ندوة «ليكونوميست ميتنغ» ناقشت معضلة التكوين والتشغيل لدى الشباب بحضور شخصيات مهمة توجد فئة واسعة من الشباب في وضعية انتظار، ويتعلق الأمر بـ 1.7 مليون شخص، ممن تتراوح أعمارهم ما بين 15 سنة و24، ويرتفع العدد إلى 2.7، إذا ما أضفنا الأشخاص البالغين من العمر 29 عاما، هذه الفئة أصبحت تطرح الكثير من الأسئلة على الدولة والمجتمع، خاصة أنها خارج الدورة التنموية، إذ لا تدرس في الوقت الحالي، ولا تستفيد من التكوين وليس لها عمل. وشكلت مسألة التكوين التربوي، وسبل إدماج هذه الفئة في سوق الشغل، محور الندوة الأولى الحضورية "لقاءات ليكونوميست l'économiste meetings"، في 19 أبريل الجاري، والذي استقبل عددا كبيرا من الشخصيات من القطاعين العام والخاص. وأفادت "ليكونوميست"، أن تقريرا سابقا لمنظمة "يونيسكو"، وضع الأصبع على مشكلة محددة متعلقة بالبنيات التحتية التربوية، إذ أكد وجود مشاكل كبيرة على هذا المستوى، مبرزا أن 5 مدارس من 10 لا تتوفر على المرافق الصحية الأساسية بالمغرب. وتابعت اليومية ذاتها، أن المجلس الأعلى للتربية والتكوين، أشار نهاية العام الماضي، إلى أن المحيط المادي للمؤسسة التعليمية يمكن أن يمارس تأثيرا على التعلمات عند التلاميذ، مؤكدا أنهم يكتسبون مهارات أكثر، عندما تكون الظروف جيدة. وأشار المصدر ذاته، في مقال له، نقلا عن "يونسيف المغرب"، إلى "أن الشباب يطالبون بتمكينهم من التكوين، بينما سوق الشغل تنافسي. نطالب المقاولات بمساعدتنا في إعداد نماذج للتكوين". ومن الشخصيات التي حضرت ندوة "ليكونوميست ميتينغ"، يونس السكوري، وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، الذي قال إن هناك الكثير من الأجوبة حول موضوع إدماج الشباب في سوق الشغل، لكن هناك القليل من الأسئلة الجيدة، مشددا على أنه في الكثير من الأحيان لا تجيب البرامج على متطلبات وخصوصيات سوق الشغل، مشددا على إصلاح الوضع من خلال توجيه مبني على مشروع حياة، أكثر من إدماج مهني. ومن جانبه قال شكيب لعلج، مدير الاتحاد العام لمقاولات المغرب، إن "التزامنا يمتد إلى تحسين الإدماج المهني للشباب، غير أن هناك إشكالية متعلقة بالحجم، رغم البرامج والمبادرات التي أقيمت في الماضي". وأضاف المتحدث ذاته، أن 3 شباب من أصل 12 فقط، حاضرون في سوق الشغل، وشابين من أصل 12 يوجدون في وضعية عمل، موضحا أن بلادنا في حاجة إلى طاقاتها ومواهبها، من أجل إعادة إطلاق اقتصادها. وبالنسبة إلى ممثلة اليونسيف بالمغرب الدكتورة سبيسيوز حكزمنا، فقالت إن "سياسة المقاولات تؤثر على حياة عمالها، وعلى أسرهم وأبنائهم"، موضحة أن حرمان شخص من حق إجازة الأمومة أو الأبوة، هو انتهاك للحقوق الأساسية للشخص". وأكدت المتحدثة ذاتها، أن ميزانية "اليونسيف" تتكون من 30 بالمائة من المصادر الخاصة، من خلال المتبرعين والشركات، موضحة أن ميزانية المنظمة بلغت 7 ملايير دولار في 2021، مشيرة إلى أن رؤساء الشركات يمكن أن يكونوا أصوات الأطفال كلما كانوا قريبين من مصدر القرار السياسي. واعتبرت، لطيفة العمراني، مديرة مؤسسة الشركة العامة المغرب للتضامن والثقافة" أن "سياسة الشركة العامة تتمركز حول الشباب، ومن هنا تغيير رمزها إلى (أنتم المستقبل). وفي ما يتعلق بسياستنا في الرعاية فتعتمد على تعقب الجمعيات، التي تمتلك برامج جادة، والتي تستثمر في الشباب. من جهته قال، باسم بناني، رئيس قسم التسويق في "نوكيا" بشمال وغرب إفريقيا، إن الشاب الذي يفشل في النظام الدراسي التلقليدي، لا يدل على أنه فشل بشكل نهائي. إن مساهمة الشركة في هذا النوع من المبادرات، لا يجب أن تقتصر فقط على جانب التمويل، بل يمكن أن تكون أيضا على شكل مواكبة، وتمكين الشباب من المعرفة وتداريب وشبكة علاقات". عصام الناصيري قالوا يونس السكوري (وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات) "يجب إصلاح الانحرافات الموجودة عبر توجيه قائم على مشروع الحياة، وليس فقط الإدماج المهني. إن الفكرة تكمن في إبراز القيادة عند الأطفال، مما يوحي إلى ضرورة فتح آفاق وفضاءات للاكتشاف، والمقاولة يمكن أن تنخرط في هذا المشروع، والدولة يجب أن ترسي الميكانيزمات الضرورية لهذا النوع من الانطلاقة". شكيب لعلج (رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب) "بلادنا في حاجة إلى جميع مواهبها من أجل إطلاق اقتصادها وابتكارها. الاتحاد العـــام لمقــاولات المغرب، بدأ تحركـــات من أجـــل المقاولــة الشابــة من قبيل "إنطــــلاق"، وهـي منصة متطورة بدعم من الاتحاد الأوربي". سبيسيوز حكزمنا (ممثلة يونسيف بالمغرب) "سياسة المقاولات تؤثر على حياة العاملين فيها، كما تؤثر على أسرهم وأبنائهم. إن عدم الحصول على إجازة الأمومة أو الأبوة، بمثابة انتهاك للحقوق الأساسية للشخص. إن ميزانية "اليونسيف" تتكون من 30 بالمائة من المصادر الخاصة، من خلال المتبرعين والشركات، وبلغت ميزانية المنظمة 7 ملايير دولار في 2021". لطيفة العمراني (مديرة مؤسسة الشركة العامة المغرب للتضامن والثقافة) "سياسة الشركة العامة تتمركز حول الشباب، ومن هنا تغيير رمزها إلى (أنتم المستقبل). وفي ما يتعلق بسياستنا في الرعاية فتعتمد على تعقب الجمعيات، التي تمتلك برامج جادة، والتي تستثمر في الشباب. وساعدنا أيضا مؤسسة زاكورة في إخراج قاعة رقمية إلى الوجود، متصلة بقمر صناعي في جهة بني ملال. باسم بناني (رئيس قسم التسويق في "نوكيا" بشمال وغرب إفريقيا) "نوكيا جزء من برنامج "أب شيفت"، منذ 2021، والذي يهدف إلى تكوين 1400 شاب على الكفاءات الرقمية والمقاولاتية والبيئية. 80 بالمائة من المشاريع تتم بشراكة مع معاونينا.الشاب الذي يفشل في النظام الدراسي التلقليدي، لا يدل على أنه فشل بشكل نهائي. إن مساهمة الشركة في هذا النوع من المبادرات، لا يجب أن تقتصر فقط على جانب التمويل، بل يمكن أن تكون أيضا على شكل مواكبة، وتمكين الشباب من المعرفة وتداريب وشبكة علاقات".