكنوا من معالجة أي مشكلة قد تصادفهم معه. ويسعى مسؤولو الفتح الرياضي إلى محاولة ملء الفراغ الذي يخلفه الفراغ الاجتماعي في حياة اللاعب، كما هو الشأن بالنسبة إلى اللاعبين اليتامى، أو عند بلوغهم سن المراهقة، التي يحتاجون فيها لعناية كبيرة من قبل المحيطين بهم، لتفادي انسياقهم وراء إغراءات الحياة، وتفادي سقوطهم في إدمان المخدرات أو التعاطي لجميع المسكرات، التي قد يكون لها تأثير سلبي على اللاعبين. ويعمل الفرق على استغلال المعلومات المتوفرة في الاستمارات المذكورة، في توجيه اللاعبين من جهة، إضافة إلى أن الفريق وضع رهن إشارتهم معدا ذهنيا، مهمته تتبع الحالة الذهنية للاعبين، خاصة الذين لديهم ظروف اجتماعية خاصة، أو الذين يتمتعون بطبع حاد في التعامل مع الآخرين، ويسعى إلى نقل المعلومات للمسؤولين التقنيين والإداريين لمعرفة كيفية التعامل معه في التداريب والدارسة، ويعد هذا الجانب من أهم الجوانب التي يشتغلون عليها مع اللاعبين في مركز التكوين، بالنظر إلى أهميته في استكمال تكوينهم. هدف التكوين الهدف الأساسي من مركز التكوين بالنسبة إلى الفريق رياضي واجتماعي في الوقت ذاته، إذ يخول للاعبين مزاولة كرة القدم في إطار مقنن وسليم، ويرمي إلى منحهم فرصة ممارسة كرة القدم، مع العمل على تمكينهم من الدارسة وفق ما يقتضيه التعليم في المغرب، أي أنهم يخضعون للبرنامج البيداغوجي ذاته في التعليم. والهدف من مركز التكوين، هو تكوين لاعبين من المستوى العالي، وفق أسس علمية، بعد أن باتت كرة القدم من العلوم التي تدرس على أعلى مستوى في العالم، وفي الوقت ذاته تمكين اللاعبين من متابعة دراستهم في أعلى المعاهد والجامعات الوطنية والأجنبية، إذ أن هناك بعض اللاعبين الذين ساعدهم الفتح في استكمال دراستهم في الولايات المتحدة الأمريكية، بعد أن توقف مسارهم الرياضي لسبب من الأسباب، وهذا البرنامج معتمد من قبل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم عبر مؤسسة معترف بها على الصعيد الوطني. كما أن الهدف من التكوين يكون رياضيا بالدرجة الأولى، في حال فشل اللاعب في استكمال مساره الدارسي، إلا أن البرنامج يمكنه من أن يصبح لاعبا محترفا من المستوى العالي، وبإمكانه اللعب في أعلى مستوى بالمغرب وخارجه. حصيلة منذ إحداث مركز تكوين الفتح الرياضي في موسم 2015-2016، وإسناد مهمة الإشراف عليه للإطار الوطني عادل المتني، سعى المسؤولون إلى أن يضمنوا استمراريته بشكل طبيعي، وعدم شخصنة النتائج المحققة، أي أن يكون هناك أسلوب جماعي في تدبير الفئات العمرية، وأن يكمل كل إطار أو مدرب عمل زميله. وسعى الفريق إلى تحقيق نتائج مهمة لجميع فئات مركز التكوين، ليس على صعيد البطولات الوطنية فحسب بالنسبة إلى فئات أقل من 15 سنة و17 و19، وإنما لتكون هناك تمثيلية كبيرة للاعبي مركز التكوين في المنتخبات الوطنية. وبات مركز تكوين الفتح الرياضي مشتلا للمنتخبات الوطنية من حيث اللاعبين، إذ أن جميع الفئات العمرية تضم نسبة كبيرة من لاعبي الفريق في صفوفه، إلى جانب أكاديمية محمد السادس الدولية لكرة القدم والجيش الملكي، وهو ما يعطي قيمة كبيرة للمركز، لجودة التكوين فيه، سيما أن العديد من لاعبيه يحظون بثقة كبيرة من مدربي المنتخبات الوطنية بالفئات الصغرى، وحتى الكبرى في السنوات الأخيرة، آخرهم استدعاء المهدي بنعبيد للمنتخب الوطني الأول، خلال مباراتي الدور الفاصل المؤهل إلى نهائيات كأس العالم. وفضلا عن هذه السمعة التي يتمتع بها مركز تكوين الفتح الرياضي، فإن فئاته الصغرى حققت مجموعة من النتائج على مستوى البطولات الوطنية، وتوج الفريق بالبطولة الوطنية في السنوات الأخيرة، في جميع الفئات، إضافة إلى لعب الأدوار النهائية فيها. فريق الأمل يصنع الحدث تتجلى جودة النتائج في مركز تكوين الفتح الرياضي، من خلال فريق الأمل، الذي حقق نتائج غير مسبوقة واستثنائية على الصعيد الوطني، إذ أنه انتقل من القسم الوطني الثالث إلى القسم الوطني هواة، بعد أن تمكن من تصدر بطولة القسم الثالث والثاني والأول، وهو ما ساهم في تكوين لاعبين للفريق الأول، بعد أن اكتسبوا تجربة كبيرة في منافسات الهواة، وساعد على تكوين اللاعبين من المستوى العالي، ذلك أن الفريق وضع هذا المشروع منذ بداية مركز التكوين، وتمكن من تحقيق الأهداف المرجوة منذ سنتين، ولعب العديد من الأطر بالمركز في إنجاح هذا المشروع، ضمنهم حمودة بنشريفة وغيره من المدربين الآخرين. إعداد: صلاح الدين محسن

مركز الفتح… مشتل المنتخبات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"كاف" تؤجل قرعة تصفيات "الشان"

الداودية‭ ‬تلتقي‭ ‬جمهورها‭ ‬بالبيضاء

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات